-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الاتحاد الإفريقي يخسر معركة ليبيا.. وحرب السيادة مستمرة

الشروق أونلاين
  • 1139
  • 0
الاتحاد الإفريقي يخسر معركة ليبيا.. وحرب السيادة مستمرة

.. وأخيرا.. أعلن الاتحاد الإفريقي اعترافه بالمجلس الوطني الانتقالي ممثلا للشعب الليبي ودعا الى تشكيل حكومة انتقالية شاملة تمثل جميع الأطراف، وهو أضعف الإيمان، لتشغل لاحقا مقعد ليبيا في الاتحاد الإفريقي.

  • إنها معركة أخرى يفشل فيها الإتحاد الأفريقي كتنظيم إقليمي فشلا ذريعا وقاسما، في إطار حرب وجود واستقلال جديد يخوضها الأفارقة، دبلوماسيا، سياسيا، استراتيجيا وتنمويا، ومناهضة ثقافة المغلوب، بالتمترس وراء قيم التحرر ورفض الوصاية، التي يبدو أن جلادي الأمس مازالوا يمارسونها بكل تبجح وقبح تحت شعار قديم جديد “الحرية والديمقراطية”، رغم أن الأفارقة تبنوا هذه الثقافة في القانون الأساسي للاتحاد، من خلال رفض الانقلابات والاحتكام الى الصناديق لتجاوز الصراعات والنزاعات التي تستنفد مقدرات القارة المتواضعة وتمزق جغرافيتها ونشرتها السمراء.
  • انطلاقا من الأزمة الليبية، تحديدا، حاول الإتحاد، من خلال مبادرة الوساطة، إنقاذ ما تبقى من مصداقيته لدى الأفارقة قبل الآخرين، بمقاومة هيمنة وشمولية قوى الغرب، وفي مقدمتها فرنسا، التي مازالت تتصرف بفكر الوصاية والاستعمار، حيث تجد الجزائر، باعتبارها أحد مؤسسي “النيباد” والإتحاد ومهندسي مبادئه، وحساسيتها الكبيرة لرائحة “السردوك” الفرنسي، ويحكم التجربة والمعاناة، الى جانب جنوب أفريقيا ونيجيريا وموريتانيا، في جبهة المواجهة المتقدمة، وهو الالتزام الجماعي الذي كان وراء موقفها الجذري من الأزمة الليبية، الى جانب ثوابت أخرى، وفي مقدمتها عدم التدخل في شؤون الغير وحشر أنفها في تقرير مصائرهم، وعدم الانتحار الدبلوماسي والاستراتيجي بدخول نفق مظلم مجهول المخارج والمنافذ.
  • الإتحاد الأفريقي، ورغم الموقف القوي المعبر عنه بشأن معارضته لمطاردة محكمة الجنايات الدولية للرئيس السوداني، عمر البشير، تلقى ضربة قاسية في نزاع ساحل العاج، وقبلها الكونغو الديمقراطية، وقعته باريس، وبالتحديد ساركوزي، الذي يجد في القارة السمراء، مستعمرة الأمس، مرتعا وفضاء لاستعراض العضلات واستفزاز الشعوب ومزاحمة الهيمنة الأمريكية، مختفيا وراء مظلة الاتحاد الأوروبي وهيئات الأمم المتحدة، بينها مجلس الأمن، وتارة أخرى وراء منظمة الفرانكوفونية، حيث لا تزال تحافظ الجزائر على صفة العضو الملاحظ، وقمة فرنسا ـ إفريقيا.
  • ومازال أمام الاتحاد الأفريقي معارك أخرى، كحالة الصحراء الغربية، آخر مستعمرة في إفريقيا، وبعض بؤر التوتر الدامية، وعلى رأسها الصومال، وما تبقى من أزمات السودان، الى جانب الفقر والأمراض، والجفاف، وقبل هذا وذاك، انتزاع موطئ قدم في مجلس الأمن في إطار إصلاح المنظومة الأممية، ليكون لسان حال القارة السوداء المسحوقة.
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!