-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“اغتيال” إرث نحناح!

“اغتيال” إرث نحناح!

تطورات مؤسفة تلك التي يشهدها حزب الراحل محفوظ نحناح، لدرجة وصل الأمر إلى الانقسام وتشكل كيانين مستقلين عن بعضهما البعض، وبغض الطرف عن مبررات كل طرف في التمسك برأيه وعدم التنازل لصالح الطرف الآخر

فإن ما حدث هو حلقة مستمرة في مسلسل تفتت الطبقة السياسية وتبددها.
الإخوة الفرقاء في حمس والذين كان يضرب بهم المثل في الانضباط الحزبي، والحرص على عدم نشر الغسيل في وسائل الإعلام، والالتزام بمنهج التربية الذي يركز على المعاملة الحسنة وغيرها من المبادئ التي أفنى الراحل محفوظ نحناح عقودا من عمره في ترسيخها لدى أبناء حركته… هؤلاء تحولوا إلى خصوم متناحرين لا يدخرون جهدا في كيل الاتهامات لبعضهم البعض لدرجة الإساءة والتشويه والبذاءة أحيانا!!
وكل المؤشرات تقول أن المعركة الحقيقية بين الطرفين بدأت الآن بعد انفراط العقد الذي كان يربط بينهم، والنتيجة المتوقعة لهذا التناطح هو اختفاء حزب إسلامي آخر من الساحة السياسية، بعد أن حدث الأمر نفسه مع حركة النهضة، ثم حركة الإصلاح.
ستتعمق الخصومة وسيخرج الطرفان مزيدا من الغسيل الداخلي إلى العلن، وتلك كلها دوافع ليتفرق الجمع ويتحول إرث الراحل نحناح إلى عصابات سياسية متناحرة، لأن الذين استلموا الأمانة لم يحافظوا عليها وحولوها إلى قاعدة تجارية للاسترزاق تارة والتزلف تارة أخرى.
ولا يمكن بحال تفهم موقف طرف دون الآخر، فالجميع أراد الاستفادة من المكانة السياسية التي تركها نحناح لحركته، والدليل أن الطرفين سارعا إلى مساندة بوتفليقة لما ترشح لعهدة ثالثة، والهدف طبعا لم يكن تمكين هذا الأخير من الفوز، فالكل كان يعلم أن بوتفليقة فائز في الانتخابات سواء سانده ترس الأحزاب أو لم يفعل، ومن ضمن هذا الترس حركة حمس بجناحيها اللذان أبهرانا في تسابقهما نحو التأييد والمساندة، بل والتزلف لكسب رضا من بيده ترجيح كفة طرف على حساب طرف آخر.
وبعد ذلك يمكننا القول أن الذين أساءوا لإرث الراحل نحناح هم هؤلاء الذين تصارعوا للحصول على الامتيازات التي توفرها المكانة السياسية وبذلك يكونون هو من اغتال إرث الراحل نحناح. 

 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!