منوعات
من خلال رائعة "تحفة الزائر" لدار الوعي

الأمير عبد القادر يعود إلى صالون الكتاب الدولي

الشروق
  • 769
  • 2
ح.م

بعد أكثر من قرن ورُبع القرن على رحيل مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة، الأمير عبد القادر بن محيي الدين، عام 1883، لا تزال شخصيته المُلهمة والإنسانية محلّ اهتمام ودراسة من الباحثين والمؤرخين، إذ إنّ آثاره وكل المؤلفات التي تتناول حياته الجهادية والعلميّة ومسيرته الحافلة في الوطن والمنفى، تستقطب القرّاء من مختلف المستويات والتخصصات.

لذا تستعدّ “دار الوعي” الجزائرية لصاحبها محمد مولودي لعرض نسخة جديدة للكنز التاريخي الموسوم بـ” تحفة الزائر في مآثر الأمير عبد القادر وأخبار الجزائر”، الذي دبجه يراعُ نجله محمد بن الأمير، كما عُني به الأستاذان الألمعان داود بخاري ورابح قادري، ليكون ضمن العناوين التنافسيّة في صالون الكتاب الدولي، المرتقب نهاية الشهر الجاري بالجزائر العاصمة.

وقد جاء الكتاب النفيس بمضمونه التاريخي القيّم وبلاغته الممتعة في مجلّدين من الحجم الكبير، في طبعة أنيقة وعصريّة، تناولت بالتفصيل حال المغرب الأوسط في تلك الحقبة من دخول الاحتلال الفرنسي إلى الجزائر، كما تعرّضت بإسهاب لحياة الأمير عبد القادر بكل أبعادها.

وقال مُحرّر المؤلّف الثمين في المقدمة: “لما فرغت من ترتيبه وأمعنت النظر في تحريره وتهذيبه، رأيت حصره في قسمين: الأول في سيرته السيْفيّة والثاني في سيرته العلمية”.

وأضاف محمد بن الأمير عبد القادر، موضّحًا سبب التعريج على حال المغرب الأوسط، فقال: “لما رأيت أفاضل الوقت متشوّقين إلى أخبار بلاد الجزائر وما فيها.. متشوّقين إلى منْ يدلّهم على جليّ أحوالها وخافيها… ظهر لي أنْ أذكر في المقدمة جملة كافية من جغرافيّة المغرب، لاسيما الأوسط منه، الذي هو موطن أسلافي ومألف ألاّفي.. لأبُيّن ما اشتهر فيه من المدن والأمصار والجبال والأنهار”.

وأكدّ صاحب “تحفة الزائر” أنّ السيّد “إسكندر بالمار” حكى في تاريخه عن الماريشال “سوليت” الفرنسي أنه قال لبعض أصحابه سنة 1940: لا يوجد الآن أحد في العالم يستحق أن يلقب بالأكبر إلا ثلاثة أشخاص كلهم مسلمون: وهم الأمير عبد القادر في الجزائر ومحمد علي باشا في مصر والشيخ شامل في القوقاز.

ويُعدّ الكتاب فعلاً رحلة ممتعة في عمق التاريخ، يثير شهيّة القارئ المتعطّش إلى استقصاء الأحداث والأخبار، مثلما يهمّ الباحث المتخصّص، كمرجع أصلي لسيرة ومسيرة واحد من أبرز أبطال الإنسانية في القرنيْين الماضيْين.

ع. ع

مقالات ذات صلة