الرأي

استعدّوا لتوديع كورونا !

جمال لعلامي
  • 4213
  • 9
ح.م

من الضروري الشروع الآن، مثل ما أوصى بذلك الرئيس عبد المجيد تبون، خلال اجتماع المجلس الأعلى للأمن، بإعداد خطة لمرحلة ما بعد وباء كورونا، والتحضير للتعايش مع “بقايا” الجائحة مستقبلا، وإن كان الجميع يتضرّع إلى العليّ القدير بأن يرفع عنا هذا الوباء والبلاء اليوم قبل الغد!

لا يُمكن البقاء هكذا إلى ما لا نهاية، وإلى أجل غير معلوم، سجناء في المنازل، مع استمرار “التسريح الطوعي” لـ50 بالمائة من عدد العمال والموظفين، وإبقاء المصانع مغلقة والورشات متوقفة، والإدارات والشركات والمؤسسات مشلولة ومعطلة، وتمديد عطلة الرحلات الجوية والبحرية والنقل الحضري وما بين الولايات وغلق الحدود البرية وتعليق السياحة وغيرها!

الدول الكبرى “الموبوءة” منذ عدّة أسابيع، والتي سقط فيها ضحايا بالآلاف المؤلفة لكوفيد 19، بدأت استئناف الحياة الطبيعية، وتحريك عجلة الاقتصاد والبنوك والسياحة والخدمات والنقل وحتى الترفيه والتسلية، رغم استمرار تسجيل وفيات بالمئات وإصابات بالآلاف يوميا!

هذا لا يعني أن هذه البلدان “جايحة وما تعرفش صلاحها”، وحتى إن كان في الأمر إن وأخواتها، إلاّ أن الخسائر الناجمة عن الغلق الطويل نتيجة تفشي الوباء، دفعها إلى قرار الخروج من النفق، وإعلان نهاية الاختباء والاختفاء، بعد ما “سيطرت” ولو جزئيا على الفيروس القاتل، إمّا بتراجعه من تلقاء نفسه، نظرا لإيجابية الحجر المنزلي والصحي الطويل، وإمّا لأنها توصلت إلى قناعة تدعو إلى حتمية التعايش مع هذا المرض مثل غيره من الأمراض الأخرى، في انتظار اختراع دواء ولقاح نهائي له!

كجزائريين، لا ينبغي علينا أن نشدّ عن القاعدة، فقد كنا سباقين في إعلان إجراءات احترازية قبل هؤلاء “المتطوّرين” المتساقطين، وبفضل ذلك، ووعي أغلبية المواطنين، نجحنا في محاصرة الوباء وتحجيم خسائره، وإبقاء الوضع تحت السيطرة، مقارنة بدول عربية وغربية، وإن كان ارتفاع الأرقام منذ بداية رمضان الكريم، أقلق الرأي العام، إلاّ أن هذا التطور قد يكون إن شاء الله بداية النهاية والخروج من النفق بعد العيد بحوله تعالى!

لا يُستبعد، إن نزلت الأرقام بعد شهر رمضان، أن تشرع السلطات العمومية، تدريجيا، في إعادة فتح المحلات المغلقة، والترخيص باستئناف الأنشطة المعلّقة، إيذانا بعودة قريبة إلى الحياة العادية، مع الإبقاء على بعض النشاطات مؤجلة فترة إضافية، كالمنتزهات وفضاءات التسلية والترفيه، مع إجبارية الالتزام بالإجراءات الوقائية وفرض الكمّامة على كلّ من يغادر بيته، والاستمرار في التباعد الاجتماعي إلى أن نتجاوز الأزمة الصحية بشكل قاطع!

من الضروري الانتقال الآن، إلى تدابير عقابية أكثر تشدّدا، سواء على التجار أو المواطنين، من خلال استحداث غرامات “قاسية” لإرغام الناس على التعوّد على “حياة جديدة” ولو مؤقتة، حتى لا يخرج أولئك المولعين بـ”تشراك الفم” ويزعمون أننا دخلنا مرحلة “القطيع”، من أصيب فيها بالوباء أصيب، ومن نجا فذلك من قضاء الله وقدره!

مقالات ذات صلة