استقدام فرق “اطبالن ” إلى غابات البويرة لمطاردة قردة الماغو!

باشرت مؤخرا عدة فرق فلكلورية “اطبالن”عملها بغابة تيكجدة وهذا من أجل مطاردة قردة الماغو، ودفعها إلى العودة لوسطها الطبيعي، وهي التي باتت تتردد على حواف الطرقات وأماكن تجمع السياح، للحصول على الطعام. وهو ما يستغله البعض لسرقتها بعد استدراجها عن طريق الأكل، حيث يسرقها البعض لغرض استئناسها وتربيتها في المنازل فيما يتستغلها آخرون للحصول على المال، من خلال عرضها في الشواطئ والمنتزهات، كي يتصور معها السياح بمقابل.
تشهد جبال تيكجدة بالبويرة إقبالاً كبيرا من الزوار والسياح الذين يتوافدون عليها من مختلف مناطق الوطن بحثا عن الراحة والاستمتاع بالطبيعة الساحرة.
ولجأت السلطات مؤخرا، إلى الاستعانة بالفرق الموسيقية الفلكلورية المعروفة باسم “إطبالن” لمطاردة قردة “الماغو” وإزعاجها بأصوات الموسيقى الصاخبة، كي تعود إلى أعماق الغابات، حيث تكون في منأى عن خطر بعض الزوار. لكن تبيّن مع مرور الوقت أن القردة تعوّدت على موسيقى “إطبالن” ولم تعد تزعجها، بل باتت تتفاعل معها وتؤدي حركات بهلوانية على نغماتها، تجذب السياح الذين يسارعون إلى تصوير تلك المشاهد الطريفة.
وتغادر قردة الماغو وسطها الطبيعي للبحث عن الغذاء بسبب اختلال التوازن الإيكولوجي بغابة تيكجدة، نظرا لسلسلة الحرائق المتكررة التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة حيث تغزو القردة الطرقات بحثا عن الأكل لكنها كثيرا ما تتعرض إلى السرقة، رغم أن السلطات اتخذت عدة إجراءات لحماية هذا الحيوان الذي أصبح مهددا، كوضع إشارات في أماكن تواجده بكثرة تشير إلى منع إطعام الماغو ومنع امتلاكه لغرض التربية، لكن تبيّن أن الكثير من الأطعمة التي يقدمها الأشخاص للقردة تؤدي به إلى الوفاة في بعض الأحيان.
للتذكير فإن محكمة البويرة سبق لها وأن عالجت مؤخرا عدة قضايا تتعلق بصيد حيوان مهدّد بالانقراض ما يعاقب عليه القانون بموجب المرسوم الرئاسي رقم 83/509 المؤرّخ في 1983/08/20 المتعلّق بحماية الأصناف الحيوانية غير الأليفة والذي يمنع صيدها ونقلها.
ومن بين القضايا، واحدة تعود إلى شهر فيفري الفارط حيث تمكنت مصالح الشرطة من إيقاف شابين بمحطة نقل المسافرين بالبويرة يحوزان قردا من فصيلة الماغو تمت سرقته من غابة تيكجدة، بعد أن قام المتهمان بإغرائه بقطعة “بيتزا”، ما جعله يدخل السيارة بسهولة، ونقله “الخاطفان” إلى غاية مدينة البويرة لنقله في حافلة إلى ولاية عنابة للاعتماد عليه في كسب المال، حيث يعرضون على السياح التقاط صور معه بمقابل، لكن لسوء حظهما أجهض مشروعهما التجاري بعد أن فضحهما “القرد” مباشرة بعد وصولهما إلى محطة نقل المسافرين، حيث قام بحركات لفتت انتباه المارة، لتتدخل مصالح الأمن والتي أسرعت لإيقاف المتهمين واسترجاع القرد.