رياضة
الذي استمع إليهم منذ عشر سنوات لا يكاد يعرفهم الآن

الإعلام المصري ينقلب 180 درجة لصالح الجزائر

الشروق الرياضي
  • 6439
  • 11
أرشيف

الانتصار الإعلامي الأهم الذي حققه الخضر بعيدا عن انتصارات الميدان، هو الانقلاب الذي هزّ كيان الإعلام المصري، والمقصود هنا هو بعض الوجوه المعروفة التي حملت فمنذ عشر سنوات قبل وإبان وبعد موقعة أم درمان الشهيرة، لواء محاربة كل ما هو جزائري وهي التي فتحت باب الفتنة على مصراعيه بطريقة رهيبة حتى زلزلت العلاقة القوية بين الجزائريين والمصريين، لم تندمل جراحاتها لحد الآن.

فالإعلامي عمرو أديب الذي كان أول من أشعل الحرب القذرة منذ عشر سنوات، مباشرة بعد فوز الخضر أمام المنتخب المصري في ملعب البليدة بثلاثية مقابل واحد، عندما قال بأن حلمه هو أن يتنكّد الشعب الجزائري وبأن لا يفرح أبدا، ثم زعم بأن مصر هي من علّمت الجزائريين اللغة العربية وهي من أهدتهم الاستقلال، فكان تصريحه النار التي حولت كل شيء جميل بين الشعبين إلى رماد، عندما انطلق البقية وعلى رأسهم إبراهيم حجازي وخالد الغندور ومصطفى عبده في حرب شعواء قبل مباراة القاهرة التي فاز فيها الفراعتة بثنائية مقابل صفر، وتحولت كل حصصهم من دون استثناء إلى الشأن الجزائري، ليس إساءة للفريق الوطني ولاعبيه أو مدربه رابح سعدان، وإنما إساءة للجزائريين حيث كانوا يوجهون الدعوات للفنانين من أجل شتم الجزائر ولم يتركوا حتى تاريخ الجزائر وشهدائها، وكان من بينهم الإعلامي مدحت شلبي الذي حوّل كل حصصه في قناة رياضية تمّ حلها إلى مسلسل لشتم الجزائريين فريقا وشعبا.

الأمور تغيرت الآن رأسا على عقب، فقد تحولت الحصة التي يقدمها مدحت شلبي سهرة كل يوم بعنوان مساء الأنوار، إلى اعتراف صريح بأن الخضر بلاعبيهم ومدربهم وأنصارهم قدموا دروسا راقية، وحتى ضيوفه دفعهم لقول ذلك، وصارت مساء الأنوار عبارة عن حصة جزائرية يبدي فيها إعجابه وهوسه بالمنتخب الجزائري خاصة بعد المباراتين البطوليتين أمام كوت ديفوار ثم امام نيجيريا.

وفاجأ عمرو أديب في إطلالته اليومية عبر حصة الحكاية من آم.بي.سي مصر، المشاهدين فهو لا يرى منتخبا غير المنتخب الجزائري حيث قال عنه بعد نهاية مباراة كوت ديفوار بأن لاعبيه يأكلون الأرض وأوقف برنامجه أول أمس الذي يبث على المباشر، وراح يتحدث عن محرز عندما سجل هدف الفوز في الوقت الذي كان برنامجه يذاع على الهواء وراح يمدح في رياض محرز، ويركز على أنه فرحان بصدق بتأهل الخضر إلى الدور النهائي.

أما خالد الغندور فبقي في قلبه مرض نفسي واضح للعيان، حيث بعد عشر سنوات أطل من منصة قناة المحور، وعلّق على تأهل الخضر بالقول بأن مصر جلبت الحظ للجزائر بعد ما حدث في أم درمان، والذي ألصق أحداثها في الإعلام، وكان صراحة هو من أهم أسباب الفتنة، وحتى عندما تحدث عن النهائي قال في شكل أمنية بأن ساديو ماني هو الأقرب للفوز بجائزة أحسن لاعب إفريقي.

لحسن الحظ يوجد جيل قوي من الإعلاميين الشباب ومن الإعلاميات في مصر من فتحوا صفحة جديدة ورائعة مع الجمهور الجزائري، ومنهم هاني حتحوت وإبراهيم فائق وكريم رمزي وخاصة الإعلامية الشابة ميرهان عمرو التي تحولت إلى مشجعة حقيقية للمنتخب الجزائري، ولكل ما هو جزائري، وإضافة إلى موضوعياتهم وأيضا ثقافتهم الرياضية الواسعة ينشرون الحب بين الشعوب العربية من دون أن تحسّ بالأنانية والنفاق في كلامهم، ومن خلال إطلالاتهم الخفيفة الظل والمليئة بالتحليل الكروي، وليس رمي الورود كما يفعل الآخرون.
ب. ع

مقالات ذات صلة