الرأي

الإنسان الأكمل والدين الأقوم

كارين آرمسترونج أستاذة في جامعة لندن، عاشت فترة من حياتها راهبة، فحرّمت على نفسها وحرمتها طيبات أنعم بها المنعم – جل جلاله- على البشر، فضلا منه وتكرّما. وقد استنكر في كتابه الأقوم على من حرّم ما أحلّه للناس فقال: “قل من حرّم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق؟”. ومن هذه الزينة والطيبات الزواج الحلال وما يثمره من أفلاذ الأكباد.

وبعد أمة من الترهبن تبيّن لكارين ارمسترونج أن هذا الترهبن هو اختلال في النفس، واعتلال في العقل، بخروج الإنسان عن فطرة الله – عز وجل – التي فطر المخلوقات عليها، وإعراض عن سنته التي اهتدى بها واقتدى أتقى عباده وأصفاهم، وهم أنبياؤه الكرام ورسله المصطفون الذين اتخذوا أزواجا، وما يعتل في ذهن إنسان – ولو كان ناقص عقل أو عديمه- أن “راهبا” أو “راهبة” أفضل من رسول أو نبي وأكثر عفة… (انظر فضائح) الرهبان والراهبات في كتاب “التاريخ الأسود للكنيسة”: للقسيس بيتر دي روزا، فلما تبين لها ذلك “طلقت” الترهبن وعادت إلى حياة البشر العادية.

لقد ألفت هذه الأستاذة عددا من المؤلفات، منها كتابان عن أشرف إنسان وأفضل رسول، سيد ولد آدم، محمد عليه الصلاة والسلام.

عنوان الكتاب الأول هو “محمد” – صلى الله عليه وسلم- انتهت في آخره على التأكيد – بعد الدراسة والمناقشة – أنه – عليه الصلاة والسلام- “يعتبر الإنسان الكامل” (ص388)، ونحن نقول ونؤكد أنه “الأكمل”، و”الأعظم” كما جاء في كتاب “المائة الأوائل، أوّلهم محمد، عليه الصلاة والسلام، للعالم الأمريكي “مايكل هارث”..

وأما الكتاب الثاني لهذه الأستاذة فإن عنوانه يصفع وجوه ناقصي وناقصات، وعديمي وعديمات العقل والدين، وإن تمظهروا وتمظهرن بـ “العقلانية” و”العلم”، وادعاء التقديم والحداثة.. هذا العنوان الرابع هو “Muhammad a prophet for our Times » ومعناه بلساننا العربي هو: “محمد – صلى الله عليه وسلم- نبي لزماننا” مؤكدة مرة أخرى للعمي الصمّ منا ومنهم أن “محمدا – عليه الصلاة والسلام- شخصية مجاوزة للزمان. (ص26)

وتلقم أفواه النابحين والنابحات هناك وهنا “أن الإسلام لن يختفي ولن يخبو”، (محمد- عليه الصلاة والسلام- ص 393). ويؤكد ما جزمت به هذه الأستاذة ما نقرأه وما نسمعه وما نراه من إقبال العلماء والمفكرين ورجال الدين من اليهود والنصارى ومن الملاحدة في جميع أنحاء العالم على الإسلام.. وآخرهم الطبيبة الفرنسية “بيترونين صوفي” التي شرح الله صدرها، فاهتدت بعقلها السلام، ورأيها الحصيف إلى الإسلام، وتسمت باسم “مريم”، رغم أنها كانت رهينة عند أناس نجهل هويتهم وأهدافهم في دولة مالي..

وإننا بمناسبة مولد رسول الله – عليه الصلاة والسلام- نوجه هذا الكلام لكل الضالين المغرورين في كل مكان في العالم، وفي وطننا- وأذكر هؤلاء “الجاهلين” – ولو حملوا أعلى الشهادات – بمقولة المفكر والكاتب الألماني “جوته” وهي: “إن الإسلام لهو الرأي الذي سنقرّ به جميعا إن عاجلا أو آجلا”. (كاترينا مومزن: جوته والعالم العربي” ص 223. سلسلة عالم المعرفة – الكويت) وهنيئا للمسلمين، بل للناس أجمعين بميلاد رحمة الله للعالمين، محمد عليه أفضل صلاة وأزكى تسليم، وثبتنا على الإسلام.

مقالات ذات صلة