منوعات
موسوعة تبسُط أسرار الوحي الإلهي العجيب

الإعجاز العلمي للقرآن في خلق الإنسان والحيوان والنبات والكون

أرشيف

يبحث العالمُ الكبير، هيثم جمعه هلال، في كتابه “موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن“، الصادر عن دار العزة والكرامة الجزائرية، في الجانب العلمي لإعجاز القرآن الكريم، حيث يتحدث عن الإعجاز في خلق الإنسان والحيوان والنبات والكون.

ذلك أنّ علماءنا الأقدمين بحثوا في مسألة إعجاز القرآن، فذهب فريق منهم بأن الإعجاز يختص بكلام العرب وأساليبها، ولكن بعض العلماء رأى أن القرآن الكريم فيه إعجاز علمي وهذا الأخير ظاهر في كثير الآيات، وثمة آيات تتعلق بالإنسان وخلقه، ببنيته وتركيبه ونفسه وروحه، وهيكله العظمي وعضلاته، وثمة آيات تتحدث عن الخلق وبدئه ومبدئه في الكون وفي الإنسان وفي الحياة، وآيات تتطرق إلى واقع السماء والأرض وما فيهما.. الخ.

وفي هذه الموسوعة يقتصر المؤلف بحثه على الجانب العلمي في القرآن الكريم، والمقصود بالإعجاز العلمي هو تلك الدلالات العلمية الخاصة والعامة المجملة والمفصلة، والبيانات الواردة في شأن الأسرار المغيبة وغير المغيبة، وينحو الكاتب في ذلك كله منحى الاعتدال والاعتماد على طبيعة القرآن ولغته الخاصة الإلهية، مبتعدا عن الإفراط والتفريط في هذا الموضوع كله، بل يلجأ إلى العلم في إبراز صورة هذا الوحي الإلهي العجيب وأسراره التي كانت تفاصيلها غائبة عن مصير الصحابة ومنْ بعدهم، بسبب جوهري خاص متعلق بتطور العلم.

وقرر المؤلف في مقدمة عمله أن القرآن الكريم يؤكد حقيقة مهمة، هي البحث والتفكر ومن يقرأه يجد الآيات التي تحرك التفكير وتثير العقل وتجعل البشر يتنبهون إلى ضرورة فهم الوجود.

والقران دلائله كثيرة مستفيضة كلها في أسلوب يلفت النظر فيه تحريك للحواس، ثم إثارة للمشاعر، وتوجيه قويم لها، مع علاج تام تشريعي متعلق بالإنسان، وكل هذا سوف يتطرق إليه الباحث في كتابه.

وأضاف المؤلف أن القرآن وجّه النظر إلى أن الأساس في البحث العلمي هو العقيدة الصحيحة وجعلها الميزان في كل المسائل التي تعتمل في عقل الإنسان، فهي قاعدة صلبة لا يجوز انتقالها، وسارع المؤلف لذكر الضوابط التي يلحظها المتأمل في القرآن كي يكون على بينة من طبيعة بحثه، حيث شدد أن القرآن ليس دائرة معارف، ولا يطلب منه أن يكون كذلك، باعتباره ليس كتابا علميا، بل هو دستور وتشريع من عند الله.

كما حظر القرآن البحث في الأمور المغيبة عن الحواس كالجن والملائكة وذات الله والروح، لأن العقل لا يستطيع أن يدركها، أو لأنها مغيبة عن قدرة الإنسان عن البحث، ما يجعل الحل هو الاكتفاء بالبحث في معاني النصوص التي تحدثت عن هذه المغيبات وإثبات وجودها بما قاله النص عنها.

مقالات ذات صلة