الجزائر
مواطنون يزحفون على المواقع المفتوحة فرادى وجماعات

استهتار في الشواطئ وانضباط بالمساجد في أولى أيام رفع الحجر

راضية مرباح
  • 4412
  • 9
أرشيف

شهدت أولى أيام رفع الحجر الصحي التدريجي عن الشواطئ والمساجد عبر مختلف بلديات العاصمة وتيبازة، “هجوما” كبيرا من طرف المواطنين الذين انقسموا ما بين متعطش للصلاة في بيت الله بعد غلق دام قرابة 6 أشهر وبين فار من حرارة الطقس باتجاه الشواطئ التي عرفت اجتياحا لا مثيل له من طرف المصطافين غير مبالين بالإجراءات الوقائية للحد من انتشار الفيروس، فلا كمامة احترمت ولا مسافة أمان طبقت، فالكل يسبح كما يحلو له وبالشكل الذي يرغب فيه دون خوف على مصيرهم ولسان حالهم يقول “البحر يغلب كورونا”..

الأيام الأولى من رفع الحجر الصحي عن بعض المواقع التي ظلت مغلقة في وجه المواطنين، فبقدر ما أدى الإعلان عنها إلى فرحة كبيرة لدى المواطنين، بقدر ما أثار مخاوف البعض الآخر من ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا بسبب الاستهتار واللامبالاة التي أظهرها العديد من مرتادي الشواطئ مقارنة بالمصلين في المساجد الذين أظهروا التزامهم بالإجراءات الصحية..

تنظيم محكم.. ومصلون يحترمون الإجراءات الوقائية

عاش المصلون، أولى أيام رفع الحجر الصحي عن المساجد، فرحة عارمة وكأنها أول صلاة لهم حيث هرول الكثير منهم إلى المساجد القريبة من إقاماتهم والتي أدرجت ضمن قائمة تلك المعنية بالفتح من حيث المساحة وطاقة الاستيعاب المعلن عنها، دقائق قبل موعد أذان الظهر على اعتبارها أول صلاة في اليوم بعدما أزيحت صلاة الفجر لتزامنها مع الحجر الصحي، وأجمل ما وقع من مشاهد داخل المساجد، هو التنظيم المحكم الذي أبداه المصلون سواء فيما تعلق بالوضوء في المنازل قبل ولوج المساجد مع حملهم لسجاداتهم الخاصة فضلا عن التباعد وارتداءهم للكمامة أما عن كاشف الحرارة فكان في الموعد عند مدخل مختلف المساجد.. مشاهد موحدة لم تختلف عبر كل المساجد بل طبعها النظام ووحدت “كورونا” طبائع المصلين الذين ساروا على المنهج والإجراءات المتفق عليها قبل إعادة فتح المساجد بالشكل التدريجي، وأشار المصلون في تصريح لـ”الشروق”، أن إعادة فتح المساجد كانت بمثابة حياة جديدة لهم، ما يتطلب الحفاظ على النظام الجديد تجنبا لانتشار الوباء والعودة إلى غلق بيوت الله.

“هجوم” على الشواطئ وإجراءات الوقاية في خبر كان

أما الشواطئ فأظهرت الجولة التي قادت “الشروق” لبعض المواقع الساحلية الوسطى، استهتار المصطافين تجاه الإجراءات الوقائية، وأول ما تم ملاحظته هو الاجتياح الكبير الذي شهدته الشواطئ، حيث لم تخل المشاهد من الفوضى والتلامس، وخرق واضح لإجراءات الوقاية سواء ما تعلق بالتباعد الاجتماعي أو لبس الكمامات، فشواطئ الجهة الشرقية للعاصمة عرفت سيولا بشرية على شاطئ سركوف وشاطئ “ديكا” بعين الطاية فضلا عن الرغاية أما الجهة الغربية كخلوفي بزرالدة فلم تخل هي الأخرى من المصطافين.. مشاهد الفوضى لوحظت بشاطئ الحمدانية بتيباز، كذلك غاب التنظيم والتباعد الاجتماعي بسبب التوافد الكبير للمصطافين القادمين من مختلف ولايات الوطن حسب ترقيم المركبات المركونة، أما الكمامة فكانت آخر ما فكر فيه المصطاف اعتبارا منه أن الفيروس لا يمكن له أن ينتقل عبر الهواء وداخل البحر الذي يعتبر دواء منذ الأزل – حسبهم معتقداتهم.. يحدث هذا أمام غياب أي ردع أو جهات قائمة على التحسيس بالمكان الذي تحول وفي ظرف يومين إلى مصب للنفايات بسبب غياب الحس الحضاري للمواطنين.

نفايات حاضرة وموسيقى صاخبة وأصحاب “الباركينغ” يفرضون منطقهم

المتجول هذه الأيام بالشواطئ، يلمح الحالة الكارثية التي آلت إليها بسبب الرمي العشوائي للنفايات، في ظل عدم لجوء السلطات إلى وضع أماكن خاصة لوضع القمامة، واستمرار غياب الحس الحضاري لدى المصطافين، حيث يترك هؤلاء من وراءهم فضلات في كل موقع بالشواطئ.. يومان فقط من إعادة فتح البحر بعد حظر دام لأكثر من 4 أشهر، تحول هذا الأخير إلى مصب للنفايات من قارورات الماء، الكحول، الأكياس البلاستيكية وفضلات من الأكل المتخلص منه وحتى حفاضات الأطفال، ما يدل أن فترة “الكورونا” لم تغير شيء من العادات السيئة للمواطنين..
كما اغتنم بعض الشباب فرصة فتح الشواطئ لفترة لا تقل عن 15 يوما لتدارك ما فات من موسم الاصطياف، إلى تحويل مساحات الشواطئ واستغلالها “كباركينغ” للمركبات، فرغم قرارات المنع التي أصدرتها السلطات المحلية إلا أنها ضُربت عرض الحائط حيث يجبر الزائر على دفع من 100 إلى 200 دينار لركن سيارته قرب موقع استجمامه حسب ما رصدته “الشروق” بشاطئ الحمدانية والجهة الغربية لشاطئ شنوة وحجرة النص وغيرها..

أما “الدربوكة” والموسيقى الصاخبة فلا تزال تنتشر من شاطئ إلى آخر حيث تتنقل مجموعات من الشباب بالشواطئ، في حين تبقى الموسيقى الصادرة من السيارات أثناء الركن أو بطريق العودة أكثر ما يلازم الشواطئ في مثل هذا الموسم من كل سنة.

مقالات ذات صلة