-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الفنانة رزيقة فرحان لمجلة الشروق العربي

الأعمال المشتركة تخلق جسرا ثقافيا وإبداعيا وأخويا بين العرب

طارق معوش
  • 1552
  • 0
الأعمال المشتركة تخلق جسرا ثقافيا وإبداعيا وأخويا بين العرب
تصوير: إسلام بوراس

من يقترب منها، يؤكد على أنها ليست فنانة اعتيادية، هي أكاديمية مثقفة، قارئة نهمة للأدب والتاريخ، جمعت بين جمال ملامح الوجه، فحصلت على لقب ملكة جمال الجاذبية، وبين جمال الروح الوثابة المرفرفة على سماوات الفن.. مثل أشعة الشمس تتسرب إلى القلوب فتدفئها بمودتها وصداقتها وعذوبة حضورها، ولهذا، حققت نجاحات عريضة عبر أدوار متنوعة، قدمتها منذ أن بدأت العمل في الدراما التلفزيونية سواء في الجزائر أم تونس..

أينما ظهرت، تنشر بابتسامتها التفاؤل والطمأنينة. وعندما تحكي عن الجزائر، تحكي كعاشقة تصف حبيبها. هي نجمة استثنائية حجزت لها مكانا هاما على عرش الدراما التونسية والجزائرية. حققت عبر مسيرتها الكثير من النجاحات التي بقيت محفورة في أذهان المتابعين. الفنانة المتألقة، رزيقة فرحان، التقينا بها، وكان معها هذا الحوار الخاص..

أتعمد اللبس القبائلي وذكر الأكلات الجزائرية في أغلب أدواري

الشروق: رزيقة فرحان، من خلال شخصية حجلة في سلسلة “نسيبتي العزيزة”، التي تعاد على مدار السنة بإحدى القنوات التونسية.. أصبحت محبوبة الجمهور، وتحظى بشعبية في الجزائر.. فما السر في ذلك؟

– بكل بساطة، السر هو حبي لبلادي الجزائر ولشعبها، وهذا دون مجاملة، وإذا لاحظت من خلال حلقات سلسلة “نسيبتي العزيزة”، فأنا شديدة الحرص على ذكر ولاية من ولايات الجزائر، وأرتجل في ذلك، كما يمكنك أن تلاحظ أنني أتعمد اللبس القبائلي وذكر الأكلات الجزائرية، وفي حقيقة الأمر، فإن سلسلة “نسيبتي لعزيزة” هي عمل تونسي جزائري لمشاركة فنانين من البلدين في هذا العمل.

الشروق: سنوات واسم رزيقة متواجد على الدراما التونسية.. كيف كانت تجربتك معهم؟

– الاحتكاك والتبادل في الأعمال المشتركة مهم وإيجابي، لأنّنا بحاجة للأعمال المشتركة في هذا الوقت بالذات، أمّا التجربة فجيدة وأتمنى أن تستمر، لأنّ الوطن العربي أو بالأصح المغرب العربي ككل اليوم جريح، وبالتالي، أرى بأنّ الثقافة تلملم الجراح وتخلق جسرا ثقافيا وإبداعيا وأخويا بين العرب.

الشروق: حدثينا عن أجواء العمل في تونس؟

– بصراحة، لم أشعر أبدا في تونس بأنني غريبة، فلقد كنت محاطة بطاقم عمل محترف يحترمني جدا ومحبوبة من الجميع، واستطعت الوقوف في نفس البلاطو أمام أكبر الفنانين والممثلين التونسيين، الذين اكتسبت منهم الكثير من الخبرات المهمة، في أسلوب تمثيلي وطريقة أدائي التي تغيرت للأحسن بفضل احتكاكي بهم.

الشروق: كيف يمكن برأيك الدفع لمواصلة الأعمال الفنية المشتركة بين الجزائر وتونس؟

– فعلا، أتمنى أن يتواصل الفعل الثقافي والإعلامي المشترك بين تونس والجزائر، خاصة وأن الدراما أصبحت مجال حقل اقتصادي، ولتونس والجزائر كفاءات وبالإمكان إنتاج أعمال مشتركة، من أجل شد المشاهد العربي، بدل استيراد الدراما، وأؤكد على إمكانياتنا المشتركة في التمثيل والإخراج وبدليل نجاح مسلسل مشاعر وحب ملوك مؤخرا، فقط ما على الفنانين أو الإعلاميين إلا المبادرة للعمل والمواصلة لنجاح أكثر.

لا أحب أن يرتبط اسمي بلقب معين أو شخصية معينة أصبحت مقتنعة بأن الظهور أمام الجمهور يجبرني على بذل المزيد من الجهود

الشروق: كيف ترى رزيقة عودتها بعد غياب سنوات على الدراما التونسية بمسلسل حرقة.. وهل هي عودة أم طلة؟

– تضحك.. لا، مش طلة إن شاء الله.. هي عودة والحمد الله نجحت بشهادة الجمهور، ربما السبب في عشقي لدور فاطمة، خاصة أن المشاهد تعود على أداوري الكوميدية نوعا ما، أضف إلى هذا أول ما اقترح علي لسعد الوسلاتي الدور فرحت كثيرا، لأنه مختلف عن الأدوار الدرامية التي أديتها في الجزائر، وهو دور مركب فيه صدق وإحساس وحب، إلى درجة أن هناك مشاهد تأثرت بها حقا، وبكيت بحرقة دون الحاجة إلى الدموع الاصطناعية بل كانت دموعا طبيعية.

الشروق: إلى جانب حرقة ونسيبتي العزيزة، ما أهم الأدوار التلفزيونية التي قدمت رزيقة للجمهور؟

– أول تجربة لي في التمثيل كانت بأدوار ثانوية في أكثر من مسلسل للتلفزيون الجزائري، منها مسلسل ”الشهرة”، بعد أن حققت النجاح في أكثر من مشهد، وقمت بأدائه على أحسن وجه، اقترح عليّ نزيم قايدي مخرج مسلسل ”الامتحان الصعب” أن أنضم إلى فريقه، حيث تقمصت دور مفتشة الشرطة التي تحقق في الجرائم الجنائية وتعمل على الكشف عن ملابسات القضية، وبعدها، شاركت في دور أساسي في مسلسل ”موعد مع القدر”، لمخرجه جعفر قاسم، وتقمصت خلاله دور الطبيبة الملتزمة والجادة في عملها. أما دور كاتيا في مسلسل ”قلوب في صراع”، فهو الذي حقق لي شهرة وشعبية كبيرة بين الجمهور الجزائري.

الشروق: مع أن الأدوار التي أديتها متنوعة، إلا أن المتفرج يتذكرك أكثر في الأدوار الكوميدية؟

– أسعى لأن أكون متنوعة في اختيار الأدوار التي أؤديها، إذ لا أرغب في أن أحصر نفسي في نوع واحد من الأداء، لا أحب أن يرتبط اسمي بلقب معين أو شخصية معينة، فكل ذلك التمازج في شخصيتي الفنية أعتبره من الدوافع المهمة التي حفزتني على خوض تجربة التمثيل، أول فرصة في التمثيل الكوميدي منحها لي بادي صحراوي، إلى جانب لخضر بوعكاز سلسلة ”حال وأحوال” بالأخص حلقة ”المنحوس والمنحوسة” التي أضحكنا بها الكثير من المشاهدين الجزائريين. وقد استحسن المتفرج الجزائري طريقة أدائي، حيث تلقيت ردود فعل مشجعة بعد أدائي الكوميدي. وبصراحة، اكتشفت هذه الموهبة التي لم أكن أدرك أني أملكها.

الشروق: هل يمكن القول إن سلسلة ”حال وأحوال” شهدت ولادتك الكوميدية؟

– صحيح، بعيدا عن مسلسل نسيبتي العزيزة طبعا، فقد كانت بداية معرفة الجمهور لي عن قرب، حيث تمكن من التعلق بالأدوار التي أديتها في هذه السلسلة الفكاهية، إذ لا بد من الاعتراف بأنني استفدت من شهرة السلسلة ومن تألق زملائي في العمل. والجدير بالذكر، أنني تحصلت على جائزة أحسن دور ثنائي، كما تحصلت على جائزة الفنك الذهبي لسنة 2008، ما يعني أنني تمكنت من الحصول على اعتراف أهل المهنة والجمهور، لكن ذلك جعلني أدرك حجم المسؤولية الكبيرة التي ألقيت على عاتقي، إذ أصبحت مقتنعة بأن الظهور أمام الجمهور يجبرني على بذل المزيد من الجهود، وبالتالي، العمل على إعطاء أفضل ما أملك.

أرتكز على إحساسي وثقتي بنفسي حتى في الفشل أتحلّى بالثقة

الشروق: اكتشفك جمهورك كمغنية من خلال تأديتك للأغنية الرياضية فضلا عن تقديمك ديوهات وكليبات غنائية قبائلية، هل فكرت رزيقة في اعتزال التمثيل والتفرغ للغناء؟

– أبدا.. لا أستطيع اعتزال التمثيل، لأنه كل شيء في حياتي، مع العلم أنني أحب الموسيقى والرياضة، بحكم أنني غنيت وكنت أمارس الكاراتي. فأنا متحصلة على الحزام الأسود درجة ثانية، إلا أنني أبدا لا أستطيع أن أعتزل التمثيل. دخلت عالم الغناء بعدما رأيت كل الجزائريين من مختلف الشرائح يغنون للفريق الوطني، فقلت لم لا أجرب حظي، وكان لي ديو مع الشاب يزيد آنذاك، بالإضافة إلى الكليبات. وقد استفدت الكثير من هذه المغامرة التي خضتها وأضافت لي الكثير.

الشروق: ما الذي ترتكزين عليه في أدائك التمثيلي؟

– أرتكز على إحساسي وثقتي بنفسي حتى في الفشل أتحلّى بالثقة، والحمد الله، لم أتذوّق الفشل بعد. أنا مستعدّة لخوض التجارب مهما كانت رغم إدراكي لاحتمال الفشل، فإن لم أخضها سيقتلني فضولي حتى آخر يوم من عمري.

الشروق: بعيداً عن الدراما، هل تحضّرين لأعمال معيّنة؟

– هناك أكثر من مشروع وأفكار وخطوط عريضة على الهامش، لكنّي لا أرغب في التحدّث عنها قبل أن تصبح أشياء ملموسة.

الشروق: هل أنتِ مع مقولة “كوني جميلة واصمتي” الشهيرة؟

– لست مع هذه المقولة على الإطلاق، بل أنا مع المرأة الذكية وخفيفة الظل. فالشخصية أهم من الجمال وتدوم لوقت أطول. كما أن الرجل قد يملُّ من المرأة الجميلة والصامتة، في الوقت الذي سيزيد حبّه للمرأة اللامعة والواثقة من نفسها. لكن بالطبع، تبقى المرأة الجميلة التي تتمتع بالذكاء، الأوفر حظا على الإطلاق.

الشروق: لو قدِّر لكِ أن تغيّري شيئاً واحداً في شكلكِ الخارجي، ماذا تختارين ولماذا؟

– لا أفكر في تغيير أي شيء، لأنني راضية عن نفسي، وهذا ليس غروراً، إنما رضى لا أكثر ولا أقل بما أنعمه الله عليَّ.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!