-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أحشموا على رواحكم!

اعطفوا على المسكين ساويريس

عابد شارف
  • 3882
  • 13
اعطفوا على المسكين ساويريس

نجيب ساويريس يريد تعويضات من الجزائر. لكن احذروا: هذه ليست نكتة، ولا أستبعد أن يحصل على ذلك مادام وجد الفراغ في الجزائر .

نجيب ساويريس رجل جريء، وهو يعرف أن الجرأة خصلة تنفع في الجزائر. وقد تمكن صاحب شركة أوراسكوم سابقا ان يجمع ثروة هائلة في الجزائر، وهو اليوم يريد استكمالها بعملية أخيرة تجعل منه أكبر رجل استفاد من الجزائر في كل العصور. ولم لا يفعل ذلك، في بلد أصبح كل شيء مباح؟ لماذا لا يجرب الرجل حظه في بلد يمكن أن تجمع من المال ما لا يمكن أن يتخيله الإنسان مادام النظام عاجزا والمسؤولين فاشلين؟

وقد استطاع السيد نجيب ساويريس في ماض قريب، وفي ظرف قصير، أن يجمع ثروة هائلة وأن يصبح رجلا ذا نفوذ، وهو النفوذ الذي فتح له كل الأبواب. وقد جاء نجيب ساويريس إلى الجزائر في مرحلة كانت البلاد تريد أن تشجع الاستثمار، خاصة منه الأحنبي. وجاء بمبلغ 200 مليون دولار، استثمره في شركة هاتف نقال، واستفاد من تسهيلات لا يمكن لأي مستثمر أن يحلم بها، نذكر منها خمسة نقاط: لقد تلقت البنوك الجزائرية أوامر لتمويل مشاريع السيد ساويريس، بينما سمحت له السلطات الجزائرية ببيع خطوط هاتف لم تكن شغالة وقتها، بينما كانت شركة “موبيليس” في حالة تجميد حتى تسمح لشركة أواسكوم أن تنمو وتحقق أرباحا. وسمحت له السلطات المالية بتحويل الفوائد إلى الخارج دون مراقبة، كما تمكن من عدم دفع الضرائب، سواء بصفة قانونية لأن القانون يسمح بذلك، أو بطريقة غير قانونية حيث كشفت التحريات أن إدارة الضرائب كانت تغض البصر عن مستحقات أوراسكوم تجاهها.

ولم يكن بقدرة أي طرف أن يعارض، أو حتى ينتقد أوراسكوم في ذلك الوقت. واستطاع السيد ساويريس أن يدخل السوق الجزائرية ليشتري مصانع الإسمنت التي كان يتكفل ببيعها أغبياء، فاشتراها بأموال جزائرية وأعاد بيعها، محققا بذلك أرباحا هائلة. ومازالت الجزائر في انتظار شهادة شخصيات مثل أحمد أويحيى وعبد العزيز بلخادم خلال تلك الفترة، ليشرحوا لنا، خلال حملتهم الانتخابية الحالية، لماذا سكتوا عن كل هذا؟

كيف دخلوا هذه المعركة ضد ساويريس بنفس الهياكل والرجال التي أثبتت عجزها التام في قضية “الخليفة”؟ ما يستحوش؟ ما يحشموش..

لماذا نعيد التذكير بكل هذه القضايا؟ لأن المسلسل مازال متواصلا. فقد تنازل السيد ساويريس عن أسهمه في شركة أوراسكوم لصالح شركة روسية، ليجد نفسه اليوم متحررا من الضغوط الجزائرية، فقال أنه سيقاضي الجزائر ويطلب تعويضات تبلغ خمسة مليارات دولار لأن الجزائر تكون قد حطمت أحلامه في بناء امبراطورية. وإذا أردنا أن نلخص كل هذا الكلام، فيمكن أن نقول أن الرجل جاء إلى الجزائر سنة 2001 بمائتي مليون دولار، وحقق أرباحا تبلغ حوالي نصف مليار دولار سنويا ابتداء من السنة الثالثة إلى سنة2011، كما حقق أرباحا هائلة في قضية مصانع الإسمنت، قبل أن يبيع أسهمه في في أورياسكوم بمبالغ خيالية. وهو اليوم يريد تعويضات

هذا عن الجانب المالي، الذي يشكل معجزة اقتصادية. لكنه مقبول، حيث يمكن أن نقول أن السيد ساويريس رجل أعمال ماهر، “ضرب ضربته” وكفى. لكن ما لم يقال هو أن الرجل راوغ المؤسسات الجزائرية، وأهان هؤلاء وأولئك، كما أهان قوانين البلاد وكل القواعد التي من المفروض أن تحمي مصالح الجزائر. وأهان حكومة الجزائر، وظهر معه الفشل الصارخ لأولئك المسؤولين الذين من المفروض أن يتكفلوا بتسيير شؤون البلاد، حيث ظهروا على حقيقتهم، حقيقة تؤكد أنهم لا يصلحون ولا يعرفون كيف يتصرفون أمام قضية بهذا الحجم، هم الذين من المفروض أن يكتفوا بمنصب صغير في إدارة صغيرة.

ولكن هل الكلام عن عدم الكفاءة يكفي في مثل هذه القضية؟ أليس من الضروري أن نتساءل لماذا أراد هؤلاء مواجهة رجل بحجم نجيب ساويريس باستعمال هياكل هشة ومؤسسات ميتة ورجال أخفقوا وفشلوا بعد أن أكدوا أنهم ليسوا مؤهلين؟ كيف دخلوا هذه المعركة ضد ساويريس بنفس الهياكل والرجال التي أثبتت عجزها التام في قضية “الخليفة”؟ ما يستحوش؟ ما يحشموش؟ إن لم تكن لهم لا كفاءة ولا كرامة، لماذا يسمحون للآخرين أن يدوسوا كرامة الجزائر والجزائريين؟

إن هذا الوضع ليس نتيجة لعدم الكفاءة فقط. إنه خليط من اللامسؤولية والرشوة وعدم الكفاءة، أدى في آخر الأمر إلى إهانة الجزائريين بسبب أناس وضعوا أنفسهم تحت تصرف السيد ساويريس ليخدموه، فأهانوا أنفسهم وأهانوا الآخرين، بل وقمعوا حرية الجزائريين لتحقيق رغبات ساويريس، مثلما يشهد على ذلك أحد الصحفيين، الذي يقول أنه ذكر يوما شركة أوراسكوم في مقال، فإذا بالجريدة التي يكتب لها لا تنشر المقال، لكن الصحفي تلقى حق الرد من شركة أوراسكوم، بإمضاء قلم جزائري معروف.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
13
  • نبيل

    هذا كلام هلامي نسمعه يوميا في الشارع والمقاهي وشبعنا منه. يظهر أن كتابنا نفذت منه الأفكار وأصبحوا يعانون مثلهم مثل حكامنا: فقر القريحة وقلة الأفكار. إذا كنت حقا تريد أن تقوم بعمل ذو قيمة مبني على التحري والبحث جاد، لفضح مثل هذه الجرائم يجب عليك أن تفتش في الأقبية المظلمة، وما أكثرها في الجزائر، عن الأرقام والتواريخ والوثائق التي تثبتها، وتكتفي بنشرها تاركا رد الفعل للمعنيين والتعليق للقارئ. نحن ندرك أن هذا العمل ليس في متناول كل الصحافيين او الكتاب، لأنه يحتاج للشجاعة، والشجعان في طريق الإنقراض.

  • slim

    ليقوم كل الجزائريين المشتركيين لدى جازي بمقضات شركة جازي على ما كانت ترغمه علينا بشراء كل شهر بطاقة جازي ب500 دج و بيع la puce بأكثر من 4000 دج و هو لم يكن سعرها الحقيقي. لقد كانت تمص دماء الجزائريين تحت متواطئييت من السلطات الجزائرية.هيا بنا أيها الشعب و ها هو الموقع www.face book.com/passer DJEZZY en justice

  • hamid

    يقال ان ابا المنصور السفاح لما القى القبض على امراء بني امية سال كبيرهم :كيف ضيعتم الحكم؟فاجاب :
    لقد ولينا الكبار امورا صغيرة والصغار الامور الكبيرة.
    هل يوجد تعليل اوضح من هذا ؟

  • بدون اسم

    أنت تلميذ جد مجتهد يا أخ عابد شارف, لقد وصل المعنى تماما, أنت عارف و أنا عارف و كل جزائري متابع للحدث و ناضج فكريا قد وصله معنى مقالك هذا, ما يعجبني في نظام بلدي أولا أنه فريد من نوعه و تصرفاته لم تبلغ بعد كل الدراسات السوسيولوجية و السياسية و حتى النفسية التي قام و يقوم بها الغرب المتقدم.

    ياو المعزة تطير و من قال أن المعزة لا تطير ؟؟؟؟؟ ههههههههه

  • موسوي

    ماعندناش رجال في الحكم يا أخي هم مشاركون في جريمة نهب الجزائر مع الأجانب هذا المقمل اوساريس لم يأتي ب 200مليون دولار نقدا بل بعض التجهيزات التي لا يتجاوز سعرها عشر ما ادعى وبأ قي التمويل من البنوك الجزائرية من لحيته بخرلو والكل يعرف قضية الشرفا من الإمارات ورؤوس كبيرة متواطئة

  • algeria

    الخليفة - تونيك - الميترو - طريق سيار شرق غرب - الترمواي - و و و و و و و الله يجيب الخير و رجال الخير للجزائر

  • محمد

    أعتقد أنه سيخرج صفر اليدين

  • ahmed heshmat

    من الامور البديهية.....أن أي مستثمر لا يأتي لأي بلد إلا إذا كان يمكن أن يحقق أرباحا.....المستثمرين ليسو هيئات تضامن إجتماعي ولا هيئات إنقاذ.......يجب علي جميع الحكومات أن تشجع المستثمرين بكل الوسائل.....لتفتح أبواب رزق لأهل البلد.....هذا هو إقتصاد السوق الحر......ليتنا ننسي الشيوعية والاشتراكية والتأميم ...لأانه سيتسبب في هروب المستثمرين ....وتزداد نسبة البطالة بين الشباب ...وكفاية عليهم ماتش كورة

  • غامدي

    اذا اكرمت الكريم ملكته و اذا اكرمت اللئيم تمرد يجب تنظيم حملة على الفيس بوك من طرف المخلصين لرمي شرائح جيزي و استبدالها بشرائح موبيليس باش نتغداو بيه قبل ما يتعشى بينا.

  • Farid

    Je partrage ce même sentiment avec vous Mr Abed Charef...on a toujours dit que c'est un grand pays l'Algérie, malheureusement gérée par de petites têtes qui peut être ne se rendent même pas compte du mal qu'elles font au pays...

  • sami

    رزق البايلك

  • abeikbeik

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    يا أخى الفاضل الموضوع ليس له علاقة من قريب أو بعيد بإهانة أو كرامة الأخوة الجزائريين الموضوع عبارة عن نزاع بين مستثمر أياً كانت جنسيته والدولة والقانون أجاز لكلا الطرفين اللجوء للتحكيم الدولى عند حدوث أى نزاع وهذا يحدث فى كل دول العالم بما فيها مصر وهناك قضية معروفة فى مصر حين حدث نزاع مع أحد المستثمرين المصريين ورفع قضية على الحكومة المصرية وحصل على تعويضات هائلة والقضية معروفة بقضية سياج.
    بالله عليكم كفانا تأجيج مشاعر الكراهية بين الشعبين.
    حفظ الله مصر والجزائر.

  • غضبان مبروك

    نشكر الاستاذ عابد شارف على مقالته اتلي يكشف فيها حالة الفساد المتقدمة التي بلغتها الجزاير ومسؤؤليها الذين اجرموا في حق الجزائر والجزائريين بسلوكاتهم الرعناء وتصرفاتهم القبيحة و والسفيهة مما جعلهم يحق فيهم وصفه تعالى بالسفهاء في قوله:"لا تاتوا السفهاء اموالكم...".انه لا شيء محزن ان نسمع عن هذه المجازر التي ترتكب في حق الجزائر الحبيبة على غيور كل غيور ولا يتح .بل بالعكس نقابل سفاهة مثل هؤلاء المسؤليين بالمزيد من المسؤؤلية والترقية والتشجيع لهم بارتكاب مجازر اكثر.اين القضاء من فتح تحقيق ومتابعة