-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

افتح واسترح؟!

الشروق أونلاين
  • 4812
  • 0
افتح واسترح؟!

في كل مرة يُسأل فيها كاتب الدولة المكلف بالاتصال في الحكومة، عن أسباب رفض السلطة إنهاء الحظر عن المجال السمعي البصري حتى الآن، يرّد مجيبا، أن “المناخ” ليس مهيئا لفعل ذلك، ولا نعرف أيّ مناخ يقصد معاليه؟ إلا إذا كان يقصد طبعا، ما تشهده البلاد من “صقيع” ديمقراطي خطير، و”برودة” أصابت النخبة، تقابلها حرارة زائدة عند الشعب، وتوقعات بحدوث زلازل وبراكين قد تنفجر في وجه السلطة لو فتحت التلفزيون يوما ما.

  • وعليه، فهي تمارس ثقافة المنع، وتكتفي بالتفرج على المعروض من حلقات الغضب الشعبي عبر الصحافة المكتوبة فقط، وإن كانت هذه الأخيرة، تحول كثير منها إلى صحافة مكبوتة؟!
  • الشلل الرسمي عندنا في التعامل مع الصورة، يطرح هاجسا خطيرا، يجعل من هذا الموقف الممتنع الضعيف، والذي تراه السلطة “سلوكا حضاريا” تتمسك به، يعدّ في حقيقة الأمر، مبررا قويا يفتح جسرا أمام الكلّ، لحشر الأنف و”الحنجرة” في سيادة هذا البلد، بمناسبة أو بدونها، مثلما فعل مؤخرا رجل أعمال تونسي، هلّل وكبّر لنظام بلاده مفتخرا بأنه سمح بإنشاء فضائية “نسمة” بأموال ايطالية ويهودية، قائلا أن تونس تعدّ أكثر انفتاحا في الحريات الفردية والإعلامية من الجزائر، ونحن هنا لا نعرف، ما إذا كان رجل الأعمال هذا، يعلم أو لا يعلم، عن وجود حالات متطرفة في ممارسة القمع يتعرض لها سياسيون ومعارضون وإعلاميون في “تونس الخضرا”، إلا إذا كان قربه من صديقه مايكل جاكسون حال دون سماعه يوما بمحنة ابن بلده توفيق بن بريك وغيره كثير؟!
  • صحفي مصري آخر، تمت استضافته في الجزيرة الرياضية أول أمس، قال بصريح العبارة حين اشتكى له مناظره الجزائري من تلك الإهانات الفجة التي أطلقتها الفضائيات المصرية، قائلا: “مشكلتكم في الجزائر، انو مافيش عندكم فضائيات”! والكلام على رغم نوايا صاحبه السيئة، لا يخلو من الدقة، مثلما هو صحيح اتهام رجل الأعمال التونسي لنا بالإنغلاق، وان كنا نختلف مع القائلين في السياق الذي استعملاه لتوجيه الإدانة، لكن، إلى متى سنظل عرضة “للي يسوى وللي ما يسواش” بسبب خطأ جسيم ترتكبه السلطة، بوقوفها ضد الحداثة والعصرنة؟! أليس من المخجل أن نبقى الدولة المغاربية الوحيدة التي تحتكر الدولة فيها وسائل الإعلام الثقيلة؟! فحتى إفريقيا المتخلفة، أضحى بكل دولة فيها، بدلا من القناة الواحدة، عشرات القنوات، ونحن في الجزائر مازلنا نواصل الكذب على الشعب، مستغفلين عقله، وضاحكين على ذقنه، بالقول أننا سنطلق قناة رياضية قبل المونديال، وأخرى برلمانية، حتى تتمكن عائلات النواب من مشاهدتهم على الهواء مباشرة، دون قطع أو فواصل إعلانية؟! ما هذا الهزال الإعلامي الخطير الذي وصلنا إليه في زمن الواحدية السمعية البصرية؟!
  • لن يتوقف المتهكمون عن التهكم والشكاكون عن التشكيك في تجربة الجزائر الديمقراطية، وتعدديتها الإعلامية الراهنة، ما لم نحترم التكنولوجيا والعصر، وما لم ندخلهما وفقا لمبادئنا وثوابتنا، أما الاستمرار في ممارسة المنع والاستبداد بالصورة، فلن يجر وراءه إلا الهلاك، وقد قيل في الأمثال الشعبية “الباب اللي يجيك منو الريح، سدوا واستريح”، ونحن نقول، بل بالعكس ..”افتحوا واستريحوا”! 
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!