-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الإسلام الدين الواقعي

الإسلام الدين الواقعي

لقد ورث أكثر اللائكيين العرب و”المسلمين” عن الغربيين عداوة شديدة للإسلام؛ بل إن بعضهم أشد حقدا عليه من الغربيين، ولو استطاعوا استئصاله لما ترددو لحظة واحدة.. ولو باستعمال المحرم من الأسلحة، والأشد وحشية من الأساليب.

ومن اللائكيين العرب و”المسلمين” مردوا على النفاق، فهم يخدعون المسلمين إذ يقولون في الإسلام قولا جميلا يرضونهم به، وهم في الحقيقة يضمرون له حقدا شديدا ومكرا كبارا، منتظرين مواتاة الفرصة للإجهاز عليه، وما هم بمستطيعين، ولو ولج الجمل في سم الخياط.

إن ما يصف به اللائكيون العرب و”المسلمون” الإسلام من “تخلف” و”رجعية” و”ظلامية”.. إنما هي أوصاف تنطبق عليهم، والدليل على ذلك هو هذه الحال التي توجد عليها البلدان العربية والإسلامية التي حكموها أكثر من نصف قرن، فردوها بجهلهم، وتخلفهم العلمي والأخلاقي أسفل سافلين .

لا ينقم أولئك اللائكيون من الإسلام إلا أنه لا يساير أهواءهم، ويقف سدا منيعا أمام شهواتهم الشيطانية التي يريدون إشباعها عن طريق الحرام، ويقف جدارا صلبا أمام تحقيق مصالحهم الشخصية التي لا يراعون فيها خلقا ولا قانونا..

إن أولئك اللائكيين من العرب و”المسلمين” يغيرون القوانين كما يغيرون أحذيتهم، ويبدلون القوانين كلما حلات بينهم وبين شهواتهم، ولا يتطلب ذلك إلا حشر أولئك “النوائب”، وشراء ذممهم بدريهمات ليصادقوا على ما أُمروا بالمصادقة عليه من قوانين، ولو كانت في آثارها السيئة على الناس كوانين..

إن من أسباب حنق اللائكيين العرب و”المسلمين” وحقدهم على الإسلام هو أن أحكامه شديدة في مواجهة ما يمارسونه من لصوصية، وتزوير، وفسق، وفجور، واحتكار، ورشوة، وغش، واستبداد؛ إضافة إلى أنهم لا سلطان لهم في نسخ هذه الأحكام وتغييرها، فقد رفعت الأقلام وجفت الصحف.

ومما يردده بعض أولئك اللائكيين المنافقين من العرب و”المسلمين” هو أن الإسلام دين جميل، ومبادئه سامية، وقيمه نبيلة، ولكنه دين “مثاليٌّ”، وهذه الكلمة يرضوننا بها فيكسبون عواطفنا، ويشترون سكوتنا عن أوساخهم..

إن هذه الكلمة هي كلمة كفر لو درى أصحابهم وكانوا يعقلون، إذ أن لازم قولهم ذاك هو أن الإسلام غير قابل للتطبيق، وأن الله ـ سبحانه ـ كان “يلعب” إذ أنزل دينا غير قابل للتطبيق، وكيف يحاسب الله ـ عز وجل ـ الناس وقد أنزل إليهم دينا لا يطبق؟ أي فساد تتميز به “عقول” هؤلاء؟ إن كانت لهم عقول أصلا..

إن العلماء الذين لهم عقول تفكر وتعقل ـ ولو لم يكونوا مسلمين ـ ومنهم الخبير الدولي مارْسيل بْوَازار، يؤكدون أن الإسلام »دين بسيط ومنطقي«، وأنه »يمزج المثالي والواقعي«، وأنه »يصبو إلى التشريع بطريقة واقعية وغير مثالية«، بينما »اللائكية مشروع غير معقول ولا واقعي«. (انظر كتابه القيم: إنسانية الإسلام).

إن أهم دليل على واقعية الإسلام وصلاحه هو ذلك المجتمع الفاسد في جميع الميادين الذي وجده الإسلام، فإذا به بواقعيته يحوله إلى أطهر مجتمع، وأعلم مجتمع، وأغنى مجتمع، وأرحم مجتمع..

إن الحقيقة التي يجحد بها اللائكيون وتستيقنها أنفسهم هي أن الإسلام دين واقعي يبني مجتمعا مثاليا..

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
10
  • عبده GUEN12

    بارك الله فيك شيخنا الكريم فقد بهتّ اللائكيين و من شاكلهم، و أثلجت صدورنا في هذا الحر الشديد. اللهم اطل عمره و أحسن عمله و خاتمته و من أحبه معه.

  • فريد

    السلام عليك يا شيخ
    كلامك درر...وفقك الله

  • Abdoo

    بارك الله فيك وجزاك خيرا .

    اسأل الله أن يوفقك للخير كل الخير

  • farid

    بارك الله فيك يا أستاذنا الفاضل هؤلاء أضلهم الله على علم ليميز الله الخبيث من الطيب

  • mourad

    حفظك الله يا شيخنا الجليل و ادامك ذخرا لااسلام و المسلمين. الخير فى امتى الى يوم الدين, اللهم اكثر من امثاله . بارك الله فيك والله انا فخور انني مسلم الحمد لله على نعمة الاسلام وصلى الله على الحبيب محمد رسول الله وعلى اله وصحبه اجمعين.

  • BRAHIM

    و الله صدقت يا استاذ و اصبت عمق الهدف و لا اقول الا هاته الابيات لاحمد مطر: شهادة
    في ساعة الولادة امسكني الطبيب بالمقلوب فصرخت فوق العادة فردني حرا الى والدتي و قال لها تقبلي العزاء يا سيدتي
    هذا فتى موهوب مصيره في صوته مكتوب
    و قبل ان يغادر العيادة وقع الشهادة. و هذا هو مصير من يقول الحق في الجزائر و يفضح ابناءها غير الشرعيين " ابناء فرنسا"

  • محمد ب

    ...لا ننسى أثر الحروب التحريرية التي كانت نتيجتها قيام دول إسلامية معادية للعالم الغربي ولو لم ترفع شعار الحضارة الإسلامية مهما كان حكمنا على اختياراتها السياسية.ثم بماذا واجه العالم الغربي هذه الدول الناشئة؟ألم يحاصرها اقتصاديا وثقافيا إلا إذا خضغت لإرادته؟لكن مع هذا أليست النماذج المتطرفة في العالم الإسلامي هي التي أساءت إلى الإسلام أكثر من غيرها؟من المفيد أن نتذكر مقاومة بن باديس للعادات والتفكير الرجعي عند من كانوا يمثلون في أعين المجتمع زعماء المسلمين قبل غيرهم واعتمد التعليم كوسيلة للتغيير

  • محمد ب

    إن ملاحظة الأستاذ في مجملها صحيحة أو هي شيء قليل من كثير.لكن هناك تجني على كلمة اللائكية في أصل استعمالها من أصحابها إذ كانت تعني فقط إبعاد رجال الكنيسة المتسلطة عن الدولة وقوانينها وعدم تدخل الدين في الدولة.لكن من جاء بعدهم من رفاة الاستعمار الجهلاء (من اليمين ومن اليسار) أرادوا بوحي من أسيادهم إبعاد الدين عن المجتمع بينما في أوربا الدين في صلب التفكير الشعبي والحكومي.فلنبحث عن أسس قيام هذه الأفكار المعادية بالخصوص للإسلام قبل الحكم على الجاهلين. ما السبب الذي أدى إلى مسايرة هذه الأحكام؟ يتبع

  • نورالدين الجزائري

    مثلا : إذا مات كلبه ! الرصيد البنكي يشير إلى السلبي ، طرد من العمل، سرقت منه سيارته أخذ منه السكن و طرد إلى الشارع بسبب عدم الدفع الشهري ... فلا ينطق بها إلا في حالات كأنه يصرخ و ينادى على قوة عظيمة تخرجه من هذا المأزق الذي البشر لا قوة لهم فيه و لا حيلة . فالصبغة التي صبغنا الله تعالى بها لا يستطيع أي من البشر أن ينفيها قد يكذب على الناس و لكن لا تستطيع نفسه إنكار التوحيد و داروين ما قاله عن أصل الإنسان قردا فقد ساق بعدها بسنين كتيب صرح فيه : صحيح أن هناك قوة عظيمة وراء خلق كل شيء !!! الله !

  • نورالدين الجزائري

    لا يوجد مخلوقا واحدا فوق الأرض إلا و توحي إليه فطرته أن هناك ربا في السماء ، هذه الفطرة ذكرها القرآن بالصبغة بمعنى أنها مختلطة في دمنا و لحمنا ، و الصبغة تختلف عن الطلاء الذي هو فوق الجوهر لا في الجوهر . الكثير من اللائكيين في توبتهم يقولون : و الله كننا نعلم أن ربا موجودا و لكن أردنا فعلا يميزنا عنكم !. الألمان فيهم 60% لائكيين و يقرون بذلك و لا يذكروا إسم الله تعالى بتاتاً إلا في حالات خاصة جداً حيث لا يستطيع أي إنسان إخراجهم منها فيستنجدون بالله تعالى بقولهم : الله ! Mein Gott يقولونها يتبع