-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الإفتتاحية: طعنة في الظهر

الشروق أونلاين
  • 2230
  • 0
الإفتتاحية: طعنة في الظهر

رشيد ولد بوسيافة

مرة أخرى يطعن الجزائريون في الظهر وهم يحتفلون بذكرى 11 ديسمبر، وبحسابات دقيقة فيها شيء من التاريخ وشيء من السياسة وشيء من الدعاية، يضرب الإرهاب في عمق العاصمة مستهدفا طلبة ومواطنين عاديين وموظفين أجانب في خطوة عرت إستراتيجية الدم المعتمدة من قبل ما يسمى بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي.قد تتعدد القراءات وقد تتناقض فيما بينها وكل ذلك لا يهم مقابل مأساة الجزائريين الذين تابعوا مشاهد مروعة لأبنائهم الطلبة وهم يستخرجون من تحت الأنقاض، وشاهدو الجريمة المرتكبة في حق ضيوف الجزائر العاملين في المجال الإنساني الذين يفترض أن تقدم لهم الحماية والتكريم لا القتل بتلك الطريقة البشعة.
إن مخططي الاعتداءين في حيدرة وبن عكنون اعتمدوا رمزية التاريخ ليظهروا أنهم ضمن مخطط دولي معين، كتنفيذ الاعتداء في الحادي عشر من الشهر وفي الثامنة و45 دقيقة بالتوقيت العالمي، وكل ذلك مفهوم على أساس أن الإرهابيون يبحثون عن مبرر خارجي لمواصلة جرائهم في حق الشعب الجزائري بعد أن سحبت منهم المبررات الداخلية.
لكن أن يتم اختيار ذكرى مظاهرات 11 ديسمبر لضرب الطلبة الذين كانوا القلب النابض للثورة التحريرية ، كما يضرب المواطنون الأبرياء في شارع يحمل اسم 11 ديسمبر، فإن كل ذلك يكشف عن إستراتيجية عدمية ينفذها مجرمون تجردوا من كل القيم الإنسانية، استراتيجية تستهدف الجزائر شعبا ووطنا وتاريخا وحضارة.
جريمة أمس لا يمكن أن تمحى من الأذهان بالنظر إلى ما حملته من رسائل موقعة للأسف الشديد بدماء الأبرياء، وبما حملته من رمزية الزمان والمكان، وكذا ثقل الحصيلة من الضحايا والجرحى، وكل ذلك يؤكد أن العدو الذي يترصد الجزائريين على مستوى كبير من المكر والدهاء سمح له بالوصول إلى أماكن تشتهر بإجراءات أمنية مشددة لم تصل لها ضربات الإرهاب خلال العشرية الحمراء.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!