الشروق العربي
احتفالات "الريفيون" هذه السنة

الإرهاب يقود الجزائريين من عاصمة الجن والملائكة إلى رمال تاغيت

الشروق أونلاين
  • 6936
  • 0

تغييرات كثيرة مست برنامج الاحتفال بالريفيون هذه السنة، فبعدما كانت عواصم العالم الغربي، وحتى الدول المجاورة تستقطب وفود الجزائريين الراغبين في استقبال مميز للعام الجديد، جاء زلزال الوضع الأمني الذي يهز العالم منذ فترة بما فيه أحداث الهجمات الإرهابية على العاصمة الفرنسية باريس، فاستبدل الكثير من فصول الاحتفال، وها هم الجزائريون ممن اعتادوا على قضاء الليلة الأولى من الوافد الجديد بساحة الشانزليزيه، يتوجهون صوب الصحراء الجزائرية، خوفا من هجمات داعش.

تشعب الإرهاب في العالم يعيد الحياة لجنوبنا مفارقة هي، ولكن…

لو نظرنا إلى العاصمة الفرنسية باريس مثلا، لوجدناها تفتك مكانة الدولة صاحبة أفضل احتفالات “بالريفيون”، من بين كل دول العالم، لسنوات كثيرة مضت، إذ يلتقي فيها آلاف المحتفلين سنويا لإقامة طقوس أشبه بالخيال، يجسدها كرنفال الألوان المنبعث من الألعاب النارية، لكن هذا المشهد الذي يسيل لعاب الجزائريين كغيرهم من الشعوب، طمسته الصور المفجعة وحالة اللاأمن التي تبعت الهجمات الإرهابية الأخيرة على العاصمة الفرنسية، وما تبعها من تشديدات أمنية مست تأشيرات العبور إلى فرنسا، ثم التهديدات التي وجهها لها التنظيم الإرهابي داعش، وتوعده بمزيد من الهجمات المماثلة.. ، كلها معطيات جعلت الجزائريين الراغبين في الاحتفال بالسنة الجديدة يعرضون عن فكرة السفر إلى فرنسا وحتى إلى بلدان أخرى كانت تستقطبهم بصدر رحب بداية كل عام، على غرار الجارة تونس والشقيقة مصر اللتان لازال ينبعث منهما دوي الإرهاب من فترة لأخرى، السيدة رندة مصممة أزياء من العاصمة، تحدثنا قائلة: “لأعوام أزور فرنسا للاحتفال “بالريفيون”’، لكن بعد ما حدث هناك، أصبحت أتوقع سيناريوهات مخيفة، وقررت الاحتفال في تيميمون، فمهما يكن، إن بلادنا تنعم بالأمان..”، وهو رأي سمير، طبيب، اعتاد على اصطحاب عائلته كل بداية سنة للاحتفال في بلدان أجنبية كإسبانيا وفرنسا وأمريكا، لكن العائلة هذه السنة اختارت التوجه برا إلى الصحراء: “في السنة الماضية احتفلنا بروما، وقررنا معا أن نتوجه إلى باريس في السنة المقبلة، لكننا أصبنا بالذعر إزاء وصول الإرهاب إليها، فيما جذبنا حديث الأصدقاء عن احتفالات الجنوب إلى خوض التجربة..”.

صحراؤنا الساحرة آمنة ولكنها تشتكي نقص المرافق

تهرب الجزائريون كثيرا في السنوات الماضية من السياحة الصحراوية، كونها مكلفة مقارنة بالسياحة في الدول الشقيقة، وغير آمنة، بالإضافة إلى أنها لا تمنحهم الراحة المنشودة بسبب قلة المرافق، لكن العكس تماما لوحظ هذه السنة، فقد أقفلت قائمة المتجهين صوب الصحراء الجزائرية للاحتفال “بالريفيون” قبل نظيراتها المتجهة نحو البلدان الأوروبية والعربية، وامتلأت الرحلات جوا وبرا عن آخرها قبل حوالي شهرين من موعد الاحتفال، فالمفرقعات لها صدى خاص، أما الألعاب النارية فتكتسب طيفا آخر في سماء تاغيت، وكما أطلعنا السيد كمال مالك وكالة

Bled voyage

 السياحية ببئر خادم، فإن الجزائريين يمتلكون حب الإطلاع وخاصة أولئك المقيمين بغرب الوطن فإنهم شغوفون باكتشاف الأماكن الجديدة وتمضية أوقات ممتعة فيها، وتعتبر مثل هذه المناسبات فرصة لهم، إذ سارعت الوكالات السياحية لتقديم أفضل العروض والامتيازات، ما أنعش بورصة السياحة المحلية هذه السنة مقارنة بالسنوات الماضية، رغم نقص المرافق وانخفاض استيعاب الفنادق.

وبما أن دخول السنة الميلادية الجديدة تزامن والعطلة الشتوية، فقد كانت الفرصة مواتية لاكتشاف واحات وقصور تيميمون وبسكرة وما جاورهما إلى غاية أقصى الجنوب، والاحتكاك بالثقافة الصحراوية ، وكذا تذوق أنغام الأهليل وما يرافقها من طقوس، مقابل أسعار مقبولة نوعا ما، والتي تراوحت ما بين 18 و50 ألف دينار للرحلة.

مقالات ذات صلة