الجزائر
رئيس هيئة الإفتاء في جمعية العلماء المسلمين يعلن:

“الاحتفال بالمولد النبوي غير جائز شرعا”!

عبد السلام سكية
  • 42953
  • 144
ح.م
رئيس هيئة الإفتاء في جمعية العلماء المسلمين الشيخ بن حنفية العابدين

أنكر رئيس هيئة الإفتاء في جمعية العلماء المسلمين، الشيخ بن حنفية العابدين، الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وأكد “أن الاحتفال بالمولد لم يفعله السلف الصالح”، وشدد أن “هذا الاحتفال، لا يصح أن يكون تعبيرا عن محبة المسلم لنبيه صلى الله عليه وسلم، لأن المحبة تقتضي الطاعة والمتابعة”.

نشر الشيخ بن عابدين، كلمة موجزة تحت عنوان “مُخْتَصَر حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف”، قدر من خلالها عدم مشروعية الاحتفال بهذه الذكرى، وقال “إن الاحتفال بالمولد لم يفعله السلف الصالح، ولو كان ذلك مما يعظم به النبي صلى الله عليه وسلم، أو مما يبرهن به على محبته، كيف لا يهتدون إليه؟ لا الصحابة، ولا من بعدهم من التابعين، وتابعيهم، ولا فعله من جاء من بعدهم، إلى أن مضى نحو خمسة قرون، وقد كان المقتضى لهذا الاحتفال وهو المحبة والتعظيم قائما عندهم أعظم من قيامه فيمن تلاهم، وكان المانع غير الشرعي مفقودا، حيث لم يكونوا مقهورين مجبورين على تركه، فإن بيضة الإسلام كانت محمية، وأحكامه كانت في الجملة نافذة، وهم أدرى من غيرهم بمحاب الله ومراضيه، وأعلم بما يكرهه ويسخطه، والسلف الصالح مشهود لهم بالخير، فعملهم بالشيء دليل على أن له أصلا”.

وتحدث الشيخ صاحب كتاب “العجالة في شرح الرسالة”، عن بداية الاحتفال بالمولد النبوي وقال “لم يقل بهذا الاحتفال مجتهد من المجتهدين، لا من أئمة المذاهب المعروفة، ولا من غيرهم ممن عرفوا بالعلم والتقوى خلال الخمسمائة عام الأولى، غير أن عجبك أيها المؤمن يزداد، حين تعلم أن الذين أحدثوا هذا الأمر ليسوا من عوام المسلمين، الذين قد يحملهم الجهل على فعل ما يحسبونه خيرا، فمقاصدهم حسنة مع أنهم ضلوا السبيل”، وتابع “وإنما أحدث هذا الاحتفال كما ذهب إليه أهل العلم أناس اشتهروا بالزندقة والنفاق، فأظهروا الإسلام، وأبطنوا الكفر، وكانوا إحدى الفرق التي تلاقت في الأهداف، وإن اختلفت في الوسائل ضمن سياق عام، استهدف ضرب الإسلام، وإفساده من الداخل وقد ابتدأ عملهم بإيقاد نار الفتنة، وتعميق الخلاف، وتدبير الاغتيالات، إنهم بنو عبيد الله القداح، الذين طعن جمهور أهل العلم في دعواهم الانتساب إلى فاطمة الزهراء، ورجع بعضهم بنسبهم إلى اليهود، وأرجعه بعضهم إلى النصارى”.

وقدم الشيخ فتاوى لكبار علماء الأمة بشأن مشروعية الاحتفال ومن ذلك “من العلماء الذين اعتبروا الاحتفال بيوم المولد بدعة تاج الدين عمر بن علي اللخمي المالكي، المشهور بالفاكهاني رحمه الله وقد نقل السيوطي كلامه برمته في الحاوي ومنه قوله… بل هو بدعة أحدثها البطالون وشهوة نفس اعتنى بها الأكالون”، ويتابع الشيخ بن حنفية “ومن العلماء الذين اعتبروا هذا الاحتفال بدعة، ابن تيمية رحمه الله فقد قال: وأما اتخاذ موسم غير مواسم الشرعية كبعض ليالي شهر ربيع الأول، التي يقال بها ليلة المولد، أو بعض ليالي رجب، أو الثامن عشر ذي الحجة، أو أول جمعة من رجب، أو ثامن شوال الذي يسميه الجهال عيد الأبرار، فإنها من البدع التي لم يستحسنها السلف ولم يفعلوها”.

وخلصت الرسالة الموجزة للشيخ بن حنفية العابدين “ثم اعلم أيها المسلم أن العمل لكي يكون مقبولا، لا بد أن يكون خالصا وصوابا، والخالص هو ما ابتغي به وجه الله تعالى، والصواب هو ما كان على السنة، وقد روى الدارمي أن سعيد بن المسيب رأى رجلا يصلي بعد العصر ركعتين يكثر، فقال الرجل لسعيد: يا أبا محمد أيعذبني الله على الصلاة؟ فقال: لا، ولكن يعذبك بخلاف السنة، والمقصود أن المرء قد يعمل ما يبدو صالحا ومع ذلك يأثم ويعاقب لتقصيره في طلب معرفة الحق”.

مقالات ذات صلة