الرأي

الإسلاميون‭..‬‮ ‬وتصحيح‭ ‬المسار‭!‬

قادة بن عمار
  • 5098
  • 10

يحاول عبد الله جاب الله أن يقدّم صورة غير نمطية عن الإسلاميين المرشحين للصعود للسلطة، وهي نظرة تهدف أيضا للتخلص من التهم الملاحق بها هذا التيار منذ الأزل، بالحديث عن غياب برنامج حقيقي وملموس، حيث يقدّم زعيم العدالة والتنمية رؤيته للتخلص من الفقر ورفع أعداد العمال والقضاء على البطالة واستصلاح الأراضي لرفع مستوى الفلاحة والتخلص من أزمة البطاطا وأخواتها، والتحسين من القدرة الشرائية، وهي نظرة جلبت لجاب الله ومن ورائه التيار الإسلامي العديد من النكت المتهكمة عبر الفايسبوك وصالونات الأحزاب والكواليس الضيقة، بين قائل‭ ‬أن‭ ‬الشيخ‭ ‬يهذي‭ ‬حينا،‭ ‬أو‭ ‬التساؤل‭ ‬في‭ ‬أحيان‭ ‬أخرى،‮ ‬منذ‭ ‬متى‭ ‬رأيتم‭ ‬إسلاميا‭ ‬يتحرّر‭ ‬من‭ ‬خطاب‭ ‬الحلال‭ ‬والحرام‭ ‬في‭ ‬السياسة‭ ‬مثل‭ ‬الدين‭!‬

أدرك جاب الله الذي يزعم أنه مناضل في سبيل بناء الصحوة الإسلامية منذ كان عمره 14 عاما، أنّه لا نفع من التستر فقط وراء برنامج “قال الله وقال الرسول” دون منح الشعب أهدافا محددة، وربط هذه الأخيرة بسياق زمني معين، وهو في ذلك، استند على عدد من الخبراء كما يقول، من الذين يمكن وصفهم بجنود الخفاء في حملته الانتخابية. الأمر ذاته، تتبناه حركة مجتمع السلم ومعها النهضة والإصلاح ضمن تكتل الجزائر الخضراء، رغم أن سقوط بعض زعامات هذه الأخيرة في اللغو الصحفي، وتركيز سلطاني على تصرفات وأقوال غريمه في جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة، جعل من الجزائر الخضراء لا تقدّم نماذج حيوية للتغيير، باستثناء التركيز إعلاميا على الوزير عمار غول، للدرجة التي قال فيها بعض المنتمين لحمس على مواقع الأنترنت، أنه يوجد في الحركة العشرات، بل المئات ممّن يشبهون عمار غول، لكنهم لم يحصلوا بعد على ربع فرصة‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬إثبات‭ ‬أنفسهم‭ ‬وكفاءتهم‭. ‬

ساعد سفر بعض القيادات والرموز من التيار الإسلامي لتركيا واحتكاكهم بالتجربة السياسية الأردوغانية في تصحيح كثير من الأخطاء التي كانوا يمارسون عبرها السياسة، أو يخوضون غمار الحملات الانتخابية بناء عليها، ناهيك على أن كثيرا من هؤلاء يحاولون في الوقت الراهن تقديم برامج حقيقية، تأثرا واستجابة لنصح إخوانهم الذين وصلوا للسلطة في بلدان عربية ليست بعيدة، مثل تونس والمغرب، ولتقليد التجربة الأردوغانية فعلا لا قولا، في الوقت الذي انغمس فيه العلمانيون أو الذين يصفون أنفسهم بالتيار الديمقراطي هذه المرة في الشعارات وبيع الأوهام ورمي التهم جزافا، وإلا كيف نفسر سقوط عمارة بن يونس في فخ الشعاراتية التي يتهم الإسلاميين بإنتاجها منذ عقود، للدرجة التي لم نسمع فيها برنامجا حقيقيا عن حركته الشعبية ماعدا وعده وتهديده بمنع وصول الإسلاميين للسلطة، وهو الأمر ذاته الذي فعله رئيس حزب الكرامة،‭ ‬حين‭ ‬راح‭ ‬يطالب‭ ‬بمناظرة‭ ‬رموز‭ ‬التيار‭ ‬الإسلامي‭ ‬عبر‭ ‬التلفزيون،‭ ‬وكأننا‭ ‬في‭ ‬برنامج‭ ‬‮”‬فتاوى‭ ‬على‭ ‬الهوا‮”‬‭ ‬وليس‭ ‬بصدد‭ ‬اختيار‭ ‬برلمان‭ ‬وحكومة‭ ‬وسلطة‭ ‬جديدة‭!

مقالات ذات صلة