-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الإفتتاحية: الدرس!

الشروق أونلاين
  • 2174
  • 0
الإفتتاحية: الدرس!

نسيم لكحل:nassim219@ech-chorouk.com

الآن وقد تفرق الجمع من حول العرس الإنتخابي، ليتدبروا أمر الحكومة القادمة، من يكون فيها ومن يكون على رأسها، ومن هي الرؤوس التي حان قطافها أو تلك التي سيستمر بقاؤها؟ويبدو للوهلة الأولى أن هذا أهم حدث بعد الإنتخابات، مع أن الحدث والواجب في اعتقادي أهم من ذلك بكثير، وهو أن جميع المسؤولين في هذا البلد وصناع القرار عليهم أن يستفيدوا من درس الشعب الجزائري في الإنتخابات السابقة، وليس كما قال وزير الداخلية، الذي حاول خلال ندوته الصحفية الأخيرة أن يُفهمنا بأن درس هذه الإنتخابات كان موجها فقط للأحزاب السياسية حين طالبها بأن تكون في مستوى ما يريده المواطن الجزائري، والواقع أن الدّرس موجه للجميع ولجهات ربما أكبر من أحزاب لا تُسمن ولا تغني من جوع أو لنواب أغلبهم لا يبحث إلا عن الريع…

عندما يُقاطع قرابة الـ 65 بالمائة من الناخبين الجزائريين انتخابات برلمانية، وتمرّ هذه الرسالة القوية وكأن شيئا لم يكن، فإن هذه واحدة من كُبريات المشاكل التي جعلت الجزائر تعجز عن التخلص من فترة انتقالية طال أمدها ومن مخالب لعبة توازنات سياسية قذرة راح ضحيتها أصحاب النوايا الحسنة أينما كانوا …؟!

على هذا الأساس بالضبط ووفق هذه المعايير يجب العمل على تحضير طبخة الحكومة القادمة، والتي ستكون هي الجهة الأولى المعنية بفهم رسالة المقاطعة التاريخية التي عرفتها انتخابات 17 ماي 2007، وعندما تفهم هذه الحكومة، بمن فيها ومن عليها، بأن هذا التاريخ لم يكن سوى درس أول له ما بعد، والدرس الثاني قد يكون أقوى بكثير، عندها فقط يمكن أن نأمل أن في هذا البلد مسؤولين يهمهم أمر هذا المواطن المغبون الذي لم يجد ما يعبر به عن نفسه سوى العزوف الإنتخابي الذي أراد البعض أن يصوره في صورة الإهمال الإنتخابي، وهو في الحقيقة “عزوف” وما في ذلك أدنى شك.

الجزائريون المقاطعون منهم والمنتخبون، ينتظرون أداء أفضل من الحكومة القادمة ومن البرلمان القادم، وينتظرون الوفاء بالوعود والعهود، لأنهم ملّوا الكلام، والكلام، فالكلام لا يمكن إلا أن ينتج الكلمات والحروف التي تصنع أصواتا تتلقاها الآذان ولا ترى لها الأعين في أرض الواقع أثرا، فلا مشاريع ولا تنمية ولا جهود، لأن كل ذلك مختصر في الكلام، ولو إلى حين (!?)

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!