استغلي الغيرة من المولود الجديد لصالحك.. نصائح للتعامل

تشتكي الأمهات خصوصا، من كون التعامل مع بقية الأبناء يصبح أكثر صعوبة وتعقيدا بعد إنجاب طفل جديد، ذلك أن المشاعر تختلط بين من يريد السطوة على حب واهتمام الأولياء، ومن يخاف من أن يفقد مرتبته في الأسرة، والأسوأ من يهمه التخلص من الوافد غير المرغوب به لأنه خطف الأنظار.. وقد تجتمع كل هذه السلوكيات والمشاعر في أخ واحد، بحيث لا تعتبر مهمة التعامل معه أقل صعوبة، بل ربما العكس.

هذه مؤشرات الغيرة من المولود الجديد

تتسبب الغيرة ببعض الاضطرابات المتعلقة بالطعام، فقد الأخ الغيور شهيته للأكل، وقد يسعى هو بكل ما يملك من محاولات لتجعله الأم يطعم المولود الجديد بنفسه، وكثيرا ما يطلب بإلحاح أن يرضع من رضاعة أخيه أو من ثدي أمه، ويستعمل أدواته للأكل.

من الاختلالات المزعجة التي ترعب الأمهات الجديدات، أن يبدأ الأخ الأكبر سنا بالتبول في ملابسه بعد أن اكتسب مهارة ترك الحفاظ، والذهاب للحمام بمفرده بعد عناء طويل من الأم.

يصبح الأخ الأكبر عنيفا وذا طباع حادة، ويمكن أن تتسبب غيرته في جعله يضرب المولود أو يقرص جلده، أو يعضه، وقد يتطور الأمر إلى ما هو أسوأ من أشكال الأذى الأخرى في حال تسامح الأولياء، وعدم مراقبتهم، أو عدم انتباههم لذلك.

يصاب الأخ الأكبر بفرط الحركة بصفة مفاجئة، بعد أن كان هادئا ولطيفا، وتزداد نوبات الغضب لديه لأتفه الأسباب، بحيث يرتفع صراخه، ويزيد بكاؤه غير المبرر، ما قد يؤثر على طريقة تعامل الأولياء والمحيطين معه، وهذا ما يزيد الأمر سوءا، بحيث يشعر بكرههم وعدم ترحيبهم.

يصبح سرير الأم أو سرير المولود الجديد أو فوق جسمهما مباشرة، المكان الأفضل له، ويرفض النوم بغرفته الخاصة بعدما كان يستعملها من قبل، قد يتحجج بالملل أو الخوف يصبح نومه مضطربا ومتقطعا مع ارتفاع وتيرة الكوابيس والأحلام المزعجة.

يتحين فرصة انشغال الأم عن الرضيع ليتسلل إليه ويكتشفه بطريقته الخاصة، لهذا يمكن أحيانا أن تجد الأمهات رضيعها على الأرض أو في وضعية جلوس قبل الأوان، وقد تجده يضع غرضا أو طعاما ما في فمه منذ الأيام الأولى، لهذا، تعتبر المراقبة واليقظة أكثر من ضرورة.

يصير الأخ أكثر كذبا وجرأة، تزيد مشاغبه ويشرع في إلصاق تهم كل أخطائه وأخطاء الآخرين أيضا بالمولود الجديد حتى يشوه سمعته في الأسرة.

كأم كيف تتعاملين مع غيرته؟

حاولي تقريبهما، تحت المراقبة دائما، ولا تبعديه عن الرضيع، ويجب أن تغدقيه بالأغراض الجديدة والهدايا، مثل المولود الجديد، فهو لا يفهم الفارق بينهما، وقد يؤدي أي تمييز على مرأى عينيه إلى خلق المزيد من الغيرة والكره.

عندما ينطلق طفلك الأكبر في نوبات غضبه الهستيري وبكائه الشديد، لا تعنفيه أو تقارني سلوكه بأخيه، على العكس حاولي احتواءه وتهدئته بضمه إلى صدرك والحديث معه وأنت تنظرين في عينيه، هذا سينقص عليك لاحقا الكثير من التصرفات المزعجة الأخرى، لأنه سيكتسب الثقة فيك مجددا، وأنك لا تزالين تحبينه وتتحملينه.

لا توقفي نشاطاته المعتادة وفق برنامجه، بحجة أنه يجب أن يعم الهدوء البيت، اتركيه يلعب كما كان يفعل سابقا، ويرفع صوته إن كان يريد ذلك، وشغلي له الكارتون أو الأغاني التي يحبها في حدود المعقول، لكن احذري من أن ينقلب الأمر عليك، كوني ذكية في تسييره، فالكثير من الأطفال يستغلون هذه المرحلة للسيطرة على الأولياء وفرض منطقهم.

أخبريه أن هذا الفرد الجديد جاء لأجله، واستغلي مساعدته لك، حدثيه بأن المولود سيصبح قريبا صديقه ورفيقه في اللعب وأن عليه الاعتناء به جيدا ليكبر بسرعة، بحيث يذهب الطفل من سن 3 سنوات وأكثر لإحضار الحفاظات أو المناشف، ووضع اللهاية في فم أخيه الصغير عندما يبكي، علميه أن ينتبه له في حال تحرك من مكانه أيضا، وأن يتقاسم معه بعض الألعاب البسيطة الآمنة.

عدم عزل الابن الأكبر عن أمه أو إرساله لقضاء بعض الأيام في بيت الجدة، لدى المربية أو تمديد ساعات مكوثه في الحضانة مع قدوم المولود الجديد، بل يمكن استقدام فرد من العائلة ليساعدك في مهمة رعايته في المنزل وقريبا منك.

الاحتفالات بالمولود الجديد، وتصويب كل الاهتمام والهدايا والتبريكات له يشعل غيرة بقية الإخوة، لذا، لا حرج في إيهامهم بأن هناك حفلة مشتركة للعائلة، وأن الاهتمام سيزيد بالرضيع، لأنه أول مرة سيكون معهم، حاولي ألا تجعليهم يطلعون على الهدايا.

يجب أن تتجاهلي السلوكيات الخاطئة للكبير، لأنه يتعمدها، تخيري كل سلوك حسن وكافئيه عليه، ويجب أن تثني عليه دوما وتحتضنيه.

تجنبي الحديث المعمق مع الأخ الأكبر، على أنه شخص واع وفهيم، حتى يتسنى له أن يتأقلم مع الوافد الجديد ويكون ناضجا في التعامل معه، فهو حتى سن المراهقة لا يزال لا يفقه شيئا مما تقولين، وقد يفعل حتى العكس.