-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة.. الأولياء مسؤولون عن ضياع الأبناء

نسيبة علال
  • 544
  • 0
الإهمال العاطفي في مرحلة الطفولة.. الأولياء مسؤولون عن ضياع الأبناء

تبدأ شخصية الإنسان بالتكون خلال الأشهر الأولى من حياته، ويعد الوالدان المسؤول الأول عن مقوماتها، فهما المحيط الأقرب إليه، وهما اللذان يزرعان القيم فيه تدريجيا إلى غاية وصوله سنوات العشرينات، حين تكتمل معالم الشخصية، ويظهر الفرد ما إن كان صالحا نافعا للمجتمع أم غير ذلك.

كوارث المراهقة امتداد لطفولة عشوائية

يصف الأولياء والأقارب وحتى المربون في المؤسسات التعليمية بعض الأطفال بكونهم أشقياء، يثيرون المتاعب، ويحذرون من مستقبلهم، مع هذا لا يمكن لأحد أن يحكم على شخصيتهم وأفعالهم ما لم يبلغوا سن المراهقة، فمرحلة ما بين الاثنتي عشرة سنة إلى الحادية والعشرين، تعتبر من أكثر الفترات العمرية التي تسجل فيها مختلف الانحرافات الجذرية، التي تحدد مصير ومستقبل كل شخص. تقول الأخصائية النفسية، نادية جوادي: “تبدأ تربية الأولياء في الانعكاس على سلوك أبنائهم، انطلاقا من سن 12 عام، هناك حيث يبدؤون بالتسلل خارج طوعهم، وتصير لهم بعض الخصوصية، المتكونة من أصدقاء غرباء، ومشاوير قد لا تعرف عنها الأم، ويشرعون في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، حيث إن الإحصائيات تشير إلى أن 81 بالمئة من الأشخاص الذين انخرطوا في عالم المخدرات، فعلوا ذلك في هذه الفترة العمرية، أما أكبر المجرمين عبر العالم فقد ارتكبوا أولى جرائمهم في فترة المراهقة هذه، كنتيجة لإهمال الأولياء ليس إلا”.

المستوى الفكري انعكاس لاهتمام الأولياء بقدرات الطفل

والفشل الدراسي دليل إهمال

يرجع الجميع مشكل التسرب المدرسي إلى غياب متابعة الأولياء للمسار الدراسي لأبنائهم، حيث إن الطفل مهما كانت قدراته الفكرية عالية، ما لم يحظ بالاهتمام ومحاولة تطويرها، فإنه لن يحرز نتائج تذكر، على العكس تماما من ذلك، ستدفن قدراته وتتراجع، ويمكن أن يصاب باضطرابات نفسية تفقده الثقة بالنفس في سن مبكرة، إذ نادرا ما يتحول التلاميذ الكسالى المتأخرون في التحصيل المدرسي إلى طلبة ناجحين متفوقين بعد تجاوزهم مرحلة التعليم الابتدائي. فبحسب دراسة أجراها باحثون في قسم علم الاجتماع بجامعة الجزائر 2 سنة 2014، تبين أن

2 بالمئة فقط هي نسبة التلاميذ الذين يرتقون سلم التفوق ابتداء من مرحلة التعليم الأساسي، فئة متواضعة جدا تشير إلى بعض التلاميذ النابغة، أو الذين كانوا يعانون مشاكل أسرية أو صحية، ويتم تصليحها والتكفل بهم نفسيا واجتماعيا.

التورط في قصص غرامية والهروب من المنزل

غياب الأمان وتأثير الشح العاطفي من الآباء

ترتفع يوميا حالات هروب القاصرات من البيت الأسري، ليلحقن بفارس الأحلام، نتحدث عن معدل حالتين أسبوعيا على مستوى التراب الوطني، تشير أغلب التحقيقات بعدها إلى أن القاصر غادرت منزلها بتحريض من صديق مراهق أو شاب. وهذه واحدة من النسخ الأسوإ للعلاقات الغرامية التي باتت تتورط فيها فتيات في سن المراهقة، تحت تأثير الحياة الوردية المعروضة على مواقع كأنستغرام وتيك توك، تقول دراسات نفسية أطلعتنا عليها الأستاذة نادية جوادي: “تزداد حركة الهرمونات لدى الفتيات في سن البلوغ ما يولد لديهن مشاعر مثل الحاجة إلى الحنان والاحتواء والاهتمام، وبما أن الكثيرات لا يحظين بها في المحيط الأسري، خلال طفولتهن، فإنهن يبحثن عنها لدى أشخاص غرباء، وفي الغالب يحصلن عليها من خلال علاقة غرامية، تتباين شدة التأثر فيها، ما قد ينعكس سلبا على سلوك الفتاة بشكل واضح، بدءا من إلهائها عن دراستها ومستقبلها إلى تورطها في السرقة والهروب والكثير من الآفات الخطيرة الأخرى، من بينها الحرقة.. كل هذا بسبب الشح العاطفي، في مرحلة الطفولة والمراهقة”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!