-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الأخوّة أبقى وأنقى…

الشروق أونلاين
  • 5095
  • 0
الأخوّة أبقى وأنقى…

المباراة الكروية الجزائرية المصرية تحوّلت إلى “فتنة” بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان.

  •  
  •  فالمواجهة استقطبت كل الشرائح في مصر والجزائر، واستحوذت على اهتمام الجميع، وجاءت بعض وسائل الإعلام نافخة في الكير وصورت مواجهة التأهل إلى المونديال على أساس أنها “معركة”، كل شيء مباح من أجل الفوز بها، ولو اقتضى الأمر الإساءة إلى التاريخ والقومية العربية والدين، والدوس على مقومات الأمتين اللتين جمع بينها التاريخ والثقافة والحضارة، ويجمع بينهما المستقبل المشترك الذي تكشف معطياته، يوميا، أنهما أبعد ما يكونان عن فقه الصراع وإدارة الأزمات، أو نبذ العصبيات واعتبار ثوابتنا “ثابتة” لا تقبل أن تعلو عليها جرة قلم، أو كرة قدم.
  •  
  • لم يكن الاستقبال المصري للجزائريين، مناصرين ولاعبين، في مستوى الضيافة المصرية نفسها، ولا ينكر أحد أن هناك تجاوزات واضحة حدثت من طرف مناصرين متعصبين حجبت الكرة أعينهم عن إدراك البعد العميق للعلاقة بين الشعبين، رغم إصرار إخواننا في القاهرة على أنها مجرد “حدّوتات” لم تُفلح صور وكالات الأنباء العالمية ولا مقاطع الفيديو ولا تقارير الإعلاميين في تحويلها إلى واقع، ما له من دافع! ولكن ليس من المقبول أن تتحول التعبئة الرياضية إلى مواجهات همجية، تجعل الجزائريين في القاهرة والمصريين في الجزائر تحت رحمة المتعصبين الذين يستغلون المناسبات الكروية للتنفيس عن مكبوتاتهم والتعبير عن نزعاتهم العدوانية.
  • ما حدث في القاهرة في أقصى حالاته لا يُبرِّر مُحاولات بعض الغاضبين إلحاق الأذى بأشقائنا المصريين في الجزائر، بترويعهم أو المساس بمُمتلكاتهم، أو توعّدهم بالثّأر والانتقام، فالإساءة لا تُقابل بإساءة، والنار لا تُطفأ بالنار، وحرمة المصريين والجزائريين، مجتمعين أو مُفترقين، لا تعدلها مباريات رياضية أو كؤوس العالم أو آلاف الميداليات، فقطرة من دم المصري والجزائري أشرف وأطهر من كل “لُعبة” لا تُقدّم في واقع بؤسنا اليومي شيئا ولا تؤخّر.
  • الاستثمارُ الإعلاميّ في الفتنة ليس من شيم حملة الأقلام ورجال الفكر والثقافة ونخبة المجتمع، لاسيما إذا كانت منطلقات المتنافسين واحدة وما يجمعهم أكثر مما يُفرّقهم. وإذا كانت حجة الإعلاميين المصريين في تفنيد اعتداءات بعض المناصرين المصريين على “الخُضر” ومناصريهم هي أن مصر بلد مُحترم وليس دولة تحكمها شرائع الغاب، فعليهم أن يُدركوا أيضا أن الجزائر بلدٌ سيّد لن تُثنيه مباراة كرة قدم عن القيام بواجب الضيافة والحيلولة بين من أعماهم التعصب وبين المصريين الذين يحظون بكل الاحترام طيلة إقامتهم في الجزائر، وحتى عندما يخرجون منها، وهذا ما فعلته الجزائر ولاتزال تفعله ولن يُغيّر مسيرتها شيء مهما بدا مستفزا أو متطرفا أو خارج حدود اللياقة والأدب.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!