الجزائر
أئمة يدعون إلى تخصيص خطبة الجمعة حول الكوليرا:

افتحوا المساجد للخطاب التطوعي والسلمي.. الكراهية لا تنفعنا!

وهيبة سليماني
  • 2182
  • 18
ح.م
جلول حجيمي

دعا الشيخ حجيمي جلول، رئيس نقابة الأئمة، أئمة المساجد إلى الحث على العمل التطوعي والحب ونبذ الكراهية، والسلوكات التي من شأنها المساس بالحياة العامة للأشخاص ونظافة المحيط وتتسبب في التلوث البيئي، والصحة العمومية. وقال إن الأئمة يختلفون في مستوياتهم التعليمية وأفكارهم، معترفا ببعض التجاوزات في الخطاب الديني لبعضهم.
وأكد حجيمي أن خطاب الكراهية ومهاجمة بعض الأشخاص، لا يجب أن يكون موضوع المساجد لأن دور الإمام حسبه، هو توجيه رسالة التضامن والتسامح والحفاظ على المحيط، حيث لام وزارة الشؤون الدينية لتجاهلها وإهمالها تأطير الأئمة وتوجيههم إلى ما يخدم الأمة، ملتمسا أعذارا لأئمة يرى أنهم يعانون مشاكل اجتماعية أو أنهم يشعرون بأن الوزارة الوصية لم تتكفل بهم ولم تقدم لهم تحفيزات من شأنها تخليص نفوسهم من أعباء قد تؤدي إلى عنف داخلي يتجلى في خطبهم.
وحذّر الشيخ جلول حجيمي من زرع الفتنة، مطالبا بالدعوة العامة من خلال خطبة الجمعة القادمة، إلى حملة تطوعية للقضاء على الأوساخ والنفايات، وحتى تغيير بعض السلوكيات، موضحا أن المسجد صوت المواطن ولابد من علاج المواضيع المتعلقة بالحياة اليومية والواقع المعيشي للجزائريين.
من جهته، قال الشيخ فيزازي البغدادي، إمام مسجد الوفاء، إن الإسلام جاء بنصوص شرعية تعيش الواقع، وأي محيط حسبه يمر بمرحلة تحتاج إلى خطاب ديني يتمركز حول موضوع الحدث، حيث تأسف من خطب بعض الأئمة التي لا تتعلق مواضيعها بما تعيشه الأمة.
ووجه رسالته إلى بعض الأئمة الذين جعلوا من دورهم في المساجد مجرد وظيفة، بعيدة عن الرسالة المنوطة بهم، مضيفا أن الكثير من القضايا المعاصرة تحتاج إلى اجتهاد ديني، واعتراف شجاع بأن الكثير من الأمور في التراث الإسلامي غير صحيحة، والصحيح منها لا يليق في جميع الأحوال، بزماننا.
وفي ما يخص انتشار وباء الكوليرا، والأوساخ والكثير من التصرفات التي تسيء حسبه إلى الإسلام، قال فيزازي: “كيف للمسلم الذي يتوضأ 5 مرات في اليوم، أن تنتشر الكوليرا في بلاده؟!”، ناصحا المساجد بتحسين صورة الإسلام التي يسيء إليها بعض المشايخ عبر الفضائيات بالحديث عن العنف، وتجاوز المحبة والتسامح والتعايش.
وبدوره قال الشيخ الداعية والإطار بوزارة الشؤون الدينية، سليم محمدي، إن خطب المساجد تختلف حسب شخصية الإمام ومستواه العلمي والعقلي وقدراته الذهنية، معترفا أن اختيار بعضهم لأداء هذه المهمة كان أحيانا اضطراريا، ولحاجة ملحة تقضي بتعيين إمام لكل مسجد.
وحسب سليم محمدي، فإن المستويات بين أئمة الجزائر، تتفاوت كتفاوت السماء والأرض، واصفا أفكار بعضهم بالأمراض النفسية التي يمررها هؤلاء للمصلين من منبر المسجد، وينسى الكثير منهم، يضيف، أن هذا المنبر وضع لمهمة نبيلة ومقدسة، هدفها معالجة القضايا وتقديم الحلول والبدائل بالمعالجة الشرعية الدينية.
ودعا إطار وزارة الشؤون الدينية، المساجد إلى تخصيص خطبة الجمعة للحديث عن قضايا الساعة المتعلقة بقضايا المجتمع والتحسيس بخطورة التلوث البيئي والأوساخ والرمي العشوائي للنفايات، حيث قال إن الإمام الواعي هو الذي يواكب المجتمع ويمازج بين العلوم الشرعية والوقائع والمستجدات.
ونصح، الشيخ والداعية سليم محمدي، الأئمة بأن يتجنبوا زرع الفتنة والبغضاء والتحريض على الأشخاص، حيث أردف قائلا “لا تحريض إلا ضد عدو دخل الديار”، ثم واصل “الحديث على بعض التصرفات والمواقف مقبول ولكن شكلا مرفوض”.
وأوضح أن الانتقاد البناء الذي لا يهدم ولا يكفر الأشخاص، وبانتقاد الأفكار والتعقيب عليها ودون التشهير والتحريض، مقبول لأن المؤمن، حسبه، لا يلعن الظلام، بل يوقد شمعة، ويسعى لمنفعة الجميع والحفاظ على تماسك العلاقات بين الأفراد.

مقالات ذات صلة