-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

استمرار الزواج بعد الضرر.. كيف ولماذا يتم تجاوز الكلمات والسلوكات المؤذية؟

نسيبة علال
  • 1295
  • 0
استمرار الزواج بعد الضرر.. كيف ولماذا يتم تجاوز الكلمات والسلوكات المؤذية؟

تمر العلاقة الزوجية بأحداث متعددة، تساهم في استمرارها أو تضع لها حدا، منها مواقف فقدان الثقة نتيجة للخيانة أو الكذب.

خلافات قد يضطر أحد الطرفين فيها إلى استعمال كلمات جارحة وإهانات يصعب نسيانها مع الزمن، حتى إن بعض الزيجات استمرت بعد الطلقة الأولى، تاركة تساؤلا في أذهان الآخرين، عن الطرق التي يستعملها هؤلاء الأزواج لتجاوز الضرر.

وقع الكلمات المؤذية، هل يزيله التجاهل؟

كلمة واحدة يسمعها الفرد فلا تروقه في وصف ذاته، قد لا ينام على إثرها ليالي، تهز ثقته بنفسه، ويمكن أن تسبب له أمراضا وعقدا نفسية، خاصة إذا كانت من أحد مصادر الأمان لديه، شريك حياته.. إنها لمن أكثر الظواهر الاجتماعية انتشارا بين الأزواج في وقتنا هذا، حيث تقف الكلمات المؤذية خلف أكبر الخلافات التي ما إن لم يتم التحكم بها وتجاوزها لابد من أن تفضي إلى الطلاق، لا بل كثيرا ما تسبب الطلاق الروحي، وتغرس البغضاء والأحقاد بين الزوجين لسنوات قادمة.

تقول الأخصائية في علم النفس، الأستاذة نادية جوادي: “من أسرار استمرار الزواج، أن يقاطع الزوج زوجته لمدة قصيرة تفاديا للتلفظ بكلمات جارحة يدوم أثرها السيئ، كأن يقطع النقاش أو يغادر المنزل، أو أن يتجاهل كلا الطرفين ما يقولانه لبعضهما البعض في أوقات الغضب، أو الغيرة الشديدة.. ولو أن هذه الأخيرة تعتبر من الأساليب غير الصحية، حيث يكون لها خلفية نفسية خطيرة، وقد تتحول إلى مشاعر سلبية جدا في سبيل عدم قطع العلاقة”.

تتحدث عفاف كيف أنها لطالما تعرضت للإهانة من زوجها، فهو يصفها بالهزيلة، الكسولة، ويستمتع دائما بالتنمر على شكلها وطبخها ومستواها الثقافي، تقول: “برغم تأكدي من مشاعره الطيبة تجاهي، واهتمامه الكبير بي، إلا أن كلماته تؤذيني كثيرا، وتشككني في علاقتنا.. لطالما تجاهلتها وابتسمت، لكنني مع مرور الوقت، أشعر بأنها صخرة تكبر وتقسو في صدري”، بخصوص هذا، تؤكد الأستاذة جوادي أنه يجب الحوار بين الزوجين ووضع حد لكل ما يؤذي أحدهما بهدوء.

ماذا بعد الطلقة الأولى؟

تتسبب بعض المواقف بين الزوجين في تغير مشاعر أحد الطرفين بشكل مفاجئ، كأن يكتشف أن شريكه الذي يثق به بشدة لا يسير معه بالنزاهة التي تستحق، أو أنه يخون.. يسبب هذا، صدمة عاطفية يتباين وقعها على الزوج أو الزوجة، ويمكن حتى أن تسبب الطلاق، غير أن مشاعر الحب أو المسؤولية تجاه الأطفال قد تفوق شدة الضرر ويجتمع الطرفان من جديد..

يتكرر هكذا سيناريو في العديد من البيوت الجزائرية، ما يرجعه البعض إلى قوة المودة والرحمة المذكورة في القرآن الكريم، بسم الله الرحمن الرحيم: “وجعل بينكم مودة ورحمة”، فيما يفسره خبراء في العلاقات الزوجية، بالذكاء العاطفي، حين يرجح الطرفان مصلحتهما الشخصية ومصلحة أبنائهما إن وجدوا، طبعا، مع توفر مشاعر إيجابية ويفضلان الاستمرار بعد الضرر، بدلا من قطع العلاقة والتضرر أكثر من بعد الفراق، وكلام المجتمع..

تقول السيدة جميلة: “طلقني زوجي طلقة واحدة، في لحظة غضب شديد، بعدما اكتشف أنني أجمع المال سرا من مرتبي لشراء سيارتي الخاصة، شعر بانعدام الثقة بيننا، وأنني أخدعه في مسألة المصاريف والمشاريع المشتركة، رغم أني على قناعة تامة بأن ذلك ليس من صلاحياتي كزوجة، مع هذا، لم أغادر منزلي وبقيت صامتة أقوم بواجباتي وألتمس عطفه ولينه، إلى أن مرت الفترة المطلوبة وعادة علاقتنا كالسابق، أخبرني الجميع بأن زوجي لم يكن على حق، ولا يستحق أن تستمر علاقتنا، لكني كنت أرغب بشدة في أن يدوم ودنا وألا تتفرق أسرتي ويتشرد ابني”.

في مثل هكذا حالات، كثيرا ما يشعر الشريكان معا بالضرر ما يجعل أحدهما يتنازل للآخر، بينما هناك حالات لا يتضرر فيها سوى طرف واحد، وهنا تلعب المودة وما يوصف بالذكاء العاطفي دورا مهما جدا في استمرار الزواج.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!