-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد زواجه مباشرة

استقلالية الابن…يعتبرونها ركنا للاستقرار ويراها الآباء شقا لعصا الطاعة

صالح عزوز
  • 1606
  • 2
استقلالية الابن…يعتبرونها ركنا للاستقرار ويراها الآباء شقا لعصا الطاعة

نتج عن المشاكل الأسرية اليوم، أن أصبح الكثير من الشباب المقبلين على الزواج يفكرون في ضرورة كراء شقة من أجل الاستقلالية عن العائلة الكبيرة، على الأقل في السنة الأولى من الزواج. تفكير رحب به الكثير من الناس، خاصة الشباب ممن لديهم تجربة، غير أن الفكرة لم تلق الترحيب من طرف العائلة الكبيرة، التي ترى بأن هذه الاستقلالية في حد ذاتها، هي بداية انفصال عن أهله وهروبه مع “بنت الناس”، وتفضيلها عنهم، بل وفي بعض الأسر اعتبروها بمثابة شق عصا الطاعة، وجب المعاقبة عليها.

بالرغم من كون البحث عن وسائل الراحة واجبا، ويجب على كل الأسرة تفهمه، فلا يمكن لأحد أن يفسد عن ابنه العيش الهادئ والمستقر مع زوجته، في ظل الكثير من الظروف الحالية، غير أن الكثير من الأسر تعتبر استقلالية الابن مباشرة بعد زواجه، بمثابة عصيان غير معلن، وهروب دبلوماسي، إن صح القول، من العائلة الكبيرة، من أجل التفرغ لزوجته. وهو أمر عند بعض العائلات خطير وتجاوز لحدود الطاعة، ولا يمكن السكوت عنه، فكيف يترك أهله لمجرد ارتباطه بامرأة تعتبر غريبة عنه، ولا يمكن الحكم على معاملته لها حينما تكون معه لوحده، وربما تخطط لأمور أخرى، ليس الهروب لسنة أو سنتين فقط من العائلة.. كل هذا التفكير السلبي، جعل من هذا الفعل بمثابة جنحة يقترفها الابن في حق العائلة، التي تربى فيها لسنين طويلة.

في المقابل، تجد أن من اختار هذا الحل من الشباب، على أنه بمثابة البحث عن الحياة الهادئة مع زوجته، بعيدا عن الفوضى في الأسرة ولا يعتبرونه هروبا منهم، بل هو محاولة للحفاظ على العلاقة الطيبة بين الأسرة وهذه البنت، التي يعتبرونها غريبة عنهم، وحكموا عليها منذ البداية بأنها تخطط للهروب به وعزله عن عائلته، بل كان الأجدر بهم مساعدتهم على الاستقلالية الفردية مع أزواجهم، من أجل ترتيب أمورهم ووضع لبنات صحيحة لبناء أسرة مستقرة، بعيدة عن حساسيات الزوجة والكنة، وكذا الزوجة والأخوات البنات، التي بقيت إلى حد الساعة حروبا إن صح القول، تأتي على الأخضر واليابس داخل الأسر، بل وكانت في الكثير من الأحيان من الأسباب المباشرة للطلاق بين الزوجين. كما أن البحث عن الهدوء والراحة والاستقلالية، لا يعارض تماما طاعة الوالدين واحترام الإخوة والأخوات، بل يزيد من تماسك الأسرة، والأدلة كثيرة في المجتمع، تبين أنه كلما كانت هناك مسافة

بين أفراد العائلة، كان الاحترام متبادلا ومتواصلا. لذا، لا يجب تعطيل أسباب الراحة حينما يفضل الابن الاستقلالية، وحتى إذا قدر الله وحدث العكس، ولم يجد الابن راحته واستقراره مع زوجته، سوف يتحمل مسؤوليته وحده، ولا يدخل في متاهات القيل والقال، بين أهله وزوجته، على حد تعبير الكثير ممن دعموا فكرة الاستقلالية مباشرة بعد الزواج.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • الجد المصدوم

    ابني استقل ببيته لوحده و كانت فرحة زوجته عارمة الا أن بنتاه يبكون يومية على جدهم الذي يحبونه حبا لا يصدق ... و بعد أن ذاق نكد الزوجة ( تريد التسوق في المحلات ) فانه يتمنى الرجوع الى البيت واضعا زوجته بين خيارين أحلاهما أمر من الآخر يا اما الرجوع الى بيت أهله أو الاعادة الى بيت أهلها بدون البنتين ... لكني أنا الجد لم أجد حل بما أن الزوجة لا تريد الرجوع فاني مع نصح ابني بالترجع عن قراره لكي لا يكون هناك نكد أكثر ...

  • احمد

    و اذا اختار كل الاولاد هذا النهج الذي تروجون له . مع من يبق الوالدين ؟ أظن الى دور العجزة