الرأي

الأساتذة ليسوا أشرارا ولا مرتزقة!

قادة بن عمار
  • 3185
  • 12
ح.م
وزيرة التربية نورية بن غبريط

ما تقوم به وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط خطير جدا، فقد قررت مقاضاة تنسيقية أساتذة العلوم الإسلامية بتهمة “تكوين جمعية أشرار”! كما حولت الأساتذة في نظر المجتمع والرأي العام إلى مجرد “مرتزقة”، حين أطلقت تعليمة للتدريس يومي السبت والثلاثاء وهما يومَا عطلة رسمية للعمال، ثم تركت المسألة تطوعية، رغم أنها موجودة أصلا والغرض منها، إظهار الأساتذة الرافضين وكأنهم لا يحبُّون مصلحة التلاميذ ولا يخدمونها.
هذه التحركات تأتي بعد أسابيع قليلة من التنسيق بين وزارتي التربية والعمل لملاحقة كل الإضرابات، ومتابعة كل المضربين بتهمة عدم امتلاك الشرعية القانونية، حيث تم ترهيبهم بالطرد من الوظيفة تارة وبسحب الاعتمادات أو بجرّهم إلى العدالة تارة أخرى، لمنع أي محاولة للمطالبة بالحقوق أو بحفظ الكرامة.
لا أحد يكره العمل من أجل إنشاء مدرسة الجودة، لكن هذه الأخيرة لا يمكن تأسيسها على طرف واحد، وهو الأستاذ، بل هي عمل مشترك بين الجميع، ولعل وزارة التربية يقع على عاتقها الواجب الأكبر والمتمثل في توفير الظروف المناسِبة للتعليم من أجل الخروج بتلميذ جيد وبمستوى رفيع.
كيف يمكن الحديث عن التدريس يومي العطلة والأقسام تعاني أصلا من اكتظاظ في الأيام العادية، ومن غياب للأساتذة المختصين والكفاءات العلمية المطلوبة، ومن تخبّط في المناهج وتوزيع الكتب الدراسية، ومن عدة مشاكل بيداغوجية لا يمكن التساهل معها ولا تجاوزها؟ عن أيّ معالجة بيداغوجية تتحدث السيدة بن غبريط إذا كان الأستاذ في حدّ ذاته بحاجة إلى معالجة نفسية وسوسيو-مهنية في سبيل عدم القضاء عليه نهائيا؟!
كيف يمكن تبرير زيادة الساعات إذا كانت الساعات الأصلية للتدريس تفتقد إلى المنهجية السليمة والرغبة في العمل لدى الأساتذة الذين يعانون من عدة مشاكل وأزمات؟ صحيح أن الجميع يريد القضاء على ظاهرة الدروس الخصوصية ولكن من يتحمل مسؤولية انتشارها؟ ومن يسعى إلى حماية المشتغلين فيها؟ ولماذا اشتغلوا فيها أصلا؟ ثم إذا كان البعض يريد القضاء عليها نهائيا، لماذا لا تنخرط الدولة من خلال أعوانها المختصين في مداهمة المستودعات ووقف مثل هذه الممارسات؟ أليست هنالك من وراء هذه الإجراءات التي تتخذها بن غبريط وجماعتها، رغبة في القضاء على المدرسة العمومية ونشر ثقافة المدارس الخاصة؟ هذه الأخيرة والتي على الرغم من كل الوسائل والإمكانات المتاحة لها إلا أنها ظلّت مُفلسة من حيث النتائج وفقيرة من حيث المستوى.

مقالات ذات صلة