اسرائيل تغطي على جرائمها باستهداف المدنيين

تحول هام سجل على صعيد المواجهة العسكرية بين حزب الله وإسرائيل، هو استهداف الجيش الإسرائيلي للصحفيين ومحطات البث التلفزيوني ومنشآت الاتصالات عموما، وذلك في محاولة واضحة لتحييد الإعلام الذي نجح إلى الآن في فضح الجرائم الإسرائيلية. القسم‮ ‬الدولي
بأعجوبة نجت طواقم إعلامية من قنوات الجزيرة، المنار والعربية من قصف مباشر عليهم جنوب لبنان، كما دمرت إسرائيل مراكز هوائيات البث التلفزيوني لتلفزيون لبنان (الرسمي) وتلفزيون المؤسسة اللبنانية للإرسال (ال بي سي) وتلفزيون المستقبل وعدة إذاعات. واستهدف القصف أيضا مراكز لهوائيات الاتصالات‮ ‬بالهاتف‮ ‬النقال،‮ ‬وقد‮ ‬أدى‮ ‬القصف‮ ‬إلى‮ ‬قتل‮ ‬موظف‮ ‬بالمؤسسة‮ ‬اللبنانية‮ ‬للإرسال‮.‬

ومن‮ ‬الواضح‮ ‬أن‮ ‬الهدف‮ ‬من‮ ‬استهداف‮ ‬الإعلاميين‮ ‬بهذا‮ ‬الشكل‮ ‬الواسع‮ ‬هو‮ ‬إخلاء‮ ‬ساحة‮ ‬المعركة‮ ‬من‮ ‬الكاميرات،‮ ‬بعد‮ ‬تزايد‮ ‬السخط‮ ‬على‮ ‬الجرائم‮ ‬المرتكبة‮ ‬في‮ ‬حق‮ ‬المدنيين‮ ‬اللبنانيين‮. ‬

وتأتي هذه الخطوة بعد قيود متعددة وضعها المسؤولون الإسرائيليون على عمل الصحفيين في المدن الشمالية التي تمطرها المقاومة اللبنانية بالصواريخ، حيث أدى النقل المباشر لمشاهد الدمار إلى حالة من الإحباط في أوساط الشعب الإسرائيلي ولدى المسؤولين الذي أصبحوا يرون مشاهد‮ ‬كانت‮ ‬حكرا‮ ‬على‮ ‬الفلسطينيين‮ ‬واللبنانيين‮.‬