الجزائر
تخوف كبير وسط عائلات المغتربين بعد "جزأرة" أعمال العنف

الإحتجاجات في باريس والقلق في الجزائر

زهيرة مجراب
  • 15924
  • 25
ح.م

ألقت احتجاجات أصحاب السترات الصفراء بظلالها على الجزائر، حيث انتقلت حالة الرعب والخوف إلى آلاف العائلات ممن يقيم أبناؤها في الخارج، فالقلق بات مسيطرا ودافعا لهم إلى متابعة النشرات الإخبارية، وكل ما يتداول على مواقع التواصل الاجتماعي حول هذه الأحداث التي بدأت شرارتها في 17 نوفمبر الماضي، ولم تنطفئ إلى حد الساعة.
تعيش العديد من العائلات في الجزائر حالة من الشتات والقلق إزاء ما يحدث في فرنسا من احتجاجات، فمع أن الأمر يتخطى حدودنا الجغرافية، لكن قلوبهم معلقة هناك فالجميع يملك أبا، أخا، ابنا أو قريبا في الضفة الأخرى من المتوسط، وهذه الأحداث وطريقة تعاطي السلطات الفرنسية مع الأحداث جعلت الخوف يتسلل إلى نفوسهم ويستبد بقلوبهم، فاحتجاجات الفرنسيين على ارتفاع الضرائب وزيادة أسعار الوقود وغلاء المعيشة، دفعتهم إلى الخروج مرتدين سترات السلامة المضيئة التي تتوافر في جميع السيارات الفرنسية إلا أن وجود المهاجرين هو وحده ما أربك أهاليهم وزاد قلقهم.

عائلات تكثف الاتصال بمغتربيها بفرنسا

وتحولت صفحات مواقع التواصل الاجتماعي “الفايسبوك” إلى فضاء للاستفسار عن مواقع الاحتجاج، ومدى قربها من مقرات إقامة أقاربهم، واستعانوا بمعارفهم وأصدقائهم الموجودين في المهجر لاستقاء المعلومات، حيث كتبت إحدى السيدات تعليقا تستفسر فيه عن حال شقيقها المقيم بمدينة ليل الفرنسية، وتوجه إلى باريس لزيارة بعض معارفه وأصدقائه مطلع شهر نوفمبر، لتأتي التعليقات وتطمئنها بأن الأمر لا يستدعي التهويل، وأن الاحتجاجات في أرض الواقع ليست مثلما يتم التحدث عنها في القنوات الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعي. بينما استغرب شقيق مهاجر كان في حالة ذعر على مصير شقيقه خلال الاحتجاجات، ليفاجأ به ينشر صورا على صفحته الخاصة في “الفايسبوك” وهو يحتج ويعارض السياسة الفرنسية.

تخوفات وسط عائلات المرضى

وحالة القلق هي ذاتها التي تعيشها أسر المرضى الذين توجهوا إلى باريس للعلاج، غير أن تطور الأوضاع بشكل مفاجئ واندلاع الاحتجاجات أخلط أوراقهم ووترهم، وجعلهم في حيرة من أمرهم للحاق بذويهم أو البقاء في الجزائر. بينما أخلطت هذه الاحتجاجات أوراق العديد من المواطنين الذين كانوا يرغبون في التوجه إلى عاصمة “الجن والملائكة” باريس لاستقبال رأس السنة الميلادية.

إشاعات طرد “المغتربين” تزلزل الفايسبوك

وفتحت هذه الاحتجاجات الباب أمام الإشاعات وهو ما جعل التوتر لدى أقارب المغتربين يبلغ مداه، بعدما تم الزعم أن السلطات الفرنسية تتهم المغتربين بالوقوف وراء موجات الغضب وعمليات التحطيم والتخريب التي شهدها شارع “الشانزيليزيه”، وهي ستضرب بيد من حديد كل من تورط في هذه الأحداث كما ستشهد الأيام القادمة، حسب ما زعمه مطلقو الإشاعات ترحيلا للعديد من المغتربين وإعادتهم إلى أرض الوطن، وكذا إعادة مراجعة الإعانة الاجتماعية التي يستفيد منها في الغالب جزائريون ومغاربة وأفارقة يقيمون في فرنسا، وبالرغم من أنها مجرد روايات وإشاعات لكنها انتشرت بسرعة بين عائلات المغتربين خصوصا أن السنوات الأخيرة عرفت تضييقا كبيرا على المهاجرين.

جزائريون في قلب الاحتجاجات

من جهة أخرى، غصت مواقع التواصل الاجتماعي “فايسبوك” بصور ومقاطع فيديو لجزائريين صنعوا الحدث وسط المحتجين فكانوا أكثر تميزا، وراحوا يتفاعلون مع الحدث بطريقتهم الخاصة كالتطبيل باستعمال الدربوكة والرقص بالطريقة الجزائرية أو بترديد الأناشيد الوطنية، وكذا بعض الأغاني الرياضية المعروفة في الملاعب الجزائرية.. وهو ما منح الاحتجاجات الفرنسية طابعا جزائريا أيضا.

مقالات ذات صلة