الجزائر
الخطر امتد من سلب أموال المواطنين لإزهاق أرواحهم

الإحتيال بإسم أرملة الدبلوماسي المالي يتواصل بتيزي وزو

الشروق
  • 9873
  • 6
ح.م

لا تزال خدعة أرملة الدبلوماسي المالي الذي اغتيل في تفجير إرهابي مزعوم بباماكو سنة 2009، تسقط ضحايا جددا على مستوى ولاية تيزي وزو، رغم عشرات القضايا التي عالجتها المحاكم الابتدائية والجنائية، واثبات التحقيقات الأمنية تأسيس رعايا أفارقة لشبكات دولية مهمتها النصب والاحتيال باسم هذه الحادثة، التي راح ضحيتها عشرات الجزائريين وحتى رجال المال والأعمال، بغية تحقيق الربح ليجدوا أنفسهم أمام العدالة في قضايا تزوير واستنساخ أوراق نقدية.
خدعة أرملة الدبلوماسي المالي تمثلت في استمالة رعية افريقية تدعي أنها أرملة شخصية سياسية ذات نفوذ في مالي، اغتيل في انفجار طائرة، لعدد من الأجانب برسائل الكترونية تخبرهم فيها أنها تحاول استعادة ماله من بنوك أجنبية وتبحث عن شريك يقتني لها منزلا ببلده ويساعدها على الاستثمار فيه، شريطة إبقاء الأمر سرا، حيث تمكنت من الإيقاع بعشرات الضحايا وسلبهم أموالهم بالعملة الوطنية وحتى الأجنبية، إذ كانت تستولي عليها بمعية رعايا آخرين مقابل قصاصات ورقية ومادة سائلة تستعمل في استنساخ الأوراق النقدية، ليختفي المستثمرون فور حصولهم على النسبة المئوية المقدرة بـ10 بالمائة من تكلفة المشروع، وانتهى المطاف بالبعض للاختفاء أو الموت.
الحادثة عادت للواجهة خلال السنة الجارية حين انطلقت التحقيقات في قضية انتحار السيد “د.ت” بقرية تالة عمارة وهو بطل وطني سابق في الفنون القتالية، حيث عثر على جثته معلقة في مقبرة القرية وأغلقت القضية على أنها عملية انتحار لأربعيني مضطرب.
عائلة الضحية لم تستطع هضم القضية خصوصا وان الابن يتمتع بشخصية قوية وغير مضطرب نفسيا ولا محتاج ماديا، فبدأ بالبحث عن أشيائه الخاصة إلا أنها اختفت ساعات قبيل انتحاره كهاتفه النفال وكمبيوتر محمول، قبل أن تظهر بطريقة مشبوهة بعد أربعة أشهر، كما أفاد تقرير تشريح الطب الشرعي بأن موته كان عنيفا والسبب المباشر لموته اختناق ميكانيكي ناجم عن كسور في الرقبة.
التقرير دفع العائلة لإيداع طلبات اعادة فتح تحقيق في القضية التي اعتبروها قتلا مع سبق الإصرار والترصد نفذت بشكل جعلها تبدو انتحارا، حيث عثروا وبعد استغلال جدول اتصالاته انه تواصل مرارا ورعايا أفارقة، ساعتين قبل وفاته، كما صرح سائق طاكسي انه نقله إلى العاصمة من اجل لقائهم، وفي آخر زيارة احضر معه حقيبة مملوءة بالأموال وهذه الأخيرة لم تعثر العائلة على اثر لها.
وبعد إصلاح الكمبيوتر المحمول، تمكنوا من دخول حسابه الشخصي على الفايسبوك وجدوا محادثته مع الرعية الإفريقية التي ادعت أنها أرملة دبلوماسي واتفق معها على الاستثمار في مجال السياحة، كما عثروا على مراسلات وحوالات بريدية.
وصبيحة الحادثة، عثر الشقيق الأكبر على أخيه المتوفى يحاول تنظيف المقهى الذي يعمل فيه بعد ما أوقع محلولا غريبا، وقد أبقي على المحل مغلقا لحد الساعة من اجل التحقيق.
الشهادات التي أدلى بها بعض المقربين لدى مصالح الأمن والحقائق التي توصلت إليها العائلة، بقيت عالقة، حيث راسلوا جميع الجهات المعنية من مدير الأمن الوطني، الدرك الوطني، وزير العدل، النائب العام لدى مجلس قضاء تيزي وزو يطالبونهم بالتحقيق في قضية مقتل شقيقهم، وها هي العائلة تجدد صرختها عبر منبر “الشروق اليومي” للتحقيق في هوية الواقفين وراء مقتل شقيقهم.
جدير بالإشارة أن النصب باسم الأرملة المالية، قد تم استبداله في الآونة الأخيرة بنسخة سورية، حيث ترسل سيدة أرملة مزعومة ايمايلات بشكل عشوائي تحوز “الشروق” على نسخ منها، تقول أنها أرملة مهندس كيميائي من حلب متواجدة في معسكر اللجوء بفلندا، قتل زوجها سنة 2013 لرفضه التعاون والنظام الفاسد، تطلب هي الأخرى مساعدة لجلب أموال زوجها من بنك في انجلترا، على ان تقدم هبة قدرها 30% عند الاستلام ونسبة مماثلة إن ساعدها الشخص على الاستثمار في بلده وشراء منزل.
الخطوات التي تتبعها السيدة السورية تكون نفسها تلك التي أوقعت بها الأرملة المالية العشرات من المواطنين الذين وقعوا ضحايا نصب واحتيال من جهة ووجدوا أنفسهم أمام العدالة كمتهمين لتزوير النقود من جهة أخرى، ما يستوجب توخي الحذر في التعاطي وقضايا مماثلة، خاصة وان شبكات النصب تجيد الإيقاع بضحاياها عبر الشبكة العنكبوتية.

مقالات ذات صلة