الجزائر
"الشروق" تنقل تفاصيل مقتل جمال بن اسماعيل وحرقه والتنكيل بجثته

الإطاحة بالوحوش!

وليد ع
  • 24112
  • 26
أرشيف

الشرطة القضائية: توقيف 36 شخصا بينهم 3 نساء
القبض على طاعن الضحية إثر محاولة الفرار إلى المغرب
محمد شاقور: لم نستعمل الطلقات النارية تفاديا لأي انزلاق أمني خطير
قوات الأمن تحلت بالرزانة وأحبطت مخططات تفجير الوضع

ألقت مصالح الأمن الوطني القبض على 36 شخصا، من بينهم 3 نساء، مشتبها في تورطهم في عملية قتل الشاب جمال بن اسماعيل وحرقه والتنكيل بجثته على مستوى بلدية الأربعاء ناث إيراثن بولاية تيزي وزو، فيما لا تزال التحقيقات في هذه الجريمة الشنعاء متواصلة.
وفي التفاصيل التي كشف عنها مراقب الشرطة، محمد شاقور، مدير الشرطة القضائية بالمديرية العامة للأمن الوطني الأحد، في ندوة صحفية بالعاصمة، فإنه مواصلة للتعليمات النيابية الصادرة عن وكيل الجمهورية لدى محكمة الأربعاء ناث ايراثن بولاية تيزي وزو الناصة على فتح تحقيق حول ملابسات مقتل الشاب جمال بن إسماعيل بمدينة الأربعاء ناث ايراثن بولاية تيزي وزو، فإنّ مصالح الأمن الخاصة قامت بفتح تحقيق في قضية القتل والحرق والتنكيل بالجثة والاعتداء على أعوان الشرطة وانتهاك حرمة اقتحام مقر الأمن، حيث أسفرت التحقيقات عن إلقاء القبض على 36 شخصا مشتبها فيهم من بينهم 3 نساء من بينهن المرأة التي كانت تنادي وتحرض على ذبح الضحية، بالإضافة إلى الشخص الذي طعن الضحية بالسكين وآخر قام بضربه في سيارة “الفيتو” التابعة للشرطة وكذا الأشخاص الذين قاموا بحرق الضحية والتنكيل بجثته.
وأضاف شاقور أن بعض الأشخاص لاذوا بالفرار، غير أنه تم إلقاء القبض على الشخص الذي طعن الضحية وهو يحاول الفرار إلى المغرب، مؤكدا أن التحريات جارية على قدم وساق من أجل توقيف كل من شارك في الجريمة الشنعاء، خاصة أنه تم تحديد هوية المتورطين في قتل وحرق الضحية جمال بن إسماعيل بالأدلة في انتظار القبض على باقي الأفراد.
وبخصوص حيثيات القضية، أوضح مراقب الشرطة أن الضحية جمال بن اسماعيل كان متواجدا بالمنطقة رفقة شخصين آخرين على متن مركبة سياحية، وعند علمه بأنه محل شبهة من طرف مواطنين بإضرام النيران، لجأ للشرطة التي اقتادته إلى المركز، إلا أنه بوصولهم وجدوا المقر محاصرا من طرف حشد من المواطنين كانوا في حالة هستيرية لم تسمح لهم بالدخول إلى المقر.

قوات الأمن تحلت بالرزانة وأحبطت مخططات تفجير الوضع
وبخصوص عدم استخدام عناصر الأمن لطلقات تحذيرية، أوضح مدير الشرطة القضائية أن القيادة أسدت تعليمات بعدم استعمال الطلقات تفاديا لأي انزلاق أمني خطير وهو ما كانت تصبو إليه بعض الأطراف التي تسعى وتحاول إلى تفجير الوضع في البلاد بكل الطرق.
وشرح مدير الشرطة القضائية، قائلا “قوات الشرطة في الأربعاء ناث إيراثن كانت يوم الحادثة مقسمة إلى 3 أفواج عمل، الأول يشارك في إخماد الحرائق، الفوج الثاني كانوا ينقذون شخصين مشتبه فيهما في إضرام النيران، ليبقى الفوج الثالث مع الضحية ويتعرض لمواجهات هستيرية، إذ أن قوات الأمن تحلت بالرزانة وعدم الانسياق وراء الاستفزازات والمخططات الهادفة لتفجير الوضع”.
وختم مراقب الشرطة شاقور تصريحاته بالقول إن “مصالح الأمن تمكنت في وقت قياسي من إلقاء القبض على المشتبه فيهم من خلال تحديد هوياتهم بالأدلة الدامغة، في انتظار القبض على كل من شارك في الجريمة، وأن التحقيق يبقى متواصلا من طرف الأمن الوطني وأنه سيتم إطلاع الرأي العام على التفاصيل”.
من جهة أخرى، اعترف الموقوفون في قضية مقتل الشاب جمال بن إسماعيل وحرقه والتنكيل بجثته بالجرائم التي ارتكبوها في حق الضحية وأجمعوا خلال الإدلاء بشهادتهم على عبارة واحدة وهي “غلطنا في حقوا ..غلطُونا ونطلبوا السماح”.
وقال المشتبه فيه الأول الذي قام بأخذ هاتف وبطاقة التعريف الوطنية للضحية “دخلت لسيارة الشرطة، وقمت بأخذ هاتف وبطاقة تعريف جمال بن اسماعيل وذهبت، كي تقوم مصالح الشرطة بتسجيله، خشية أن يقوم الحاضرون بسرقتها.. إلا أنني لم أنو أن تصل الأمور إلى هذا الأحد وفي الحقيقة أنا غلطت في حقه وأطلب الصفح”.
ومن جانبه، صرح المشتبه فيه الثاني بأنه قام بالدخول لسيارة الشرطة وضرب جمال لأنه سمع من الحضور بأن الضحية ساهم في افتعال حرائق الغابات، ثم انسحب تماما ولا يعرف ماذا حدث بعد ذلك، قائلا “أنا سكان الأربعاء ناث إيراثن يعرفوني خاطيني المشاكل ولكن والله غلطوني..عندما قالوا لي إن الضحية هو من أشعل النيران في المنطقة”.
أما المشتبه الثالث، فقال “كنا بصدد إطفاء النيران التي اندلعت بالمنطقة، وبعدها سمعنا بأنه قد تم توقيف المتسبب في إشعال النيران، تبعنا سيارة الشرطة، وكان هناك جمع كبير أمام مقر الشرطة، وقاموا بالاعتداء على المرحوم، وأنا أيضا قمت بضربه في الوجه عدة مرات، أنا الآن أطلب الصفح، أنا لا أفتعل المشاكل عادة… لقد قاموا بخداعي”.
وبالمقابل، فقد أدلى المشتبه الرابع، وهو أستاذ العلوم الإسلامية، وهو من قام بنشر سالفي مع جثة الضحية، على حسابه بـ”فايسبوك”، قائلا “اتصل بي صديقي القادم من تيزي وزو، وطلب الالتقاء بي بمدينة الأربعاء ناث ايراثن، ذهبت إليه ووصلت مساء إلى ساحة المدينة، أين تم حرق وتنكيل جثة الضحية.. وأنا أمامكم أعترف أنني قمت بنشر الصور على صفحتي بـ”الفايسبوك”، وقلت هذا الذي حرق الغابات وقاموا بحرقه، ولكن بعد مرور بضع ساعات، أحسست أنني قمت بخطأ فحذفتها، قبل أن أسمع من مواقع التواصل الاجتماعي أن الضحية بريء، كما أنني رأيت وجوها غريبة في المنطقة، لم أرها من قبل وحتى أنني شككت في صديقي الذي أراد الالتقاء بي في المنطقة في ذلك اليوم بالضبط”.
وإلى ذلك، صرحت المشتبه فيها وهي امرأة تنحدر من منطقة بوزريعة بالجزائر العاصمة، والتي ظهرت في مقطع فيديو انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وهي تنادي بقطع رأس جثة المرحوم جمال بن إسماعيل، بما يلي “ذهبت مع صديقتي لمنطقة الأربعاء ناث ايراثن، لمساعدة الأهالي هناك، بسبب الحرائق التي ضربت المنطقة كوني ممرضة.. وعندما وصلنا لساحة المدينة رأينا تجمعا هناك، أين كانت جثة المرحوم جمال بن اسماعيل، أعترف بأنني ناديت بقطع رأسه، لأنني خفت يقتلوني كوني عربية، حيث إنهم شكوا فينا ولم أعرف كيف أتصرف، كل الناس خطاؤون، ربي يغفر لي، وأطلب السماح“.

مقالات ذات صلة