-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الإسلام غد أوروبا

يحيى أبو زكريا
  • 13074
  • 14
الإسلام غد أوروبا

استطاع الإسلام بما يملكه من ديناميكيّة ذاتيّة أن يفرض نفسه على الخارطة الغربية، وأن يصبح سؤالا ملحّا على الغربيين بمختلف مستوياتهم الاجتماعية والثقافية والفكريّة.

  • وقد خططّت الاستراتيجية الإعلامية الصهيونية في الغرب أن يكون الإسلام عدوا رقم واحد للحضارة الغربية والغربيين والديّانة المسيحيّة، لكنّ هذا التخطيط نجح في وسائل الإعلام الغربية إلى حدّ ما، غير أنّه أنتج حالة فضول لدى الإنسان الغربي بضرورة التحرك فكريّا لإجراء مراجعة فكرية وثقافية للإسلام من خلال البحث عن الكتب التي تتحدث عن الإسلام والإقبال على شراء معظم الكتب المعرفيّة التي تشرح الظاهرة الإسلامية في أبعادها العقائديّة والتشريعية والثقافيّة، إلى درجة أنّ صحيفة سويدية مشهورة سألت مطربة سويدية مشهورة أيضا عن الكتاب المفضّل الذي تقرأه هذه الأيّام فأجابت بأنّه القرآن.وفي هذا السيّاق، يشار إلى أنّ الكتب التي تتحدّث عن الإسلام باتت تحققّ أعلى المبيعات في معارض الكتب في الغرب، كما أنّ دور النشر الغربية اتصلّت بالعديد من المتخصصّين في الدراسات الإسلامية والحضارة الإسلامية والعربية للكتابة في مواضيع بعينها على صلة بالإسلام، كما أنّ المعاهد الجامعية الغربية باتت تحضّا لباحثين الراغبين في إنجاز أطروحات دكتواره للكتابة عن الحركات الإسلامية أو المذاهب الإسلامية وغيرها من المواضيع ذات العلاقة بالإسلام.
  • أمّا البرامج التلفزيونيّة التي تصوّر حياة المسلمين في أكثر من قطر إسلامي فقد أصبحت من الكثرة بحيث يندهش المشاهد للقنوات الغربية لهذا السيل الإعلامي الذي يتناول ظواهر الإسلام والمسلمين في خطّ طنجة -جاكرتا.
  • ورغم جدارات برلين الاجتماعية والثقافية والسياسية والأمنية والاستراتيجية المتعددة التي أقامها الغرب بينه وبين الإسلام منذ طرد المسلمين من الأندلس ومرورا بالحركات الاستعمارية ووصولا بالغارة الكبرى على عالمنا الإسلامي، إلاّ أنّ الإسلام استطاع أن يصل إلى جغرافيا الغرب، تماما كما تمكنّ الغرب من الوصول إلى مواقعنا على متن البواخر الشراعية فالبواخر الحربية والطائرات، والمفارقة الأساسيّة بين قدوم الغرب إلى مواقعنا الجغرافيّة وذهاب الإسلام إلى مواقع الغرب الجغرافية تكمن في أنّ المعسكر الغربي قدم إلى مواقعنا بقوّة السلاح فيما ولج الإسلام الخارطة الغربية بقوته الذاتية أولا منذ فتح الأندلس وإلى يومنا هذا. بالإضافة إلى ذلك فإنّ حركة انتقال المسلمين من الإسلام وإلى النصرانية ضئيلة للغاية إذا ما قورنت بحركة الأسلمة وسط الشباب والشابات الغربيين والأكاديميين الغربيين التي باتت ظاهرة في حدّ ذاتها.
  • وهذه الديناميكيّة التي يتمتّع بها الإسلام في الغرب لم تكن وليدة تخطيط معمّق واستراتيجية دقيقة من قبل مسلمي الغرب الذين لجأ ثلثاهم إلى الغرب بداعي تحسين الوضع الاقتصادي أو الفرار من الوضع الاجتماعي القائم في واقعنا العربي والإسلامي، بل إنّ جزءا كبيرا من جاليتنا العربية والإسلامية أساءت إلى حضارتهاوحدّت من ديناميكية الإسلام في الغرب بشكل محدود، بل إن الإسلام يملك عوامل القوة الحضارية الذاتيّة.
  •  فماذا لو كان للمسلمين في الغرب تلك الاستراتيجية التي بموجبها يصلون إلى العقل الغربي عبر تفعيل حركة الترجمة من اللغة العربية وإلى اللغات الغربية وعبر تملّك وسائل إعلام هادفة فلو تحققّت هذه المعادلة أي ديناميكية الإسلام زائد وعي المسلمين في الغرب لأمكن في ظرف وجيز أن يصبح الإسلام ظاهرة حضاريةوفكريّة راقيّة، وقد صدق ذلك الأستاذ الأوروبي الذي أسلم وقال لأحد علماء الأزهر : أدركوا أوروبا بإسلامكم قبل أن تتهندس أو تتبوّذ أي تصير هندوسيّة أو بوذيّة .
  • ومع كل ما جئنا على ذكره فقد أصبح مستقبل الإسلام في الغرب سؤالا ملحا ومكررا لعشرات الدوائر والمعاهد، وأفرز هذا السؤال مجلدات وكتبا من الأجوبة وما زال يحرك العديد من الخلايا الدراسية في الدوائر الحسّاسة والمراكز الاستراتيجية السريّة والمعلنة أحيانا.
  • وتذهب بعض هذه الدراسات التي وضعت من قبل منظرّين غربيين إلى أنّ الإسلام في الغرب أصبح حقيقة قائمة لا مناص منها ولا مفّر، فلا يخلو شارع أوروبي من مسجد أو امرأة محجبّة أو مدرسة إسلامية أو ملحمة كتب على بابها: نبيع اللحم الشرعي أو لحومنا مذكاة على الطريقة الإسلاميّة وغير ذلك من التمظهراتالإسلاميّة.
  •  كما أنّ بعض هذه الدراسات تؤكّد بأنّ ملايين المسلمين أصبحوا أوروبيين بحملهم الجنسيات الأوروبية وأنّم متساوون في الحقوق والواجبات مع السكّان الأوروبيين الأصليين، لهم أن يصوتوا ولهم أن يشكلّوا أحزابا ولهم أن يفتحوا إذاعات وتلفزيونات وما إلى ذلك، والأخطر ما في هذه الدراسات إشارة إلى أنّ التكاثر بين المسلمين الغربيين في إضطرّاد فيما النسمة الغربية آيلة إلى الشيخوخة، وقد أشارت دراسة حديثة إلى أنّ نسبة المتقاعدين من الغربيين بعد عشر سنوات سيكون مذهلا والذي سيعوّض مناصب الشغل سيكونون من المهاجرين العرب والمسلمين وبقيّة القادمين من العالم الثالث ومعنى ذلك أنّ المسلمين سيدخلون في قلب المعادلة الإقتصاديّةللغرب والغرب يعتبر أنّ أمنه الإقتصادي كأمنه السياسي.
  •  خطط للمستقبل:
  • يعتبر الغرب شغوفا إلى أبعد الحدود بالدراسات المستقبلية والاستشرافيّة Futurlogieوقد أوجد لهذا الغرض مئات المراكز الاستشرافية التي ترصد حركة المستقبل في الوقت الذي يخلو فيه العالم العربي والإسلامي من أي مركز من هذا القبيل، وتداركا للموقف وإنقاذا للمستقبل الغربي من الأسلمة الزاحفة ذاتيّا بدأت الدوائر الغربية في وضع خطط تقضي بالقضاء على شبح الأسلمة الذي قد يهددّ مستقبل الغرب، ومن هذا الخطط فصل الجيل المسلم المولود في الغرب عن آبائه عبر بذل جهد مضاعف لجعل هذا النشء الإسلامي ذائبا في الخارطة الغربية منسجما مع ثقافتها وعقيدتها، وقد حققّ في هذا المجال بعض النجاح حيث بات مألوفا أن يصبح للشابة المسملة عشيق غربي يعاشرها ساعة تشاء، وقد يحدث أن تجلب عشيقها هذا إلى بيت أبيها كما حدث مع عشرات العوائل المسلمة وعندما أراد الأب المسلم أن يشكل على سلوك ابنته، هرولت البنت إلى سمّاعة الهاتف واتصلت بالشرطة -والعجيب أنّ الأطفال يلقنون في المدارس من قبل المعلمين أنّه إذا نشبت بينكم وبين والديكم خلافات فعجّلوا بالاتصال برقم هاتف الشرطة وهو رقم يسير ويحفظ في ثواني في معظم الدول الغربية، وعندها تتدخّل الشرطة لحماية البنت من معتقدات أبيها، وقد تمنح بيتا لوحدها لتواصل رحلة العشق.
  •  وحدث مرّة أن نهر أب مسلم ابنه المراهق الذي استقدم فتاة شقراء إلى بيت أبيه ليمارس الجنس معها، فاتصّل الابن بالشرطة التي وصلت إلى بيت والد هذا الشاب في ظرف دقائق معدودات، ووجهت إنذارا للأب حيث قال شرطي لوالد الطفل وبصريح العبارة: ابنك حرّ في عورته أو آلته التناسلية وليس لك عليه سلطان، وإذا نهرته مرة أخرى فمآلك السجن، ومثل هذه القوانين شجعّت الأبناء المسلمين وكذا البنات للخروج عن طوع آبائهم والعيش بمسلكية الذين يعتبرون الشرف والقيم من الأساطير المنقرضة.
  • وهناك استراتيجية أخرى يتمّ تنفيذها في الغرب وهي تسهيل والحث أحيانا على الطلاق بين المرأة والرجل المسلمين، باعتبار أنّ الأبناء تضمحّل شخصيتهم وتضعف في ظل أسرة هزيلة ومشتتة، وقد يحتدم العراك بين الرجل وزوجته وعندها تحكم المؤسسّات الاجتماعية بعدم أهلية هذه الأسرة لرعاية الأطفال، باعتبار أنّ الأطفاليحتاجون إلى دفء عاطفي وحنان واستقرار نفسي، وهذا الحكم كفيل بتوزيع الأبناء على العوائل الغربية.
  • وقد أصدرت بعض الدول الغربية قوانين تنص على حقّ رعاية المجتمع لرعاية الأطفال الذين ينتمون إلى عوائل متدنيّة الدخل، وأغلب هذه العوائل عربية وإسلامية، وهذا القانون يجعل الأطفال تحت رعاية عوائل غربية تلجأ إلى تغيير أسمائهم وتعويدهم على الترددّ على الكنيسة أسبوعيا، وفي أحايين كثيرة لا يوافق الوالدان علىما يجرى لأولادهم، لكنّ حجّة المؤسسات الاجتماعية الغربية أنّ الطفل لا يجب أن ينشأ في بيئة عنيفة، والمقصود الخصام المتواصل بين الرجل وزوجته.
  • كما أنّ المدارس الغربية باتت تركّز على تدريس مادة الجنس، وهي مادة ضرورية، وأحيانا ورغم أنّ الصف يكون معظمه من المهاجرين العرب والمسلمين فإنّ المعلمّة تسترسل في توصيفات من شأنها أن تفجّر الشهوات المكبوتة لدى الأطفال وخصوصا في سنّ المراهقة، وهذا ما يجعل نسبة الفساد الخلقي بين الأطفال المراهقين مرتفعة بشكل كبير، وكثيرا ما تدعو البنت الغربية الطفل المسلم إلى أن يطبّق معها ما درسوه أو شاهدوه، وقد بدأ يشاع بين الفتيات الغربيات أنّ العربي أو المسلم وكذا الإفريقي ذو فحولة جنسية، ولذلك تسعى هذه الشقراء أو تلك لاصطياد هذه الأصناف المطلوبة وسط برودة الإنسان الغربي الذي ملّ من هذهالأمور، وقد بدأت بعض الجهات بترشيد هذا المناخ والاستفادة منه لتحقيق المراد المعروف.
  • وفي نظر هؤلاء الاستراتيجيين فإنّ أطفال المسلمين هم الأقدر على نقل حضارية الإسلام إذا كانوا واعين إلى الأطفال الغربيين لأنّهم يتقنون اللغة كأبناء البلد ويعرفون عقلية الأطفال الغربيين، بالإضافة إلى أنّ الأطفال الغربيين فارغون عقائديّا ودينيا ويسهل تعبئتهم وتقديم البديل الإسلامي إليهم، ومن هنا الحرص على تدميرهم وفصلهم عن هويتهم، بالإضافة إلى ذلك فقد يصادف أن يصبح أحد أبناء المسلمين من صنّاع القرار في الغرب، ولا إشكال إذا كان صانع القرار الغربي يدعى محمدا لكنّ مسلكيته غربية قحّة، والإشكال فيما لو كان محمد الواصل إلى دوائر القرار يقتدي بمحمّد الذي أوصل الإسلام إلى المعمورة قاطبة.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
14
  • سمير المُرَبِي

    شكرا على هذا التحليل يا أستاذ و ما كتبته حقيقة مرّة ، فكيف ترى المخرج من هذه الألغام و ما هي الحلول و الإستراتيجية التي يجب اتباعها لحماية المسلمين في الغرب مع تنامي العداء للإسلام من بعض العرب - سياسيين، مفكرين - ؟

  • عبد الرحمن قرة

    سلامي الحار للكاتب يحيى أبو زكريا أريد منكم عنوانه بالبريد الالكتروني اذا ممكن مع تحياتي لكم فريق الشروق اليومي

  • عيشور جمال

    أشكر الأخ أبو زكرياء على مايكتبه على صفحات الشروق وأنا من المدمنين على قراءة كل مايكتبه.أشكرك...

  • حميد

    بارك الله فيك يا أخي يحيا أبو زكريا أتمنا لكم التوفيق في ما يرضي الله وشكراً

  • youcef NICE

    BARACA ALLAHOU FIKA YA ABOUZAKARIA

  • mostafa

    الي تعليق 2
    و الله انت لي ماتفهمى شيئ .

  • محمد زين العابدين

    بوركتَ على هذا المقال أبو زكريا...قال تعالى: "يريدون أن يطفؤا نور الله بأفواههم واللهُ متمٌ نوره ولو كره الكافرون" الآية ... يا أبا زكريا ألا تعلم -وأنت تعلم- أن الإسلام سيدخلُ عقر بيوتهم؟ ألا تعلم أن الإسلام دخلَ عقر بيوتهم؟ السؤال بطريقة أخرى: أين المسلمين الذين سيُدخلون الإسلام لأوروبا من أمثال طينة محمد الفاتح؟ الجواب:... حتىّ ترجعوا إلى دينكم

  • عبد الفتاح زراوي حمداش الجزائري

    بسم الله الرحمان الرحيم
    [ رهبان وأساقفة الفاتيكان يحذرون من الانتشار السريع للإسلام في أوروبا الصليبية]

    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، ثم أما بعد : إن الله تعالى قضى وقدر في اللوح المحفوظ قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة أن دينه الإسلام سيبلغ الآفاق، وسيتنشر انتشارا واسعا في المجتمعات والدول وسيعبر الأقاليم والديار، وسيذهل العالم بقاراته كلها من قبول البشرية لرسالة الإسلام السمحة، وما ذلك إلا لموافقته لفطرة الناس التي جبلوا عليها، وما يحمله من خلال رسالته عقيدة سهلة غير معقدة، وعبادة معتدلة، وأحكام عادلة وحقوق منصفة، واخلاق سامية وآداب نبيلة لأنها من عند الله تبارك وتعالى الذي قال في تنزيله الشريف: { إن الدين عند الله الإسلام}، وقال تعالى :{ أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السموات والأرض طوعا وكرها}، وقال تعالى :{ ومن يبتغي غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}، وقال النبي صلى الله عليه وسلم فيما روى مسلم عن شداد بن أوس رضي الله عنه :[ إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها، وسيبلغ ملك أمتي ما زوي لي منها]، وقال كذلك صلى الله عليه وسلم فيما روى مسلم عن تميم الداري رضي الله عنه :[ ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار، ولا يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله الله هذا الدينـ بعز عزيز أو بذل ذليل، عزا بعز الله به الإسلام، وذلا بذل به الكفر وأهله]، وقد أصبحنا نرى ونسمع ونعايش ولله الحمد هذه المبشرات التي أخبر بها النبي صلى الله عليه وسلم من خلال سنته الطاهرة، فتوسعت أقاليم المسلمين وديارهم، ودخلت أمم كاملة في دين التوحيد، فنشروا بدورهم رسالة الإسلام في سائر الأقاليم والدول المجاورة لهم حتى دخل الإسلام القارات كلها بفضل الله تعالى، فبقي الإسلام قرونا ثابتا قويا رغم الضيق المفروض والحصار المطوق عليه من طرف من يقود الحروب الصليبية، وذلك مصداقا لما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم : [ لن يبرح الدين قائما حتى تقوم الساعة]، وها هو الإسلام اليوم يتوسع وينتشر بسرعة فائقة في سائر الدول والقارات، في أوروبا ونيوزرلندا وأستراليا وامريكا اللاتينية وإفريقيا الجنوبية والصين، فاصبح العالم اليوم كله يسمع بدين الإسلام ويعلم عقاءده وشرائعه وشعائره، فعاد كثير من المسلمين الغافلين إلى تعاليمه وأحكامه، ودخل غيرهم من أهل الملل الأخرى فيه من شتى الشرائح والأطياف فتضاعفت أعداد المسلمين والأرقام في ازدياد مبارك، ولا شك أن هذا الخير المبارك سيزعج دولا ومنظمات وشرائح متطرفة صليبية وسيرفضون هذا التدين الإسلامي الذي يخالف عقيدتهم وديانتهم فيصدر منهم مضاياقات ونداءات إنقاذ بلادهم في زعمهم من التطرف الإسلامي والديانة المحمدية، ولقد حذر السكريتير الخاص لمسؤول الفاتيكان من الانتشار السريع والهائل للإسلام وقيمه المحمدية في الأوساط الأوروبية، خوفا من الأمر الذي يهدد في زعمهم وعلى حد قولهم الهوية الأوروبية، وانزعجت المنظمات الصليبية المتطرفة من سكوت شرائح المجتمع الأوروبي عن تدين الجاليات الإسلامية التي رجعت إلى دينها وعبادة ربها، فأصبحت تظهر هذه الجاليات شعائر دينها وتحترم وتقدس المواسم الدينية والأعياد الإسلامية، وبرزت ملاح التدين في المسلمين في هذا القرن وخاصة عند الشباب والشابات فظهر في نساء المسلمين الحجاب والجلباب، وكثرت المساجد والمصليات في أوروبا، الأمر الذي أربك وأزعج وحرك الناطق الرسمي بسم الفاتيكان حتى أدلى بتصريحه الذي نقلته وسائل الإعلام، والسبب الأكبر الذي حركه هو ابتعاد النصارى الصلبيين عن الكنيسة ورجالها المشبوهين الذين يحكون لهم الأحاجي القديمة والأغلوطات السفيهة، ويوزعون عليهم صكوك الغفران ويشهدون لهم بالجنة والخلود فيها وغير ذلك من الحكايات التي تمنيهم وتبعدهم عن طريق الإستقامة، ورغم ضلال الكنيسة ورهبانها وأحبارها إلا أنهم يبذلون جهودا عظيمة لنصر دينهم ونشر رسالته في العالم الإسلامي، ولقد سخرت أوروبا النصرانية إمكانيات هائلة سمعية وبصرية وخطية بتكنولوجياتها الرقمية الحديثة للقيام بالدعوة إلى عقيدة الصليب والتثليث، فاسمع رحمك الله يا مسلم ما يبذله هؤلاء القوم في سبيل عقيدتهم : تبث محطات نصرانية عبر أقمار صناعية دعوتها ورسالتها الصليبية للقارة الإفريقية والأسيوية خاصة من خلال [راديو الفاتيكان الصليبية ] التي توصل صوت الدعوة الصليبية على مدار الساعة بتعاليم نصرانية تنصيرية عقائدية إلى شعوب المنطقة كلها عن طريق خمس وثلاثين [35] لغة عالمية ومحلية وما ذلك إلا لإيصال صوت دعوة الصليبيين إلى الأمم الإسلامية خاصة لتحريفهم عن دينهم، وتؤكد هذه المنظمات النصرانية المسيرة لهذه القنوات والمحطات والفضائيات دعوتها على القارة الإفريقية والدول العربية والإسلامية خاصة، وما ذلك إلا لغاية تحويلها عن دينها الحنيف الصحيح، فنقول للمسلمين أغزوهم بمحطات الفضاء السمعية والبصرية وكذا المواقع الإلكترونية كما غزوكم، فإنهم لا يتوقفون عن غزوكم عبر الفضائيات والقنوات الإعلامية لإخراجكم من دينكم الحنيف، ولا سيما وأن الإعلام أصبح وسيلة عصرية هدامة تهدم الصفوف وتدمر الدول وتصنع الأمجاد والبطولات وتبني الدول، لأنه يفعل بالدول ما لا تفعله الجيوش والدبابات والطائرات والراجمات والصوارخ العابرة للقارات...

    المشرف على موقع ميراث السنة الجزائري

  • khaled haddar

    salam
    je vu remarci boqum mon ami
    viv lalgerer

  • tayeb de lyon

    salem, baraka allahou fik mon très chère frère abou zakaria ,wallahi votre article a une vision stratégique, malheureusement il ya des musulmants le comprenne pas. "exemple le commentaire n° 2.salem

  • حسين

    أشكرك أخي يحيا أبو زكريا على كل المقالات التي كتبتها عبرجريدة الشروق كما عودتنا عبر تدخلاتك من قبل ولكن أراك هذه الايام غاض النظر عما يجري في الجزائر والكل يعلم ماذا يجري في بلادنا كما كنت تقول في كلامك من قبل حتى القطة والعصفور يعلم مايجري في أمتنا العربية اليوم ومنها الجزائر هذه وجهة نظري أتمنا لكم التوفيق في ما يرضي الله وشكراً

  • محمد

    نشكرك .السيد يحي ابوزكرياء واقول لك اطال الله عمرك.لكن ماذ نقول علي مجتمعنا العربي الاسلامي .هم يدروسونه وبجد اعني المجتمع الغربي .لكن الكارثه في مجتمعناو وانا كجزائري والله اننا نري ما لم نجده في المجتمع الغربي من فضائح.الفساد الاقتصادي اد بنا الي الفساد الاخلاقي يا سيدي اننا واللله تائهون في عالم اصبحنا لا نميز بين المجتمعات في الغرب ثقافتهم هاكذ لكن من نحن لا نملك ثق افة اسلامية ولا ثقافة غربية.وان حاولت ان تتجه الي الطريق فعليك السلام سوف تدفن في سجنا لا يعلمه الا الله .المشكلة في قادة الامه .وعلمائها في اوطاننا ياسيدي هي باالمقاومه وليس باالحوار ام نصمت الي ان يرث الله الارض ومن عليها ......اشكرك سيدي واطال الله عمرك لي تبقي ذخيرتا لهاذ الوطن ولي كافة المسليمين وفقك الله

  • هيبة

    مثل هؤلاء يساهمون في تخلف العرب هم يعيشون في الغرب ولا يفهمونه. عيب ..والله عيب..

  • بدون اسم

    CHOKRANE ALA MAKALIKA ARRAIA WA DOUMTA LANA DHOUKHRENE HAMIENE LIL OUMMA FI DINIHA WA KOULL MOUKAWIMATIHA ALLATI BIHA TANMOU WA TAZKOU WA YACHTADDOU OUDOUHA WA WAJADNAKA KAMA AHIDNAKA DA IMENE ABRA MAWAKIFIKA GHAYRA MOUBADIL WA LA MOUGHAIR CHAMIKHANE FI ALYAA LA TOUDANIHA ALYAAOUNE