-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سفير الجزائر بواشنطن عبد الله بعلي في حوار لـ"الشروق"

الأمريكان تأسفوا لاغتصاب جزائريتين ووعدونا بنسخة عن نتائج التحقيق

محمود بلحيمر
  • 10683
  • 0
الأمريكان تأسفوا لاغتصاب جزائريتين ووعدونا بنسخة عن نتائج التحقيق
سفير الجزائر بواشنطن عبدالله باعلي

هناك علاقات جيدة بين الجزائر والولايات المتحدة، فالجزائر تعد الشريك الاقتصادي الثاني لواشنطن في العالم العربي وإفريقيا بـ 22 مليار دولار، حسب السفير عبد الله بعلي، زيادة على وجود تعاون وثيق في مجال مكافحة الإرهاب. لكن كيف ستكون هذه العلاقات في ظل إدارة أوباما؟

  •  2000 جزائري يحصلون سنويا على البطاقة الخضراء للعيش في أمريكا
  • حسب ما يفهم من هذا الحوار، الذي أجريناه مع السفير الجزائري بواشنطن، فإن الجزائر تأمل لعب أدوار سياسية في المتوسط وإفريقيا وفي ملف الصراع في الشرق الأوسط، وأن لا يبقى تعاونها مع واشنطن محصورا فقط في مجال مكافحة الإرهاب. السيد بعلي تطرق كذلك في هذا الحوار، لحال الجالية الجزائرية في أمريكا، ولفضيحة اغتصاب جزائريتين من طرف ضابط الـسي أي إي، والمفاوضات بشأن فتح خط جوي مباشر بين الجزائر ونيويورك.  
  • س: الإدارة الجديدة في واشنطن تتحدث عن مقاربة مغايرة في السياسة الخارجية لأمريكا، سيما تجاه العالم الإسلامي. ماذا تتوقعونه بشأن العلاقات الجزائرية الأمريكية في ظل الإدارة الجديدة؟
  • ما يمكن أن نقوله بشأن العلاقات بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية هي أنها جيدة وعرفت تطورات محسوسة ومثمرة خلال السنوات الأخيرة. وفي ظل الإدارة الجديدة نأمل أن تتطور أكثر، كما نأمل أن يتوسع الحوار السياسي القائم بين بلدينا ويتعمق أكثر. الجزائر تأمل في أن تقيم علاقة وثيقة مع هذه الإدارة تبلغ مستوى عال من الشراكة فيما يخص القضايا الدولية، في العالم العربي وإفريقيا والبحر المتوسط.
  • كما هو معلوم، كان هناك تعاون وثيق بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية بشكل خاص في مجال مكافحة الإرهاب خلال السنوات الأخيرة، فالتجربة الجزائرية كانت مفيدة بالنسبة للأمريكيين. لكن نريد أن يتسع تعاوننا، بنفس الكيفية، ليشمل مجالات أخرى حتى لا نبقى فقط رهن التعاون في مجال مكافحة الإرهاب. الجزائر لها وزنها على الساحة العربية والإفريقية والدولية، وهي شريك ذو مصداقية تريد أن يُسمع صوتها وأن تساهم بشكل إيجابي وفعال في حل النزاعات وإقامة السلم في عدة مناطق بالتعاون مع الولايات المتحدة، كالنزاع العربي الإسرائيلي، بحيث للجزائر نظرتها للصراع ولها مساهمتها في مسار البحث عن حل نهائي له.
  • س: هل يمكن مثلا أن ننتظر زيارات من مستوى عال في الأشهر القادمة؟
  • سنعمل خلال الأشهر القادمة على تكثيف الزيارات ذات المستوى العالي بين بلدينا. وضمن هذا الإطار جاءت زيارة السيد شكيب خليل، وزير الطاقة والمناجم، حيث كانت له نشاطات عدة من بينها لقاؤه بكاتب الدولة الأمريكي للطاقة، كما أشرف على منتدى حول الطاقات المتجددة بواشنطن. كما نسعى لتطوير العلاقات بين الكونغرس والبرلمان الجزائري بغرفتيه؛ وفي هذا الشأن تتواجد بالجزائر مجموعة برلمانية أمريكية تتشكل من مساعدي ومديري دواوين ونواب وأعضاء الكونغرس. 
  •   س: هناك تعاون جيد مع الولايات المتحدة في مجال مكافحة الإرهاب لكن هناك خلافا بين البلدين حول القيادة الإفريقية المشتركة لمكافحة الإرهاب في الساحل الإفريقي أو ما يعرف باسمأفريكوم”.. ألم يؤثر هذا على العلاقات بين البلدين؟
  • هناك تعاون قائم بين الولايات المتحدة ودول الساحل في مجال مكافحة الإرهاب، والجزائر مرتاحة لهذا التعاون، لأنها تعتقد أن مكافحة الإرهاب تتطلب تعاونا بين كل الدول، ولن تستطيع أي دولة لوحدها مجابهة هذا الخطر الشامل. وفيما يخص قضية “أفريكوم” فقد عبرت الجزائر عن موقفها بكل وضوح. ولا أعتقد أن هذا الموقف قد يسيء، بشكل أو بآخر، إلى العلاقات بين البلدين، سيما فيما يتعلق بالتعاون الجاري في مجال مكافحة الإرهاب.
  • س: في الجانب الاقتصادي، بلغ حجم المبادلات بين الجزائر والولايات المتحدة 22 مليار دولار، لكن تبقى المحروقات تهيمن بصورة مطلقة.. كيف تتصورون تطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين خارج المحروقات؟
  • تعد الجزائر الشريك الاقتصادي الثاني للولايات المتحدة في العالم العربي وإفريقيا، حيث يبلغ التبادل بيننا 22 مليار دولار، وهذا يعد شيئا معتبرا. حقيقة، تظل المحروقات تهيمن على هذا التبادل، وما نستهدفه اليوم هو حث الشركات الأمريكية على اكتشاف واستغلال فرص أخرى لتنويع التبادل الاقتصادي مع الجزائر وتوسيعه. ولتحقيق هذا المسعى بادرنا بتنظيم زيارة لبعثة اقتصادية تضم أكثر من 30 رجل أعمال أمريكيين ينشطون في قطاعات مختلفة كالبنية التحتية والتكنولوجيا والتكوين والصناعات الغذائية وغيرها، سيزورون الجزائر الأسبوع القادم، وستكون لهم فرصة لقاء المسؤولين الجزائريين، سواء الرسميين أو متعاملين من القطاعين العام والخاص، بغية بحث إمكانيات وفرص الاستثمار وإبرام صفقات. كما نأمل، بالتعاون مع مجلس الأعمال الجزائري الأمريكي، تنظيم زيارات مماثلة لمسؤولي الشركات الأمريكية، وأيضا زيارات لمتعاملين اقتصاديين جزائريين لأمريكا. أعتقد أن هناك فرصا كبيرة لتوسيع التعاون بين بلدينا، لكن ينبغي وضع الإطار اللائق لذلك.
  •  
  • س: ماذا عن فتح الخط الجوي المباشر بين الجزائر ونيويورك؟
  • فتح خط جوي بين الجزائر ونيويروك أولوية بالنسبة لنا. وأؤكد لكم بأن المفاوضات بين الجزائر والولايات المتحدة بخصوص ما يعرف بالسماء المفتوح (أوبن سكاي) قد شارفت على نهايتها، وهو ما سيسمح لشركة الخطوط الجوية الجزائرية بالقيام بالمساعي التقنية الضرورية مع السلطات الأمريكية المختصة لفتح هذا الخط، الذي، زيادة على أنه سيسمح بزيادة التبادل بين بلدينا، فهو يكتسي أهمية قصوى على كامل الأصعدة الاقتصادية والثقافية والسياسية..
  • س: عدد أفراد الجالية الجزائرية في الولايات المتحدة تزايد بشكل كبير في السنوات الأخيرة.. كيف هي علاقاتها بالسفارة، سيما وأن الكثير من الجزائريين يشتكون من مشاكل الخدمات القنصلية؟
  • عدد الجزائريين الذين يعيشون في أمريكا والمسجلين لدى القنصلية بلغ 13244. من جهة أخرى، هناك حوالي 1500 إلى 2000 جزائري يحصلون سنويا على البطاقة الخضراء للعمل والإقامة الدائمة في أمريكا، وهذا يعني أن عدد أفراد الجالية سيزيد بشكل كبير في السنوات القادمة، مما يعني مزيدا من الضغط على المصالح القنصلية بواشنطن، لهذا السبب، وبعد استلامي لمهامي مباشرة، سعيت لإعطاء المصالح القنصلية الإمكانيات والوسائل اللازمة كي نلبي طلبات الجالية ونقترب منها أكثر ونستمع لانشغالاتها
  • س: لماذا فرع قنصلي وليس قنصلية عامة بإمكانيات تناسب حجم الجالية؟
  • نعكف حاليا على زيادة وسائل العمل والإمكانيات البشرية والمادية للمصالح القنصلية الموجودة، زيادة على عصرنه طرق العمل باستخدام الإعلام الآلي، والانترنت. وبطبيعة الحال، فإن إنشاء قنصلية عامة لتلبية حاجيات جاليتنا في الولايات المتحدة بات أمرا حتميا.
  • من جانب آخر، نسعى كي نمكن الجالية الجزائرية كي تساهم بصورة فعلية في تنمية البلاد. وفي هذا الشأن سوف أنظم لقاءات مع الجالية والكفاءات الجزائرية في عدة مدن كبوسطن وشيكاغو وهيوستن.. كي ننظر في مشاريع ملموسة ودقيقة وتكون قابلة للتطبيق في قطاعات معينة كالميدان التكنولوجي والطبي وغيرها.. كي نساعدهم على تجسيدها.
  •  
  • س: إلى أين وصلت قضية مسؤول الـسي أي إيالمتهم باغتصاب جزائريتين؟ ألم تؤثر على العلاقات بين البلدين؟
  • هذه القضية خطيرة جدا لا يمكن تجاهلها، ونحن في اتصال دائم مع الجانب الأمريكي الذي قدم لنا كل الضمانات لمعرفة كل الحقيقة ومتابعة المعني قضائيا. ومن المؤكد أن الجانب الأمريكي سيبلغنا بنتائج التحقيق الجاري حاليا، وبتفاصيل الإجراءات التي ستتخذ فيما بعد. كما أن المسؤولين الأمريكيين أعربوا لنا عن استيائهم الشديد لهذا الحادث المؤسف، كما أعربوا عن أملهم في ألا يؤثر سلبا على العلاقات بين بلدينا.
  • س: هل من جديد في قضية الجزائريين المعتقلين في غوانتنامو؟
  • نحن نتابع باهتمام ملف هؤلاء، وبطبيعة الحال يهمنا شأن كل جزائري في الولايات المتحدة. وعليه كل ما أستطيع قوله هو أننا نترقب تطورات الملف بعد قرار الرئيس أوباما غلق المعتقل.
  •   
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!