-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الإفتتاحية : العقلية الاستعمارية !

الشروق أونلاين
  • 2195
  • 0
الإفتتاحية : العقلية الاستعمارية !

نسيم لكحل
nasim219@yahoo.fr

درس وزير الداخلية الجزائري مع المسؤولين الفرنسيين سبل التنسيق الأمني بين البلدين لمكافحة الإرهاب، الأمر إلى حد هنا معقول جدا على الرغم من أن الجزائر لم تجن شيئا من كل اتفاقات ومبادرات التنسيق التي أقامتها مع عدة دول غربية، حيث تبقى هي الأكثر تضررا من هذه الظاهرة الخطيرة، إلى درجة دفعت الرئيس بوتفليقة إلى اتهام دول أجنبية بالوقوف وراء الإرهاب في الجزائر، ولعل فرنسا قد تكون الدولة الأولى المعنية باتهامات الرئيس بوتفليقة لأنها عهدت ممارسة التخلاط بشتى أنواعه منذ خروجها من البلاد عام 1962.وإذا كان الحال على ما هو عليه فإنه سيكون من الغريب جدا السماع لأخبار تقول أن وزير الداخلية الجزائري نور الدين يزيد زرهوني يدرس مع نظيرته الفرنسية ميشال آليو ماري قضية تأمين الرعايا والشركات الفرنسة العاملة في الجزائر بعد التهديدات التي أطلقها ما يسمى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي الذي تبين أنه ما هو في الحقيقة إلى الجماعة السلفية للدعوة والقتال لا أكثر ولا أقل..
والحقيقة أن الجهات الأمنية في الجزائر تقوم بتأمين الجميع هنا دون استثناء بما في ذلك الوفود الأجنبية سواء كانت دبلوماسية أو اقتصادية أو تحت أي شكل من الأشكال، والوفد الأجنبي الذي استهدفه الإرهابيون مؤخرا مما أدى إلى إصابة فرنسيا ن وإيطالي بجروح كان ضمن وفد للحماية من طرف عناصر الدرك الوطني، ومن هذا المنطق فإن الحماية حق تكفله المواثيق الدولية للفرنسيين ولغيرهم، وبدرجة أولى للمواطنين الجزائريين الذين يدفعون الثمن دون غيرهم.
ومن وجهة النظر هذه فإن لا يجوز أن يتحول طلب الفرنسيين ومساعيهم إلى حق يراد به باطل، وبكل وضوح فإنه لا يجب أن تكون لهم معاملة تفضيلية في هذا الجانب، وإذا كان الأمر يتطلب تعزيزات أمنية إضافية فلن يكون ذلك من أجل الفرنسيين رعايا وشركات فقط، بل من أجل الجميع ولصالح الجميع وخاصة المواطنين المعرضون أكثر للخطر الإرهابي.
الحق يقال.. الفرنسيون يريدون أن يكونوا خير أمة أخرجت للناس هنا في الجزائر بجميع المقاييس، ويريدون أن تكون لهم الأولوية في كل شيء وخاصة في مجالي الاستثمار والأمن، وببساطة إنهم يعتقدون أن حقوقهم في هذا الوطن أكبر من حقوق المواطنين الأصليين.. إنها العقلية الاستعمارية الجديدة لا أكثر ولا أقل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!