-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
اليوم الثالث من المحاكمة في قضية حرق جمال بن سماعين:

… استمرار لعبة الإنكار!

وهيبة.س/ إلهام بوثلجي
  • 5660
  • 0
… استمرار لعبة الإنكار!

كشفت محاكمة المتهمين في قتل جمال بن سماعين، خلال اليوم الثالث، بجنايات الدار البيضاء بالعاصمة، مدى بشاعة وفظاعة ما تعرض له الضحية، من تنكيل وحرق، رغم استمرار لعبة الإنكار والتنصل عند هؤلاء، فمشاهد الجريمة البشعة لصائفة 2021، المختلطة بأحداث الحرائق المهولة للغابات، أعادتها جلسة الاستماع لبقية المتهمين من خلال مواجهة القاضي والنائب العام لهم.

المتهمون يحاولون التنصل والفيديوهات تثبت تورطهم في القتل والسحل

وتكررت كلمة “الحشد”.. الجنون الجماعي الذي بدأ بـ”تحريض” ضد جمال بن سماعين، والاعتداء على سيارة الشرطة التي كانت تقل الضحية، والانتهاء بعمل وحشي أمام كاميرات الهواتف النقالة!

اشتباه يتبعه تحريض

عدوى “الحشد” في قضية جمال بن سماعين أعادت ما قاله المؤرخ غوستاف لوبون في كتابه “سيكولوجية الجماهير”، فالتحريض وعدوى الغضب والعواطف، أذهبت العقول، فكان التحطيم والقتل، وحالة “الحشد” التي كانت أمام مركز الشرطة وبداية بمجموعة من نحو 30 شخصا طاردت السيارة “كليو43” التي كان على متنها جمال، انتهاء بمئات الغاضبين الذين اقتحموا مركز الشرطة ودخلوا سيارة “الفيتو”، وأخرجوا منها الضحية عنوة.. ثم أحرقوه والتقطوا فيديوهات وصورا لجثة مفحمة.. غابت الشخصية الواعية وتلاشت في حالة “الحشد”.. خضع الجميع لقوة التحريض وعدوى انفلات العواطف فكانت الممرضة وأستاذ الشريعة الإسلامية مع “المونوفري” في قائمة المتهمين!

تفاصيل المطاردة

النائب العام يستجوب المتهم “ح. عمران”: واقعة القتل بدأت من عندك، ماذا كنت ترتدي؟

المتهم: كنت أرتدي قميصا رماديا وقبعة وسروالا رياضيا.

القاضي: عندما كنت تمنع الضحية جمال بن سماعين من تصويرك، كنت لوحدك أم وسط مجموعة؟

المتهم: كنت بين “الغاشي”.

النائب العام: الفيديوهات تبين أنك تحدثت إلى جمال ومنعته من أن يصورك بهاتفه؟

المتهم: نعم، قلت له لا تصورني.

النائب العام: الفيديوهات تبين أيضا أنك حرضت الغير على قتله؟

المتهم: صحيح أنا في الصور، لكن قلت للضحية حينها “ماتصورنيش”.

وأما المتهم “م. شعبان”، فقد كشف جزءا آخر من ملابسات مطاردة الضحية قبل وفاته.

إذ قال “م. شعبان” متهم رئيسي: “سيدي القاضي كنت يوم 11 أوت أطفئ النار المشتعلة، وفجأة رأيت سيارة كليو كومبيس ترقيم 43، نزل منها أحد الثلاثة المتواجدين على متنها، نزل مباشرة وبحوزته كيسا أسود، في الوقت الذي كانت النيران لا تزال ملتهبة”. ورد القاضي: هذا يعني أن النيران كانت مشتعلة، فأوضح المتهم: الناس كانت تناديه، لم يلتفت ولم يرد عليهم.. جاء من طريق مدينة الأربعاء ناث إيراثن، السائق حاول التراجع إلى الخلف، والنيران كانت تخمد ثم تعاود الاشتعال. وقال القاضي: هناك عدة احتمالات تجعل السيارة التي كان عليها جمال تتراجع للوراء.. ربما خافوا.. ربما من اشتبهتم فيه خرج من السيارة للتقيؤ. وعندما سأله القاضي عن سبب إجبار جمال بن إسماعين على النزول من السيارة، قال المتهم: سيدي القاضي عندما لم يلتفت إلينا اشتبهنا فيه.. عندما طلبوا من السائق التوقف لم يستجب لهم.

وتبين من خلال أسئلة القاضي والنائب العام، أن “م. شعبان”، هو من اقتحم سيارة الشرطة المتواجد داخلها جمال بن إسماعيل، وأخذ وثائق هويته، ومفاتيح، وهاتفه النقال.

النائب العام: أنت أول من دخل سيارة الشرطة؟

المتهم: لست أول من دخلها.

النائب العام: لماذا نزعت منه المفاتيح مادام قصدك كان التعرف على هويته؟

المتهم: جمال كان يقول لي “خاطيني”.. فعلت ذلك لأثبت لـ”الحشد” من الناس أنه ليس الفاعل.

النائب العام: لماذا قلت لهم إذا إنه من عين الدفلى.. ماذا كنت تقصد؟.. كنت تستطيع أن تهدئ الأمر وتخرج لهم من السيارة وتقول إنه غير المعني، لكنك نزعت وثائقه وهاتفه، والمفاتيح أيضا. ثم لكل جزائري الحق في أن يدخل الأربعاء ناث إيراثن.

المتهم: حتى أنا أذهب إلى مناطق أخرى من الجزائر، إلى وهران..وو

القاضي: ألم تقم بالصعود فوق سيارة الشرطة وألقيت خطابا؟

المتهم: نعم.

القاضي: فماذا قلت؟

المتهم: كنت أستفسر منهم عن سبب تحطيمهم سيارة كليو كومبيس رقم 43 وهم في حالة هيجان.

القاضي: عندما وصلت إلى مكان سيارة الكليو كيف وجدتها؟

المتهم: لست أنا من خربها.. وجدتها مقلوبة.

القاضي: وعندما وصلت لسيارة الشرطة، ماذا قلت للضحية جمال؟

المتهم: سألته عن بقية شركائه، فقال لي “خاطيني”.

القاضي: لقد قمت بنزع وثائقه وهاتفه والمفاتيح، وهل قمت بركله؟

المتهم: ركلته لكي لا يخرج من السيارة.. قصدت أن أحميه من الغاضبين.

القاضي: وكيف سمعت بحادثة قتله بعدها؟

المتهم: عبر “الفايسبوك”

القاضي: وكيف كان شعورك؟

المتهم: “خلاصت علي الدنيا”

النائب العام: من أنت لتقف وتخطب في الغاضبين وتدخل وسط “الحشد” وتنزع وثائقه.. من أنت لتفعل ذلك؟

المتهم: أنا مواطن بسيط، ليس لدي أي موقف لا في العنصرية ولا في أي شيء.

وأكدت تصريحات الضحية صاحب سيارة “كليو كومبيس” المرقمة 43، بعد سماع كل المتهمين، أن “م. شعبان” متورط في التحريض وبداية أحداث جريمة جمال بن سماعين…. وكانت المواجهة.

قال الضحية “إلياس. ف”، إن ذهابه إلى الأربعاء ناث إيراثن رفقة جمال واثنين آخرين، كان بهدف مساعدة الجمعيات الخيرية في مساعدة ضحايا الحرائق، خاصة أنه عضو بجمعية خيرية في منطقة برج منايل ببومرداس، حيث بمجرد أن وصل إلى المكان تواجد مجموعة من الأشخاص، ناداه المدعو”م.شعبان”، بأن يتوقف، وكان حاملا مجرفة، فهرب خوفا على حياته.

وفي هذه الأثناء أمر القاضي، بأن يسمح للضحية بالمرور على صفوف المتهمين الجالسين في القاعة، لكي يتعرف على الذين اعتدوا عليه وعلى جمال والبقية، يوم 11 أوت 2021، فأشار إلى المدعو”م. شعبان”، قال هذا الذي كان يحمل مجرفة.

وكشفت تصريحات الضحية “الياس.ف”، أن جمال بن سماعين أخذته الشرطة لتحميه، وأما هو فقد اختفى في مرحاض مركز الشرطة وبعدها تم وضعه في صندوق سيارة الأمن وتم تهريبه، حيث تعرض للمطاردة وكاد يكون مصيره نفس مصير جمال.

القاضي لأحد المتهمين: هل تعرفت على الضحية صاحب سيارة “الكليو”، لقد قلت سابقا إنك رأيت السائق؟

المتهم: لم أره أمامي، لقد وجدت سيارته مقلوبة.

القاضي لرفيق جمال بن سماعين: لماذا أوقفك المتهم؟

الضحية: كنت بصدد العودة إلى الخلف، كان ينادي ويقول “هذا اللي حرق..هبطوه”.

الدفاع: هل كانت سيارة من نوع “نيسان” ترافقكم؟

الضحية: لا.. لقد رافقنا بعض الجيران على متن مركبة “فورقو”.

صاحب قميص”ARTY” يعترف

ولدى استجواب المدعو “فرحات فرحات” صاحب القميص “أرتي”، قال إنه في حدود الساعة منصف النهار يوم الجريمة البشعة، جاء أعوان الحماية المدنية وسألوا عن الطريق المؤدي لمكان اشتعال النيران في الغابة، ورافقتهم وعلى مستوى محكمة الأربعاء ناث ايراثن، وجدوا حشدا من الناس فسأل عن سبب ذلك، فاخبروهم أنهم أوقفوا المتسبب في إضرام النيران في المنطقة.

القاضي: كنت تود معرفة هوية الضحية؟

المتهم: نعم، لمسته بيدي وركلته في رجله.

القاضي: ما عدد الذين اعتدوا عليه بالضرب؟

المتهم: كانوا “غاشي”.

القاضي: لماذا تضرب رجلا كان ملقى على الأرض!

المتهم: كنت في حالة هيجان، ووضعت يدي على رقبتي بدون وعي مني.

القاضي: الإشارة بيدك إلى الرقبة، معناه اقتلوه؟

المتهم: لا.

القاضي: سبق أن صرحت أمام قاضي التحقيق أنك حملت الضحية وقلبته؟

المتهم: قلبت رجله ولم اسحبه.

القاضي: لقد أكدت سابقا أنك قمت بسحله مع شخصين آخرين.. أليس كذلك؟

النائب العام: هل تتابع صفحات حركة الماك” على “الفايسبوك”؟

ينفي المتهم، ثم يؤكد أن جمال بن سماعيل كان يتحدث إلى قناة تلفزيونية ويقول “جئت لكي نعاون خاوتي لقبايل”.. “سمعته بأذني الإثنتين يقول ذلك”، وأوضح أن التفاف المحتشدين بعدها حوله حال دون التأكد انه نفس الشخص الذي كان يتحدث إلى القناة التلفزيونية.

وعن سؤال القاضي المتعلق بحلق شاربيه بعد مقتل جمال والتنكيل بجثته، قال المتهم “كان ذلك بعفوية، ولم يكن بسبب الجريمة”.

النائب العام: انت من قلت “لازم يموت”، يقصد جمال؟

المتهم: لم أقلها سيدي القاضي.

وتم مواجهة “فرحات.ف” بالصور أمام القاضي، والتي قدمها دفاع الضحية جمال بن إسماعيل.

وأكد استجواب المتهمين الذين اقتحموا مقر الشرطة وصعدوا إلى سيارة “الفيتو”، واعتدوا على جمال بن إسماعيل بالركلات، والطعن بالسكين، أن “من القاتل؟” إشكالية تخللت جلسة يوم الخميس بعد مواصلة الاستماع للموقوفين في ملف جمال بن إسماعيل، أمام قاضي جنايات الدار البيضاء، خاصة أن الكل تنصل وأنكر التهم المنسوبة إليه، إلا اثنين او ثلاثة منهم!

واستجوب القاضي المتهم “ز.أغيلاس”، عن حادثة الهجوم على “الفيطو”، سيارة الشرطة، والتهجم على الضحية، فقال: وصلت المكان وقمت بضرب الضحية مرتين. وأكد أنه قصد مدينة الأربعاء ناث ايراثن، لحضور جنازة، سمعت بأنهم قبضوا على من قام بإضرام النار.

القاضي: عندما دخلت لسيارة “الفيطو”، ماذا قلت للضحية؟

المتهم: قال “خاطيني.. راهم خدعوني”.

القاضي: كيف كانت ردة فعلتك؟

المتهم: نزلت وذهبت مباشرة إلى المنزل.

النائب العام: لقد اعترفت امام الضبطية انك قمت بضرب الضحية مرتين داخل السيارة، وهل طعنته بالسكين؟

المتهم: لا.

من جهته اعترف المتهم “الطاهر.خ”، انه لم يكن في وعيه وأنه يتناول المخدرات، فقد اقتحم مركز الشرطة بعدما سمع بشخص قبض عليه، وهو المتسبب حسبهم، في النيران.

وسأل القاضي “م.مقران”، عن سبب تواجده في مركز الشرطة حينها، فقال: كنت في “الدشرة” أقدم المساعدة بتوفير الماء ووقفت على مأساة وفاة البعض بسبب النيران، وعندما عدت للمدينة، وصلني خبر القبض على الفاعل، فدخلت مركز الشرطة، وجدت الضحية ملقى على الأرض ضربته برجلي.

القاضي: انت صرحت سابقا، أنك قمت بالقفز فوقه، كان ميتا أم حيا؟

المتهم: لم افعل ذلك، ورد القاضي: الفيديو يبين أنك قمت بركله اثناء إخراجه من مركبة الشرطة، والقفز فوق جثته.. لقد بررت ذلك بالغضب والهيجان.

النائب العام: واقعة السيارة كليو.. عند الضبطية القضائية أكدت أن حداد عمران عضو الماك هو أول من اعتدى على الضحية وجرده من هاتفه النقال.. هل تنكر ذلك؟

القاضي: قلت انكم اقتحمتم مقر الأمن واعتديتم على الشرطة، ودخل المدعو “م.شعبان”، واعتدى على الضحية وجرده من وثائقه، أليس هذا ما حدث؟

وقد أظهرت محاكمة المتهم “زين قايا” الذي تردد اسمه في تصريحات المتهمين أمام القاضي، أن جمال بن إسماعيل تم جره وسحله إلى ساحة عبان رمضان، لمسافة 100 متر، بعد أن اعتدى عليه هذا المتهم بعدة ركلات، وقام بجره رفقة المدعو “نجيب”.

ونفى “قايا”، مشاركته في الاعتداء على أفراد الشرطة، واقتحام مقر الأمن الحضري، وتنكر لمعرفة هوية من قام بسكب البنزين على جثة جمال في ساحة عبان رمضان وسط مدينة الأربعاء ناث ايراثن، بإشعال النار بولاعة.

وكشفت جلسة الاستماع اليه، أنه شارك سابقا في مسيرات مؤيدة لحركة “الماك” بمنطقة القبائل، وظهرت له فيديوهات تبين حمله لراية هذه الحركة.

وفيما يخص المتهم مزراري شعبان، كاتب ضبط، فقد سأله القاضي، عن سببه حمله لـ”الجرفة” “بالة” عندما التفت مجموعة حول الضحية قبل أخذه للشرطة، فبرر أنه كان بصدد المساعدة، وكان هدفه تهدئتهم عندما كانوا في حالة هيجان.

التيارتي و”الكرتونة”

وكان الاستماع إلى المتهم وهو كهل ينحدر من ولاية تيارت مدعو “طيب.ط”، “مساعد بناء”، قد أعاد مشاهد تلك المحرقة، فخيمت مشاعر الحزن، والأسف والاستغراب من بشاعة تلك الجريمة التي لا يقوم بها إلا اشخاص غير عاديين قد تجردوا من الإنسانية، حيث برر المتهم أنه تعرض للتهديد وهو يهب بإطفاء النار المشتعلة في جثة جمال.

القاضي: تشتغل في ورشة بناء؟

المتهم: سيدي الرئيس قبل الحادثة اتصل بي ابني وأخبرني بأن والدته أصيبت بفيروس كورونا في الأربعاء ناث ايراثن، وعدت إليهم لكن عائلة زوجتي وهي ماتوا بهذا الوباء، وبقي أولادي فاضطررت أن أبقى معهم، وفي اليوم الموالي أي 11 أوت 2021، وفي حدود السادسة مساء جئت لساحة عبان رمضان، لمعرفة سبب الحشد الكبير، وشاهدت شخصا يحترق يتصاعد الدخان من جثته، والمواطنين يلتقطون صورا مع الجثة المتفحمة، فسارعت لإحضار أوراق الأشجار. وأردف يقول: سارعت لإحضار أوراق الشجر لأطفئ النار وقطعة “كرتونة” لأستر الجثة.

القاضي: أنت قلت إنك وجدت الجثة متفحمة.. هل تعتقد أن أغصان شجرة تطفئ النار.. ثم قطعة من “كرتون” تستر الجثة!

النائب العام عن مقاس هذه الورقة من “الكرتون”، ويظهر ورقة بيضاء كورقة الكراس، فأجاب المتهم أنها بنفس المقاس!

المتهم: كانوا نحو 30 شخصا، حاولوا ضربي وأخبروني بأنني سوف أتعرض لنفس المصير في حال إطفاء النار الملتهبة في الجثة.

القاضي: هناك من أكد أنك قمت بصب البنزين على الجثة؟

المتهم: إذا تأكدت أنني أنا من سكب البنزين على الضحية، فطبقوا علي أقسى عقوبة سيدي القاضي.

ممرضة وأستاذ في الشريعة.. شعارهما القتل

والغريب في المحرقة المؤلمة التي راح ضحيتها جمال بن سماعين، أن من بين المحرضين وهم يتلقطون صورا وفيديوهات بكل دم بارد للحادثة الأليمة، ممرضة وأستاذ ثانوي في الشريعة الإسلامية!

واعترفت الممرضة” نبيلة م” منحدرة من منطقة القليعة بتيازة، عند استجوابها، بأنها قالت “اقتلوه” تحت فاعل الخوف، مبررة ذلك بقولها “قالوا العربي لي يأتي هنا أحرقوه، حاولت العودة إلى الخلف وسط الزحمة وكنت بصحبة ثلاث نساء، والتفوا من حولي مجموعة عندما رأوا ترقيم سيارة 42”.

وعندما سألها القاضي عن سبب تواجدها في الأربعاء ناث ايراثن، يوم مأساة جمال بن سماعين، والحرائق المهولة للغابات، قالت: ذهبت للمساعدة ولأخذ المواد الغذائية لضحايا الحرائق، ولم تعرف الطريق وعندما سالت أحد الأشخاص، تحدث بالقبائلية فلم تفهم، وعند الضغط عليها أظهر بطاقة المهنة.

وأوضحت المتهمة أنها قامت بتصوير فيديو، وعارضها أحد المتهمين المدعو “بوزار”، واتهمها بالجوسسة، وأضافت “سمعت شخصا يقول حرقتو وراكم تمشو في الجنازة.. باش نسلك روحي قلت اقطعوا رأسه لكي يكون عبرة للآخرين”.

النائب العام: لو كنت خائفة ما قمت بالتصوير؟

دفاع الضحية: قلتي احرقوه اشربوا دموا.. تموت كالكلب والكلب يكون خير منك.

وكانت المتهمة تتحدث بكل جرأة وتدافع عن نفسها، وقالت إنها التقطت فيديوهات تدعو للمساعدة ولكن تدفق الانترنت كان ضعيفا، وتمكنت فقط من نشر الجانب السيئ لما فعلت.

القاضي لأستاذ الشريعة الإسلامية “ش. ل”: ماذا فعلت يوم الحادثة؟

المتهم: أخذني الفضول أنا وصديقي عندما رأينا الناس محتشدين، ورأيت جثة متفحمة، قالوا إنها لشخص متورط في الحرائق، ورأيت الكل يتلقط صورا، فقمت أنا أيضا بذلك. وأخذت فيديو لبضع ثوان، قلت فيه “راني في الأربعاء ناث ايراثن، وحكموا اللي حرق”.. بعدها “تكاكيت”، عندما اتصل بي صديق ولامني على ذلك.

القاضي: الفيديوهات التي قمت بحذفها كان من بينها صور تحمل فيها راية حركة “الماك”.

المتهم: سيدي القاضي أنا خريج جامعة العلوم الإسلامية بقسنطينة، ومتعلم في زاوية الرحمانية، أخطأت وخير الخطائين التوابون.

النائب العام: خريج الجامعة الإسلامية، تعمل في الثانوية، وأنت ناظر، قلت في الفيديو”ألي حرق يتحرق”، وعززت ذلك بأن الشريعة تقول ذلك.

متهم يعترف: قمت بفصل رأس الضحية عن جسده

اهتزت مشاعر الحضور في جلسة محكمة الجنايات الابتدائية الدار البيضاء، يوم الخميس، عندما اعترف المتهم “إيدير. و”، ببشاعة ما قام به، في حق جمال بن سماعين، من تنكيل وفصل رأسه وهو جثة متفحمة. ورغم ذلك نفى أن يكون هو القاتل، فأكد له النائب العام، أنه خلال قيامه بذبح الضحية، كانت الممرضة “نبيلة.م” والمتهم “علي.ب”، يحرضانه على فعل ذلك.

قال المتهم: سيدي الرئيس كنت عند الهلال الأحمر الجزائري، ووقفت على حجم الكارثة التي خلفها حريق المنطقة، وفي الطريق إلى مدينة الأربعاء ناث ايراثن، احتسيت 10 جعات من البيرا، وسمعت امرأة تقول “أذبحوا.. اشرب دمه” فمررت “الكيتور” على رقبة الجثة المتفحمة، وضربت الراس برجلي.

النائب العام: يعني حين ما قمت بالجريمة لم تكن واعيا، وعندما أخفيت “الكيتور” كنت واعيا.

المتهم: أطلب السماح، كنت سأفعل أشياء في نفسي وليس في غيري.

مرافعة النيابة العامة والأطراف المدنية السبت

ستستمع السبت محكمة الجنايات الابتدائية للدار البيضاء، لمرافعة الأطراف المدنية في قضية جمال بن إسماعيل، ومرافعة النائب العام، وهذا بعد أن تمت المناداة مساء يوم الخميس على الضحايا بينهم أعوان الشرطة الذين تم الاعتداء عليهم في حادثة 11 اوت 2021، الأربعاء ناث ايراثن. كما طلب دفاع أحد المتهمين، إثارة نقطة كان قد صرح بها الضحية فؤاد مزرار، الذي كان على متن سيارة كليو كومبيس، المتعرضة حينها للتخريب بعد أن نزل منها جمال بن سماعيل وفر هو سائقها، حيث وقع لبس حول هاتف الضحية ومن الذي كان بحوزته. وأكد أحد المحامين المتأسيين في القضية، على ضرورة النقاش في ما جاء في صفحة 160 من قرار الإحالة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!