الآن بدأت قضيتنا .. سنستثمر في الشارع لإعدام “الوحوش البشرية”!
لم تنته قضية “نهال سي محند” بنقل جثمانها إلى مسقط رأسها بولاية وهران، وتشييعها إلى مثواها الأخير، حيث بقيت تحتل الواجهة وتمثل حديث العام والخاص بولاية تيزي وزو، خصوصا بعد إصدار قوات الدرك الوطني بيانا تكذب فيه، ما راج حول توقيف بعض الجناة.
“قضيتنا بدأت اليوم، دفن “نهال” لن يكون أبدا نهاية الحادثة المأساوية والكابوس الذي نعيشه منذ الـ21 جويلية المنصرم، انشغلنا بالبحث عنها وجدناها للأسف ميتة بطريقة لا توصف، لكننا سنتفرغ لما بعد الجريمة، لن نسكت على حقها وحق الطفولة المغتصبة، لن نتسامح أكثر وحماية الجناة بوضعهم في السجون وتمكينهم من حقوق ومعاملة خاصة بعد الحكم عليهم بعقوبة موقوفة النفاذ، سننزل للشوارع لنطالب بالقصاص، سنعمل على إعادة تفعيل عقوبة الإعدام، “نهال” رحلت عن عالم الأحياء وعادت إلى مسقط رأسها محملة على الأكتاف وان لم يتبق منها سوى جمجمة وعظام، لكن الخوف بقي فينا، سكن قرانا وأحياءنا، أصبحنا ننام ونستيقظ على وقع انتظار الدور على من سيكون؟ هجرة القرى والتوجه نحو المدن بحثا عن الأمان على غرار ما عشناه في العشرية السوداء، لم يعد حلا، إذ تواجد الوحوش البشرية لا يحصر في مكان دون الآخر…” هكذا عبر سكان واسيف عن غيضهم أمس وهم يتابعون مراسيم تشييع البرعمة “نهال” إلى مثواها الأخير.
وجددوا دعوتهم الخاصة بتنظيم مسيرات سلمية عبر جميع ولايات الوطن، للتنديد بوضع الطفولة في الجزائر، لأن ما حدث “لنهال” ليس بقية الأطفال في منأى عنه، والسكوت بعد العثور على جثتها ودفنها، لن يدفع السلطات – حسبهم – إلى إعادة النظر في معاملة هذه الوحوش، بل يضيف فقط نهال إلى قائمة الأطفال المغتصبين والمغتالين بوحشية لا توصف، ليوضع الملف في إحدى رفوف خانة النسيان لينفض عليه الغبار بعد حلقة أخرى من سلسلة انتهاك أدنى حق من حقوق الأطفال وهو حقهم في الحياة.
تسارع الأحداث وانشغال الجميع بالبحث عن الطفلة المختطفة، وانتشار الخوف والريبة في النفوس بعد تلذذ الجناة بتعذيب العائلة والتلاعب بأعصاب الجميع، جعل الموطنون يسترجعون أمس تفاصيل الحادثة وعايشوها من جديد، حيث اخترقت الوحوش المتنكرة في هيئة البشر هدوء وسكينة منطقة واسيف ذات 21 جويلية وقرروا وبكل برودة دم ان ينهوا حياة طفلة تجاوزت ربيعها الرابع بشهرين فقط، وقرروا قلب حياة عائلتها رأسا على عقب، بعدما اختاروا منطقة واسيف وقرية أيت عبد الوهاب بايت علي تحديدا أن تكون مسرحا لجريمة بشعة سيذكرها التاريخ وتتناقلها الأجيال، قصة برعمة يافعة تعج بالحياة والحيوية جاءت لتحضر عرسا فتحول الوطن ككل إلى مأتم، اختطفت في لمحة البصر واختفى أثرها وأخبارها إلى غاية العثور على جمجمتها في اليوم العاشر، لم تشفع لها براءتها ولا صغرها ولا توسلات والدتها وجميع من سمع بقصتها، امتدت إياد الغدر الى رقبتها ففصلتها عن جسدها، ونكل بجثتها قبل ان تفترسها الوحوش البرية، هل سنطوي هذه الصفحة ببساطة؟ كل شبر من المنطقة سيذكرنا بأثر نهال وستعيد الجبال إلينا صدى بكائها وصراخها، روحها ستطاردنا ولن نهدأ حتى يلقى القبض على جلاديها ونفهم قصتهم مع هذا الملاك، وحتى تطبق فيهم عقوبة الإعدام، الإعدام فقط قد يحمي أطفالنا، الإعدام فقط قد يقتص لنهال وكل الأطفال الذين رحلوا في صمت، يقول سكان واسيف.