-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
اللاعب الدولي الأسبق عبد الرزاق جحنيط لـ"الشروق":

“استفدت من خالف وزيفوتكو وفخور بتتويجاتي مع الشبيبة والخضر”

صالح سعودي
  • 3583
  • 0
“استفدت من خالف وزيفوتكو وفخور بتتويجاتي مع الشبيبة والخضر”
الأرشيف
عبد الرزاق جحنيط على يمين الصورة

ثمّن اللاعب الدولي الأسبق عبد الرزاق جحنيط استفاقة شبيبة القبائل بعد الفوز العريض في المنافسة الإفريقية، مؤكدا بأن الثنائي رحموني وموسوني منحا نفسا جديدا لتشكيلة “الكناري”، محبذا في الوقت نفسه التركيز على البطولة لضمان البقاء، وأعطى جحنيط رأيه في “الخضر” بعد نكسة الغابون وكذا نظرته إلى مستقبل الكرة الجزائرية على ضوء المعطيات الحالية، مبديا تأييده لمنطق الاستقرار وتدارك النقائص، كما يسرد لنا عبد الرزاق جحنيط أبرز محطاته وإنجازاته مع شبيبة القبائل والمنتخب الوطني نهاية الثمانينيات ومطلع التسعينيات، وكذا مسيرته الاحترافية في تونس وبلجيكا وتشيكوسلوفاكيا.

بداية، هل أنت مع أجواء الكرة أم ابتعدت عن الميادين؟

أنا دائما قريب من محيط الكرة، حيث سخرت خبرتي في الفئات الشبانية، موازاة مع عدم منحنا الفرصة للبروز في المستوى العالي رغم حصولي على شهادات في التدريب، كما أسست فريقا هاويا اسمه جمعية أشبال كرة أقدم لمدينة خرايسية، مهمته التكوين في الفئات الشابة من 5 إلى 16 سنة، حيث أودعت الملف وأنا أنتظر الحصول على الرخصة النهائية لمزاولة العمل الفعلي.

كيف ترى وضعية شبيبة القبائل هذا الموسم؟

يمكن وصفها بالفريق المريض، لأنها تمر بمرحلة صعبة، للأسف هذه المرحلة استمرت مدة طويلة نسبيا، ما يتطلب حسب رأيي إعادة ترتيب البيت من الداخل، وإعادة النظر في المحيط المقرب للنادي، خصوصا وأن مكانتها في البطولة لا تبعث على الارتياح.

ما تعليقك على تأهل شبيبة القبائل إلى الدور المقبل من المنافسة الإفريقية؟

تأهل مستحق، خاصة أنه تم تدارك الخسارة غير المنتظرة في لقاء الذهاب الذي عرف أداء سلبيا، على خلاف مباراة العودة التي ظهرت فيها الشبيبة بوجه أفضل وبمردود مقنع.

 كيف تنظر إلى المهمة المنتظرة في المنافسة الإفريقية وتحديات البقاء في البطولة؟

مساهمة رحموني وموسوني في التأهل إلى الدور المقبل من المنافسة الإفريقية كانت واضحة، وهما قادران على مواصلة منح الإضافة، لكن أتمنى التركيز على ضمان البقاء الذي يجب أن يكون أولى الأولويات.

ما رأيك في الانتقادات الموجهة لحناشي، ومطالبته برحيله؟

حناشي قدم الكثير لشبيبة القبائل، هذا أمر لا ينكره إلا جاحد، لكن كما يقال لكل بداية نهاية، والدليل أنه يوجد هو أيضا في وضعية صعبة لعدة سنوات مثله مثل شبيبة القبائل.

ما هو الحل إذن؟

حناشي وشبيبة القبائل لا يستحقان الوضع الحالي، من اللازم إحداث تغييرات جذرية لإضفاء دم جديد، إذا كان حناشي قادرا على منح الإضافة فهذا شيء جميل، لكن أن يبقى الفريق على هذا الحال فمن الأفضل إحداث تغييرات عميقة على رأس النادي، وشيمة الكبار الانسحاب بشكل محترم.

كيف تفسّر خروج “الخضر” من الدور الأول في “كان 2017” بالغابون؟

ما حدث كان متوقعا بسبب غياب الاستقرار في العارضة الفنية، وحدوث مشاكل أثرت في المجموعة، والنتيجة هو الظهور بأداء مخيب وهزيل جدا.

كيف تفسر غياب الانضباط داخل المجموعة؟

لما يكون طاقم فني في المستوى ولاعبون محترفون بأتم معنى الكلمة سيكون هناك تحكم في المجموعة، لكن حين يحدث العكس فالنتيجة هو ظهور تكتلات وممارسات غير انضباطية، وهو الأمر الذي حدث للأسف.

البعض حمّل المسؤولية لروراوة بحجة ارتكاب أخطاء تسييرية وغياب الاستقرار في الطاقم الفني؟

لكل مجتهد عثرة، روراوة قدم الكثير للاتحادية وكرة القدم الجزائرية على المستوى الدولي، لكن هناك أخطاء وقع فيها، وفي مقدمتها تطبيق منطق أحادية القرار.

ماذا تقصد؟

كان عليه إشراك لاعبين قدامى دوليين وتقنيين محليين، أحادية الرأي غالبا ما تنعكس سلبا وتكون عواقبها وخيمة، لكن هذا لا يخفي العمل الجبار الذي قام به روراوة منذ تواجده على رأس “الفاف”.

من هو الشخص الذي تراه الأنسب لخلافة روراوة على رأس الفاف؟

في الوقت الحالي لا أرى شخصا قادرا على خلافة روراوة، لأن هذا الأخير تقدّم في الكثير من الأشياء، وعليه من الصعب إيجاد شخص في حجمه.

ما هو الحل المناسب في رأيك؟

أنصح بالاستقرار، لكن على روراوة تصحيح أخطائه، مع إحداث تغييرات هامة واتخاذ قرارات حازمة، وفي مقدمة ذلك إدماج تقنيين من ذوي الكفاءات العالية وإشراكهم في صنع قرار الاتحادية ومستقبل الكرة الجزائرية.

ما موقع المدرب ليكنس من مهزلة “كان 2017” بالغابون؟

كان مجرد مهدئ ومسكّن مؤقت المفعول، إخفاقه كان منتظرا، لأنه لم يكن المدرب المناسب للمنتخب الوطني.

من هو المدرب الذي تراه مناسبا لـ”الخضر”؟

كفانا بحثا عن الأجنبي دون فائدة، هناك كفاءات وطنية في حاجة أن توضع فيها الثقة، ممكن الاعتماد على الأجنبي في مشروع رياضي في الاتحادية لتكوين المدربين أو إعطاء إستراتيجية عالمية في المديرية الفنية. عدا ذلك فإن الجزائر لها كفاءاتها ماضيا وحاضرا، وخير دليل ما قدمه مخلوفي وسعدان وخالف محي الدين وغيرهم.

لو نعود إلى ذكرياتك مع شبيبة القبائل في عز التألق والتتويجات، ماذا تقول؟

منذ التحاقي بالشبيبة وأنا في مسيرة مع التألق، وحتى قبل الانضمام إليها كنت مناصرا وفيا، لأن الشبيبة فريق منضبط ومحترف. حين كنت لاعبا صغيرا كانت أمنيتي حمل ألوان الشبيبة، والحمد لله تجسدت وتوجت معها بألقاب لا تنسى في نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، ففي عام 1990 مثلا نلت البطولة وكأس إفريقيا للأندية البطلة، كما توجت بكأس إفريقيا للأمم مع المنتخب الوطني.

من أين بدأت مسيرتك الكروية؟

كانت مع فريق الاتحاد الرياضي لبلدية المدنية، وهذا الفريق أنجب لاعبين بارزين مثل بن ميلودي وعويس وياحي حسين وبن طلعة ونايت يحي ورشيد مزيان وغيرهم.

 ساهمت في نيل كأس إفريقيا للأندية البطلة مع الشبيبة عام 90، كيف تصف لنا الأجواء، وخاصة نهائي العودة في لوزاكا؟

مباراة النهائي أمام نكانا ريد ديفيس الزامبي جرت في أجواء مضطربة، بسبب الخلاف بين رئيس الفريق بن قاسي رحمه الله والمدرب علي فرقاني، كما أن المقابلة كانت صعبة أمام فريق عتيد يضم لاعبين بارزين يتقدمهم الأخوان ماليتولي، ففي مباراة الذهاب فزنا بهدف لصفر، وفي لقاء العودة صمدنا وانهزامنا بهدف لصفر قبل أن تعود لنا الكلمة في ركلات الترجيح.

لماذا لم تلعب مباراة الذهاب؟

هذا يعود إلى سوء تفاهم مع المدرب علي فرقاني لأسباب أجهلها، لكن مشاركتي في مباراة العودة كانت إلزامية، بالنظر إلى طبيعة المباريات ووزني في التشكيلة، والحمد لله أننا رفعنا التحدي في ظروف صعبة، وحققنا طموحات الجماهير الجزائرية التي كانت متعطشة إلى الألقاب.

كيف تقيّم مسيرة شبيبة القبائل مع الألقاب في تلك الفترة وحتى في مطلع الألفية؟

شبيبة القبائل كانت بمثابة الفريق الوطني الجزائري، كنا نتحلى بالروح القتالية من أجل تشريف الجزائر، والحمد لله أن الشبيبة حافظت على نفس التقاليد في نهاية التسعينيات ومطلع الألفية، وإن شاء الله ستعود مجددا إلى الواجهة.

ماذا تقول عن الفنان معطوب الوناس الذي رافقكم في رحلة لوزاكا عام 90؟

الكثير يجهلون أن معطوب الوناس إنسان وطني كبير ويحب الجزائر كثيرا، حيث كان معنا في تلك المسيرة وكان أفضل محفز لنا.

ما هي أسباب خسارتكم لنهائي كأس الجمهورية 1991 أمام اتحاد بلعباس؟

خسرنا في ظروف غامضة وغير رياضية، ربما كانت هناك أطراف لا تريد أن تفوز الشبيبة بثلاثية تاريخية، وذهبنا ضحية تصفية الحسابات بين الأشخاص.

ألا ترى بأن الخسارة كانت فنية بالنظر إلى واقعية وإرادة لاعبي اتحاد بلعباس؟

كنا نمتلك فريقا متميزا، حيث أزحنا في الدور نصف النهائي وفاق سطيف بلاعبين من طينة عصماني وسرار ورحموني وزرقان وعجسية وغيرهم. لا أقلل من بلعباس الذي كان فريقا كبيرا هو الآخر، لكن هناك أمور سبقت المباراة خلفت مشاكل وأفقدتنا التركيز قبل موعد النهائي.

لكن توجتم بنهائي السنة الموالية (طبعة 1992) أمام جمعية الشلف، ما قولك؟

هذا يؤكد بأن خسارتنا في نهائي 91 لم تكن بطريقة رياضية، والدليل أننا تداركنا الأمر في النهائي الموالي أمام جمعية الشلف.

في نهائي 92 تلقيت بطاقة حمراء بعد دخولك بديلا في الشوط الثاني، ما الذي حدث؟

كنت مرشحا للعب أساسيا، بعد أن ساهمت في الفوز المحقق في الدور نصف النهائي، لكن ليلة اللقاء حدثت قرارات غير مفهومة في التشكيلة، ولم يتم إشراكي أساسيا، ما جعلني أستاء مما حدث، ولما دخلت بديلا في الشوط الثاني على وقع التعادل وحدة الضغط، وفي عز النرفزة تعرضت إلى استفزاز من أحد لاعبي جمعية الشلف الذي شتم أمي، لم أتمالك أعصابي فضربته، وكانت النتيجة تعرضي للطرد، شيء مؤسف ما حدث.

الحادثة تمت تحت أنظار الرئيس الراحل محمد بوضياف؟

أتأسف على كل ما بدر مني، خاصة أن ذلك حدث في مباراة هامة وتحت أنظار الرئيس بوضياف رحمه الله الذي يعد شخصية وطنية معروفة ومحترمة، ناهيك عن حضور الرسميين. أجدّد اعتذاري عما بدر مني.

يقال إن النهائي المذكور جرى في ظروف استثنائية، هل يمكن أن تصف لنا الوضع؟

إدارة الشبيبة هددت بمقاطعة النهائي بسبب برمجته في ملعب وهران، ناهيك عن عدم تقسيم المدرجات بالشكل المناسب بين أنصار الفريقين، أسرة الشبيبة طالبت ببرمجة النهائي في ملعب محايد، مثلا في عنابة، لكن السلطات العليا تدخلت وضغطت على إدارة الشبيبة من أجل لعب المباراة. زيادة على ذلك فقد أقمنا في ثكنة عسكرية بوهران، وهو ما يؤكد بأن النهائي جرى في ظروف صعبة واستثنائية.

بعد نهائي 92 جربت حظك مع الاحتراف، كيف تم ذلك؟

ذهبت إلى بلجيكا، حيث لعبت مع فريق “أرلو باك” من الدرجة الثانية لمدة موسم واحد، وفي موسم 93-94 تحوّلت إلى تونس بعد أن تلقيت عرضا من نادي النجم الساحلي، وخضت أيضا تجربة احترافية في تشيكوسلوفاكيا مع فريق “سوبار براغ” الذي مرّ عليه عدة لاعبين معروفين، والحمد لله أنا فخور بتجربتي الاحترافية رغم الظروف الصعبة وغياب مناجرة في تلك الفترة.

 كيف تقيّم مسيرتك مع المنتخب الوطني، وهل ترى بأنك أخذت حقك مع “الخضر”؟

أنا سعيد بتتويجي بكأس أمم إفريقيا مع المنتخب الوطني، لكن من جهة أخرى لم آخذ حقي في “الخضر”، لن أذكر أسماء المدربين، لكن الذي أقوله هو أنني ظلمت كثيرا، لأن هناك أسماء مستواها عادي لكن منحت لها فرص كثيرة في التشكيلة الوطنية.

كيف كانت تجربتك الكروية بعد عودتك إلى الجزائر وطريقة اعتزالك الميادين؟

بعد عودتي إلى الجزائر نهاية التسعينيات أنهيت مسيرتي الكروية مع اتحاد تبسة، حيث طلب مني المسيرون أن أساعد فريقهم، ودامت المسيرة نحو 3 أشهر، قبل أن أقرر التوقف بسبب حدوث عدم تفاهم.

ما هي أبرز الطرائف التي تحتفظ بها في ملاعب الكرة؟

هناك طرائف عديدة، لكن أبرزها ما حدث لنا في نهائي كأس إفريقيا للأندية البطلة في لوزاكا أمام نكاناريد ديفلس، حيث وصلتنا معلومة على وجود “قري قري” يقوم به الرئيس الزامبي، وهي لمس الكرة للاعبي الفريق المنافس، خلال إعطاء إشارة الانطلاقة، ما جعلنا ننتبه لهذه الحيلة، حيث فضلنا الابتعاد عنه أثناء إشارة الانطلاقة حتى لا تلمسنا الكرة، ما جعل الرئيس يقترب منا ونحن نهرب منه مسافة بعيدة وسط ضحك اللاعبين والمسيرين الذين انتبهوا للعبة الرئيس الزامبي.

من هم المدربون الذين تركوا أثرا ايجابيا في مسارك الكروي؟

أشيد بالمربي والمدرب القدير جمال فركول الذي قام بجهود كبيرة في الفئات الشابة لفريق اتحاد المدنية، أتمنى له الشفاء العاجل، ولا أنسى مدربين كبار بحجم زيفوتكو ومحي الدين خالف الذي كان له دور بارز في مشواري الكروي، ولا يظلم عنده أي لاعب.

ما رأيك في التصريحات النارية بين اللاعبين الحاليين والقدامى، والخلاف بين روراوة وجيل الثمانينيات؟

لكل جيل أمجاده ووقته، على كل جيل أن يحترم الجيل الذي فاته، نحن عائلة رياضية واحدة، أنا ضد صراع الأجيال مهما كانت الأسباب والمبررات

هل من إضافة في الأخير؟

ونحن على أبواب الانتخابات التشريعية أطلب من الجميع الاهتمام بشباب ومواهب الجزائر في كل المجالات، وأتمنى أن يحرصوا في شعاراتهم على كل ما يوحّد الشعب الجزائري.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!