الرأي

الأندية الجزائرية تنتظر الفرج

ياسين معلومي
  • 1466
  • 0

عرفت، نهاية الأسبوع الماضي حدثا تاريخيا لفريق شبيبة القبائل الذي انتقلت ملكيته بصفة رسمية إلى شركة موبليس التي حصلت على غالبية الأسهم، وستتكفل بديون الفريق التي بلغت 160 مليار سنتيم حسب رئيس النادي الهاوي للشبيبة، جعفر آيت مولود، وتعيد بذلك الفريق إلى السكة الصحيحة بعد أن دخل في دوامة من المشاكل جعلته يعاني في البطولة الوطنية التي يقبع في ذيل ترتيبها، ناهيك عن الإقصاء المرّ من منافسة كأس الجزائر، ولم تبق إلا رابطة الأبطال الإفريقية لحفظ ماء الوجه رغم أن الجميع متأكدٌ أن التعداد الحالي للفريق لن يسمح له بالذهاب بعيدا في هذه المنافسة التي يتواجد فيها أحسن الأندية الإفريقية، على غرار الأهلي المصري والترجي التونسي والوداد البيضاوي وعديد الأندية الأخرى التي تملك الكثير من الإمكانات والتجربة الطويلة.
الجميع في فريق شبيبة القبائل همّهم الوحيد هذا الموسم هو إنقاذ الفريق من شبح السقوط والبقاء في حظيرة النخبة وتحضير فريق مستقبلي لإعادة الشبيبة إلى سابق عهدها، إذ كانت تسيطر محليًّا وإفريقيًّا على كل المنافسات، وذلك بتواجد مسؤولين أكفاء على غرار عبد القادر خالف ومحنّد الشريف حناشي الذي أوصل الفريق إلى القمة بتتويجه بعديد الألقاب أهمّها كأس الكاف في 3 مناسبات متتالية في مرحلة صعبة كانت تعيشها الجزائر، كما كانت الشبيبة تزوّد المنتخبات الوطنية بلاعبين بارزين.. غير أنها اليوم فقدت بريقها مع أشخاص كان همّهم الوحيد مصالحهم الخاصة على حساب فريق كان يُضرب به المثل، ويتهافت اللاعبون والمدرِّبون للانضمام إليه.
وإذا كان الجميع يبارك الخطوة التي قامت بها “موبيليس” مع شبيبة القبائل، والتي التحقت بالشركات المموِّلة لبعض الأندية، على غرار مؤسسة “مدار” مع شباب بلوزداد، و”سوناطراك” مع المولودية، و”الآبار” مع شباب قسنطينة، ومؤسسة ”إينافور” مع شبيبة الساورة، إلا أن البعض يتساءل عن مصير الأندية الأخرى التي تعاني مشاكل عديدة، ولماذا يتم اختيار بعض الفرق وترك أخرى تعاني الويلات؟ وهل يُعقل أن يصل الراتب الشهري لبعض اللاعبين والمدرِّبين في الأندية التي تملك شركات وطنية إلى 300 مليون سنتيم شهريا في حين تبحث الأندية الأخرى عن مصادر تمويل؟ لا تكفي مساعدات الولاية والدائرة والبلدية وبعض المحبِّين أمام فرق تمكّنت من الظفر بمؤسسة تتكفل بها وتحافظ على استقرارها.
الجميع يتذكر أنه في سنة 1976، بعثت الدولة مشروع الإصلاح الرياضي، ومنحت كل الأندية شركات تتكفل بها، وهو ما أحدث ثورة في الكرة الجزائرية، وكان اللاعبون ينالون نفس الراتب الشهري، ونفس الامتيازات.. سنتان بعد هذا الإصلاح فاز المنتخب الجزائري بالألعاب الإفريقية التي لُعبت بالجزائر عام 1978، وتأهّل المنتخب الجزائري للأواسط إلى كأس العالم 1979 باليابان، ونشّط المنتخب الوطني نهائي كأس أمم إفريقيا 1980 بنيجيريا، وحقق تأهلا تاريخيا إلى نهائيات كأس العالم 1982 باسبانيا، وتُوِّجت شبيبة القبائل بكأس إفريقيا سنة 1981.. وبرز عددٌ كبير من اللاعبين الذين وصلوا حتى إلى العالمية ونتائج أخرى يحتفظ بها التاريخ الكروي الجزائري. فهل سيأتي الفرج على كل الأندية الأخرى لتخرج من الأزمات التي تعيشها؟
ميزة البطولة الجزائرية في السنوات الأخيرة هي تواجد أندية غنية وأخرى فقيرة، وفقدت البطولة بريقها وقوتها ودخلت في مشاكل لا تعدّ ولا تُحصى.. نتمنى أن يأتي الفرج للجميع بإصلاح كروي جديد فعّال ومفيد.

مقالات ذات صلة