-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الأمن نِعْمَةٌ فَلْنُحَافِظْ عَلَيْهَا

الأمن نِعْمَةٌ فَلْنُحَافِظْ عَلَيْهَا

أيها المسلمون، اتقوا الله تعالى، وحافظوا على نعم الله تعالى عليكم، بشُكره سبحانه كثيرا،فقد وَعَدَ مَنْ شَكَرَهُ بالمزيد، فقال سبحانه: “وإذ تأذن ربكم لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد”، اشكروا الله تعالى على نعمة الإسلام، فإنها أكبر نعمة، واشكروا الله على نعمة السُّنَّة، فإنها نعمة ثانية، ومن النعم التي نشكر الله عليها نعمة الأمن، فهي نعمة عظيمة، إذْ بوجودها يكون الهدوء والاستقرار. ..

  • ويستطيع المؤمن أن يعبد الله تعالى، ويتفرغ الناس للكسب وعمارة الأرض، ويكون التقدم والازدهار. وقد نَوَّهَ الله بشأن الأمن، ورفع من شأنه في القرآن الكريم، كما امتن الله على قريش بنعمة الأمن في سورة قريش، كما اعتبر النبي، صلى الله عليه وسلم، الأمن نعمة تجعل الإنسان مطمئنا مُرتاحا، فقال “من أصبح منكم آمنا في سِربِه ـ أي في نفسه وعياله ـ مُعَافًى في جسده، عنده قوت يومه، فقد حِيزت ـ أي جُمِعت ـ له الدنيا بحذافيرها ـ أي بأَسْرها”  رواه الترمذي.
  • عباد الله.. اعلموا ـ رحمكم الله ـ أنّه بدون الأمن لا تستقيم الحياة، ولا تستقر الدنيا، ولا يقوم الدين، ولا يكون التطور ولا التقدّم، ولا يتم الإصلاح، ولا ينتشر الصلاح، بل يكون الخراب والدمار والذل والهوان! فكونوا أيها المسلمون في المستوى المطلوب، فاحرصوا على الأمن على أنفسكم وأهليكم ودينكم وبلادكم ودنياكم، واحذروا المعاصي، فإنها سبب لذهاب الأمن، كما قال تعالى: “وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان، فَكَفَرَتْ بأَنْعُم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون”، فالمعاصي تَسْلِب النعم، وتُنزِل العذاب والنِّقَم، فيحل الخوف محل الأمن، ويحل الجوع مكان الرزق، فكونوا أيها المسلمون في المستوى المطلوب، فاحذروا الدخول في الفتن والاضطرابات، وانتبهوا إلى كيد الأعداء من الكفار والمنافقين الذين يخططون لضرب المسلمين وإضعافهم، وتمزيق صفوفهم وتفريقهم، وانصحوا المغرّر بهم من أبناء المسلمين، حتى لا يقعوا فريسة لوساوسهم ومخططاتهم، وأعلموهم أنّ الكفار لا يريدون لنا الخير، بل هم يحرصون على مصالحهم فقط، قال الله تعالى: “ما يَوَدُّ الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن يُنَزَّلَ عليكم من خير من ربكم، والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم” وقال تعالى: “ودّوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء” وقال تعالى: “ودّ كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعدما تبين لهم الحق”، وقال تعالى: “ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يُلدغ المؤمن من جُحر واحد مرتين”. رواه البخاري ومسلم، وقال أبو بكر الصِّدِّيق، رضي الله عنه: “واحذروا فإنّ الحذر ينفع”.
  • أيها المسلمون، كونوا حذرين من كيد شياطين الجن والإنس، واحذروا الفتن والاضطرابات فإنها تُذهِب الدين والدنيا، وتجعل الحياة ضنكا، وتُمزِّق الأمة تمزيقا، وتعطي الفرصة لتدخل الكفار في شؤوننا، وليتحكموا في خيراتنا، وليزيدوا من مشكلاتنا وتقهقرنا، فاحذروا الفتن، وتعوذوا بالله منها كثيرا، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي المسلمين بذلك، لما في الفتن من مفاسد وأخطار، حتى إن الفتنة إذا وقعت تصيب الظالم وغير الظالم، وتضرب الصالح وغير الصالح، كما قال تعالى: “واتقوا فتنة لا تُصِيبَنَّ الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أنّ الله شديد العقاب”، فابتعدوا عباد الله عن كل أسباب الفتن، وعن كل ما يوقظها ويثيرها، وخاصة ما يأتي من الأخبار من هنا وهناك، سيما ما يأتي عبر وسائل الاتصالات المعاصرة، والتي لا يُعرف أصحابها ممن يزرعون الفتنة، فلا تُصَدِّقوا كل خبر، ولا تَثِقوا بكل مخبر، ولا تنساقوا وراء المُرْجِفين (والمرجف: هو الذي يأتي بالأخبار الكاذبة لزعزعة الاطمئنان من النفوس) فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ويل لأقماع القول” رواه البخاري في الأدب المفرد .(أقماع:جَمْعُ قُمع، وهو ظرف لملء السوائل به في الأواني، ويُسَمَّى عندنا: لَمْبُوط، ومعنى الحديث: ويل لمن كانت أُذُنَاه مثل القُمع يَمُرُّ فيهما أَيُّ خبر. واعتبروا رحمكم الله بما جرى لإخوانكم في العراق وأفغانستان اللتين أصبحتا مَوْطِنا للفتنة والاضطرابات خصوصا بعد تَدَخُّل قوات الاحتلال الأجنبي، قال الله تعالى: “فاعتبروا يا أولي الأبصار” وقال ابن مسعود رضي الله عنه: السعيد من وُعِظ بغيره، والشقي من وُعِظ بنفسه. يعني: الشقي هو من لم يأخذ العبرة حتى وقع الفأس على رأسه.
  • أيها المسلمون.. لا شك أن المسلمين اليوم لا يعيشون عيشة طيبة في أغلبها، بل عندهم نقص كثير في مجالات عديدة، من الفقر والحرمان والظلم والحڤرة، ومن سوء توزيع الثروات، حتى صار يتمنى المسلم الهجرة من بلاده إلى بلاد الكفار، لكن هذه النقائص لا تُعالَج بالثورات على بعضنا، ولا بإحداث الفتن والاضطرابات، بل تُعالَج بما يلي:
  • 1- بالصبر، قال الله تعالى: “إنما يُوَفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب”، ولا تَنْخَدِعوا بالكلمة المشهورة: “للصبرحدود” فإنها ليست قرآنا، بل هي كلمة مُغَنِّيَة تائهة حائرة، وإذا حُمِلَتْ على معنى صحيح، فالمسلم يتوقف عن الصبر في حالة ما إذا انتقل إلى حالة لا يُخالِف فيها شريعة الإسلام، ولا يدخل في الفتنة، ولا في الاقتتال بين المسلمين، وسفك دمائهم..
  • 2- ثم بالدعاء بالخير، وليس بالشر، فإن ناسا دَعَوْا بالشر وبالحرب على بلادهم فَوَقَعتْ، وقد قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: “لا تدعوا على أنفسكم، ولاتدعوا على أولادكم، ولاتدعوا على أموالكم، ولاتدعوا على خَدَمِكم، لا تُوافقوا من الله ساعة يُسأل فيها عطاء، فيستجيب لكم” رواه مسلم.
  • 3- ثم بالعمل المثمر كلٌّ في مجاله.
  • 4- ثم بالنصح للحُكَّام والمسؤولين ولِعامَّة الأُمَّة، ولكن باتباع الوسائل التي تأتي بالخير وليس التي تزيد الشر، فلا يُغَيَّرُ المنكر بمنكر مثله أو أشد.
  • 5- عدم الثقة بنصائح الكُفَّار في هذا المجال، خاصة من الدول المعروفة بالاستعمار والاحتلال، فالمسلمون ليسوا بحاجة إلى غيرهم في مثل هذه الأمور، مثل طرق التغيير، لأن المسلمين أغنياء بمنهج الإسلام المتميز.
  • 6- التزام السمع والطاعة بالمعروف، فإنّه منهج أهل السنة والجماعة، واحذروا منهج الثوْرات، فإنها منهج الكُفَّار مِثْل الثورة الفرنسية وما شابهها، وهي منهج الخوارج.
  • 7- التمسّك بنصائح العلماء الربانيين، فهم الناصحون المخلصون، الذين يتميزون بالحكمة والرَّزَاَنة والنظر البعيد، وليس من المتعجلين الذين تُزَلْزِلُهم الفتنة، ويضعفون أمام هوى الحُكَّام والسلاطين، وضَغْطِ الجماهير. فادعوا الله بالخير أيها المسلمون، وتضرعوا إلى الله بالحفظ والعافية. اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، واهدهم حُكَّامًا ومحكومين، أئمةً وعامَّة، وأصلح لهم دينهم ودنياهم، وغَيِّر أحوالهم إلى أحسن حال،يا رب العالمين.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • بدون اسم

    مقالة واضحة المعنى سديدة المنهج منهج السلف لصالح فما احوجنا الئ تعميم هذه النصائح .

  • أبو أنس حمزة يحي الشريف

    هذا هو المنتظر من مشايخنا المتمسكين بمنهج السلف الصالح،حفظ الله أمن بلادنا ووفقك اللهع المسؤولين للعمل بما يرضيه .