-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الأزياء في بوسعادة.. سحر الملحفة والموس وفخامة مطرق اللويز

فاروق كداش
  • 876
  • 0
الأزياء في بوسعادة.. سحر الملحفة والموس وفخامة مطرق اللويز

مدينة بوسعادة، مهد الحضارات وملكة الواحات، أخذت من اسمها فصارت تمنح لمن يزروها إكسير السعادة والصفاء، رجالها يتنفسون الرجولة والشهامة، ونساؤها يضرب بهن المثل في العفة والحشمة. الشروق العربي في رحلة البحث عن اللباس التقليدي في هذه المدينة العريقة وأسرار أزيائها وحليها، لمعرفة جزء من تقاليدها وتاريخها.

عرفت المرأة البوسعادية عند خروجها من البيت، بارتدائها الملحفة أو الحايك البوسعادي، التي كانت في بداياتها عبارة عن قطعة قماش بيضاء مزخرفة بالورود والأوراق، ومع مرور الزمن، اختارت البوسعاديات تغيير هذا النمط فحولن الملحفة إلى قماش أبيض بالكامل ضارب إلى الزرقة.. الملحفة البوسعادية تستر كل الجسم ولا يظهر من المرأة إلا عين واحدة، ومن هنا جاء اسم بوعوينة، ويقال له القنبوز أو القنباز في الأغواط، الذي عادة ما يكون أزرق. نساء البادية لا يلبسن الملحفة، بل لباسا خاصا يدعى الوقا، فالقبائل دائمة الترحال والملحفة لا تصلح للسفر لمسافات طويلة.

روايات عديدة تؤكد أن الملحفة البيضاء ليست محلية، بل أتت بها اليهوديات اللواتي استقررن مع عائلاتهن هناك، أما البوسعاديات، فقد كن يلبسن ملحفة المنقطة، وكن لا يخفين وجوههن مثل اليهوديات المتشددات اللواتي كن لا يرين إلا بعين واحدة.

قديما، الفتاة البوسعادية حديثة الزواج كانت تضع على وجهها القصة، وهي قطعة قماش مخرمة أو شفافة، ويقال إنها من أصل تركي.

الروبة البوسعادية زي تقليدي ضارب في الأصالة متكون من قطعتين، الفستان أو الروبة، والقميص المصنوع عادة من قماش براق، الذي ترتديه المرأة تحت الروبة.. أما الصدر المزين، فيقال له الطيارة، النعل أو البليغة المرافقة للزي تدعى الرحية.

مطرق اللويز وسخاب العنبر

من الحلي المشهورة في بوسعادة وما يجاورها، خيط اللويز، أو ما يعرف محليا بمطرق اللويز، وهو قلادة تشبك فيها قطع اللويز الثمينة. وهناك أيضا جبين اللويز وخاتم اللويز والسبيعيات المعروفة والمقياس والمسكية والخلخال والشنتوف وسخاب العنبر، وقلادة الجوهر التي تتدلى منها خامسة كبيرة وبارزة.

اللباس البوسعادي قديما، كان ينسق بالبثرور، وهو حزام على شكل خيط غليظ، أما ما يميز العصابة البوسعادية النايلية، فهي ريش النعام، وهي الإكسسوار الذي يعطي ميزة للباس النايلي البوسعادي، الذي يقال إن كل أنواع الروبة في الجزائر تنحدر منه.

موس الرجولة

اللباس الرجالي البوسعادي من أكثر الألبسة التقليدية أناقة ورقيا، وهو مكون من القندورة والشاش والبرنوس والموس البوسعادي، ويعتبر الموس رمزا للرجولة في هذه المدينة المتلألئة، ويشتهر هذا الخنجر بمتانته وحدته وبزخارفه المميزة، ويتكون من غمد مصنوع من الجلد وقبضة من العاج وعادة ما ينقش اسم صاحبه على الجزء المشحوذ.

تشتهر بوسعادة بقهوة اسمها قهوة زجوة وحلويات كثيرة من أشهرها المغبر.

كانت العروس البوسعادية قديما تزف على الهودج، أو ما يسمى بالباسور، من بيت والدها إلى بيت زوجها، ثم تقام ولائم احتفالية مذهلة. ومن الأعراف البوسعادية، أن تأتي العروس البوسعادية بصياغتها أو ذهبها، كما أنها لا تشترط كثيرا في المهر.

العروس البوسعادية ترتدي جبة نايلي وردية مع محرمة طويلة تتدلى إلى القدمين، تدعى بالقصة وبعض الحلي، مثل أقراط ”المشرف”، وهي الحلقات التي توضع في الأذن كبيرة الحجم، إضافة إلى السخاب أو العنبر وهو عقد مصنوع من مواد عديدة أساسها البخور والعنبر.

أول من كتب عن اللباس البوسعادي، هو العمدة الأول للجزائر العاصمة، شارل دو غالان، المتوفى عام 1923، وقد أعطى وصفا تفصيليا للباس المحلي، خلال قيامه بنزهة سنة 1887. وأشار في وصفه للباس المرأة البوسعادية في ذلك الوقت، إلى “أنهن كن يرتدين حلة فضفاضة حمراء أو متعددة الألوان، مشدودة عند الخصر بمحّرمة أو حزام من الجلد، ومزيَّنة بقفل ذهبي سميك”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!