-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الآن حصحص الحق

حسين لقرع
  • 804
  • 0
الآن حصحص الحق

كانوا يريدون عرساً شعبياً كبيراً يضفي الشرعية على انقلابهم الدموي واغتصابِ الحكم ومصادرة الإرادة الشعبية في 3 جويلية 2013، والقضاء على الإخوان المسلمين شعبياً بعد أن أقصوهم بقوة السلاح، لكن صدمتهم كانت كبيرة بعد أن رفض الشعبُ المصري تزكية الانقلاب ومهزلة الرئاسيات المغشوشة وتنصيب الفرعون الجديد بنفسه، وقاطعها بشكل واسع أمام كاميرات العالم كافة، ووجّه رسالة واضحة للانقلابيين بأنه متمسّكٌ بشرعية جوان 2012 ولا يرى لها بديلاً.

الصدمة كانت رهيبة على الظلمة وأعوانهم وأصابتهم بالإحباط والحرج والسخط؛ فقد هدّد أحدُ إعلاميي الفتنة المقاطعين، وهو يتميّز غيظاً بفرض غرامات عليهم بقيمة 500  جنيه، وهدّدهم توفيق عكاشة بقطع الكهرباء عنهم وضربهم على قفاهم بالحذاء، ولم يجد البوق مصطفى بكري حرجاً في شتم المقاطعين ووصفهم بـ”الخونة”… في حين جُنّ جنونُ عمرو أديب وصرخ “ماذا نقول للعالم إذا تبيّن أنه لم يخرج سوى 8 إلى 10 ملايين ناخب إلى صناديق الاقتراع؟ انتخِبوا أو سنضطر للذهاب إلى السجن وإخراج مرسي لنسلِّم له الحكم مجدداً”…

الآن حصحص الحق وانهارت كل الأكاذيب وحملات التضليل؛ بالأمس زعموا أن نحو 30 مليون مصري قد خرجوا إلى الشوارع والساحات العامة في 30 جوان 2013 للمطالبة بالإطاحة بمرسي وحكم الإخوان، وبقوا يصرّون على هذه الأكاذيب السافرة ويسوّقونها للداخل والخارج بتقنية “الفوتو شوب” دون خجل، فأين هي هذه الثلاثون مليوناً المزعومة؟ ولماذا لم تنتخب؟ هل تبخّرت في الهواء؟

لقد مارس إعلاميو الفتنة والدم والإقصاء والتحريض الرخيص كل أشكال التضليل والكذب وزعموا أن انقلاب 3 جويلية هو”انتصارٌ من الجيش للإرادة الشعبية؟” وادّعوا بعدها أن السيسي يحظى بشعبية واسعة، في حين انهارت شعبية الإخوان تماماً، وحاولوا تسويق هذا الانقلابي الذي ارتكب المجازر وملأ السجون بالمعتقلين السياسيين وأمعن في اضطهاد المتظاهرين السلميين والتنكيل بهم والايعاز إلى القضاء بإصدار أحكام ثقيلة بحقهم وصلت إلى حدّ الحكم بالاعدام على أكثر من 1100 متظاهر في جلستين فقط… ولكن ما إن حان أوانُ الإمتحان الحقيقي حتى انكشفت الأكاذيب وتبيّن أن الشعبية المزعومة لقائد الانقلابيين لا تتعدى 3 أو 4 ملايين من العلمانيين وبعض الأقباط والفلول ورجال الأمن وإعلاميي التحريض والتضليل، وعدد من الفنانات والراقصات، أما عشراتُ الملايين من أبناء الشعب فقد وجدوها فرصة لتوجيه رسالة قوية إلى كل الدمويين والغشاشين مفادها: لا للانقلاب ولن تستطيعوا الضحك على ذقوننا مهما نكّلتم بالناس أو حاولتم تغييرَ الحقائق.

لا طعمَ لفوز السيسي اليوم بالرئاسة مادام قد حصل عليها بنسبة متدنّية ستبقى تطارده وتعقّده ما دامت النِّسبة الحقيقية للمشاركة في الاقتراع لم تتجاوز 10 بالمائة على الأكثر، بعيداً عن الأرقام المضخّمة لوزارة الداخلية.. له أن يحكم، ولكنه الآن قد تأكّد على الأقل أن تشبّهه بعبد الناصر لم ينطل على الناس، وأن شعبيته في الحضيض وليست طاغية كما كان يتوهّم، فليحكم بقوة الحديد والنار ككل المستبدين وليس برضا الشعب.

إنه انتصارٌ كبير للإرادة الشعبية والشرعية الحقيقية، وهزيمة مذلّة للانقلابيين تبشّر بقرب سقوطٍ مدوٍّّ لانقلابهم الدموي وذهاب زبدهم جفاء، وما ذلك اليوم ببعيد. 

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!