-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تخفيضات في الأسعار ووفرة للمنتجات الغذائية

الأسواق الجوارية الرمضانية.. ملاذ المواطن

روبورتاج: مريم زكري
  • 1194
  • 0
الأسواق الجوارية الرمضانية.. ملاذ المواطن
ح.م

تشهد الأسواق الجوارية ساعات قبل حلول شهر رمضان الكريم إقبالا كبيرا للمواطنين مقارنة بالأسواق الأخرى، بسبب انخفاض أسعار المواد الغذائية واسعة الاستهلاك بها، وحتى الأواني ومواد التنظيف وغيرها من المستلزمات الضرورية خلال الشهر الفضيل، أين تحولت هذه الأسواق المؤقتة إلى وجهة وملاذ لمعظم الجزائريين، خاصة ذوي الدخل المحدود والمتوسط والتي اعتبروها مبادرة طيبة خففت من الأعباء والمصاريف التي تثقل كاهل الفئات المعوزة مع اقتراب رمضان.
تهدف مبادرة “الأسواق الجوارية” التي أطلقتها وزارة التجارة وترقية الصادرات بمناسبة الشهر الفضيل، إلى توفير مختلف المواد الاستهلاكية والخضر والفواكه، بأسعار معقولة تناسب القدرة الشرائية للمواطن، ومن جهة أخرى مواجهة المضاربة وارتفاع الأسعار بالأسواق العادية، وثمّن مواطنون هذه المبادرة الاقتصادية التي تتكرر كل سنة، كما عبروا عن استحسانهم لأسعار بعض المنتجات الغذائية التي كانت مفقودة قبل أسابيع من اليوم، على غرار الحبوب والبقول الجافة.
“الشروق”، وقفت في جولة استطلاعية عبر بعض هذه الأسواق الجوارية بالعاصمة، على وفرة وتنوع المنتجات الغذائية وغير الغذائية المعروضة وبأسعار تنافسية، حيث وجد المواطنون، خاصة أصحاب الدخل الضعيف والمتوسط ضالتهم، في اقتناء لوازم رمضان، وحتى تلك الخاصة بعيد الفطر منها مواد صنع الحلويات، مستغلين هذه الفرصة التي أصبحت تتكرر كل سنة، إذ تشهد إقبالا كبيرا للمواطنين، مثلما لاحظته “الشروق” بالسوق الجواري المتواجد على مستوى حي بن عمر ببلدية القبة، الذي يشهد حركية كبيرة ووفرة وتنوع في السلع المعروضة، من زيوت وبقوليات ومشتقات الحليب والتوابل وحتى مواد التنظيف ومستلزمات المطبخ، ومختلف الأواني المنزلية.

مواطنون يثمنون المبادرة
اقتربنا من إحدى الزبونات بالمكان والتي كانت تستفسر عن سعر أوان منزلية، وبعد سؤالها عن الفارق بين باقي المحلات أجابتنا بأن السعر منخفض لكن بنسبة ضئيلة جدا ورغم ذلك، قالت إنها تجولت بباقي الأجنحة أين تعرض باقي المواد الاستهلاكية الأخرى التي بدت أسعارها معقولة إلى حد ما بحسبها- كما تمنت المتحدثة تعميم هذه المبادرة على كامل أيام السنة بحكم الأسعار التي اعتبرتها في متناول المواطن البسيط.
وفي ساعات الصباح الأولى مع شروق الشمس يوم أمس الأول، افتتح السوق الجواري بحي 5 جويلية بباب الزوار في العاصمة، أبوابه أمام المواطنين الذين تنقلوا خصيصا لاقتناء ما يحتاجونه من مواد أساسية وضرورية تحضيرا لشهر رمضان، على غرار الخضر والفواكه والأغذية المعلبة والأجبان، إلى جانب تخصيص نقاط لبيع اللحوم المستوردة.
وبالرغم أن معظم التجار لم يلتحقوا جميعهم بأماكن البيع إلا أن إقبال الزبائن كان معتبرا في الفترة الصباحية، بمجرد دخولنا للمكان توجهنا نحو بائع في محل الأجبان ومشتقات الحليب للعلامة التجارية “متميز” الذي صرح لنا قائلا إن سوق الرحمة يعرض العديد من الأنواع الاستهلاكية لعلامات محلية، مثل الألبان ومختلف أصناف الجبن، والزيت والسكر وغيرها أن الإقبال كبير في بعض الفترات، والأسعار في متناول الجميع، بعد تخفيض أثمان المنتجات مقارنة بالأسواق الحرة ومحلات التجزئة.
من جهته، قال سعيد، أحد زبائن السوق الجواري بحي 5 جويلية بباب الزوار في العاصمة الذي كان يتواجد في طابور صغير لاقتناء الخضر، إن “هذه المبادرة التي تنظم كل سنة من طرف وزارة التجارة، ساهمت في تخفيف عناء البحث عن بعض المواد الاستهلاكية من محل لآخر، وبحسب رأي محدثنا، لا بد من مراقبة وتنظيم توزيع بعض المواد الاستهلاكية التي عليها الطلب كثيرا مثل زيت المائدة والسميد والسكر”، حتى لا تكون هناك ندرة لهذه المواد بالسوق، مشيرا إلى أن الحصول عليها سابقا مع اقتراب حلول شهر رمضان يحول لمعجزة فمن يأت متأخرا لا يحصل على شيء على حد تعبيره، وعبر محدثنا عن استحسانه لفكرة الأسواق الجوارية.

أسعار البقول الجافة تجذب الزبائن بسوق باب الزوار
أكثر ما لفت انتباهنا خلال تجولنا بسوق بلدية باب الزوار هو توفر بعض البقوليات التي شهدت الأسواق ندرتها مؤخرا، على غرار الفصولياء والحمص، أين عرضت إحدى الشركات لبيع الحبوب لعلامة تجارية محلية منتجاتها المتنوعة بجناح خاص على مستوى سوق باب الزوار، اقتربنا من البائع لمنحنا قائمة الأسعار، التي بدت معقولة جدا إذ تراوحت ما بين 300 دج بالنسبة للفصولياء و260 دج للعدس والحمص، فيما بلغ سعر الأرز “بسمتي” 240 دج، وهو ما دفع بالكثير من الزبائن على مستوى السوق إلى التهافت على اقتنائها بكميات مضاعفة، كما عبروا في خلال حديثهم لـ”الشروق” عن استغرابهم واستحسانهم من جهة أخرى لفارق السعر بين السلع المعروضة هناك وبين باقي المحلات والأسواق العادية.

مواقع استراتجية بمختلف بلديات العاصمة
خصصت المصالح المحلية بمختلف البلديات مواقع هامة لتنصيب الخيم الخاصة بالأسواق الجوارية، من خلال استغلال الساحات العمومية المحاذية لمحطات النقل الحضرية وكذا الأسواق الشعبية المعروفة سابقا، فمن خلال تجولنا هناك لاحظنا أن هذه الأسواق تقع في أماكن تتميز بحركية نشيطة، وهو ما سهل من عملية تنقل المواطنين نحوها سواء من البلدية ذاتها أم من بلديات أخرى ومجاورة لها، حيث يتواجد سوق باب الزوار بالقرب من محطة الترامواي، ووسط مجمع سكني ما جعله في منطقة إستراتجية تسمح بجذب الزبائن وتوفر لهم مختلف السلع والمعروضات التي يرغبون في اقتنائها، كما يتوسط سوق بلدية القبة محطة النقل لبن عمر والمحطة الخاصة بحافلات النقل الحضري ” إيتوزا”، فيما يتواجد سوق بلدية حسين هو الآخر بمحاذاة محطة الترامواي.

تجار يتجندون لإنجاح العملية
من جهته، أكد عضو جمعية التجار والحرفيين محمد مشدان، أنه مع اقتراب شهر رمضان يكثر الحديث عن المواد الغذائية والأسواق والوفرة والسعر والكمية، ولهذه وجهت وزارة التجارة تعليماتها لمختلف المصالح المعنية، من أجل فتح أسواق رمضان أو ما تعرف “بأسواق الرحمة” بأسعار معقولة وتنافسية التي تراعي القدرة الشرائية للمواطن، وتهدف لتقليص الأعباء المالية على العائلات، ودعا مشدان لتعميم هذه المبادرة على مدار السنة لتقريب السلع من المستهلك وتوفير المستلزمات التي يحتاجها المواطن.
وعلى عكس السنة الماضية أكد ممثل التجار محمد مشدان أن السلع لهذه السنة متوفرة بشكل جيد كما أن أسعارها معقولة جدا، خاصة بعد الارتفاع الجنوني الذي طال أسعار العديد من الخضر والمنتجات السنة الماضية على غرار البصل الذي ارتفع سعره إلى 400 دج، فيما لا يتجاوز حاليا 80 دج، كما تعرف الطماطم وفرة وأسعار منخفضة رغم أنها ليست في موسمها بل منتجة بالبيوت البلاستيكية، والأمر ذاته بالنسبة للموز والبرتقال بعدما عرفت الأخيرة وفرة غير مسبوقة هذه السنة.

بولنوار: الأسواق الجوارية فرصة لمحاربة الاحتكار والمضاربة
استحسن رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين الحاج الطاهر بولنوار، المبادرة السنوية التي تشرف عليها وزارة التجارة بالتنسيق مع الجماعات المحلية، قائلا إنها تساهم في زيادة العرض أمام المواطنين وتضمن الوفرة في المواد الاستهلاكية خصوصا الغذائية منها، واعتبرها بولنوار فرصة جيدة أمام الفلاحين ومنتجي الصناعات الغذائية لضمان نجاح هذه الأسواق، بزيادة كمية الإنتاج وتسويقه مباشرة للمستهلك، بالإضافة إلى كونها عامل جيد في ضبط واستقرار الأسعار، وانخفاضها ببعض المحلات خاصة بالأحياء السكنية التي تتواجد بها نقاط بيع عبر الأسواق الجوارية، مضيفا أن مصالح التجارة أعلنت من خلال هذه الأسواق، تشديد الرقابة ضد الاحتكار والمضاربة، واعتبرها بولنوار عاملا جيدا سيساعد في ضمان الوفرة وصول المنتج للمستهلك بسعر قانوني.
وتطرق بولنوار إلى مشكلة نقص عدد الأسواق في الجزائر قائلا إن قطاع التجارة حاليا تحتاج إلى أسواق جديدة، خاصة أن بعض البلديات بمناطق الظل والولايات الداخلية، لم يستفيد سكانها من سوق جواري لحد الآن.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!