-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
نجم الأغنية العربية إيهاب توفيق لمجلة الشروق العربي

الاحتلال أظهر من هو المجرم والإرهابي وأنا لم أر مثل صبر الفلسطيني وصموده الأسطوري

طارق معوش
  • 1100
  • 0
الاحتلال أظهر من هو المجرم والإرهابي وأنا لم أر مثل صبر الفلسطيني وصموده الأسطوري
تصوير:إسلام بوراس

نجم له تاريخ فني حافل بالنجاحات، قدَّم من خلاله ما يزيد على مائة أغنية مميزة، تنقل فيها بين جميع الألوان الغنائية ببراعة، حتى تربع على عرش الأغنية الشبابية لما يزيد على عشرين عامًا، فشارك جمهوره ذكرياتهم، وأصبحت أغنياته جزءًا لا يتجزأ منها، هو واحد من نجوم مرحلة مهمة جدا شهدت تغيُّرًا كبيرًا في شكل الأغاني، إيهاب توفيق، الذي بدأت عودته للفن مؤخرًا بشكل تدريجي، ما جعلنا ننتهز الفرصة للقائه..

حديثنا مع إيهاب توفيق، لم يكن حديثا عن الفن فقط، بل عما يعانيه الشعب الفلسطيني من مجازر يومية..

الشروق: في البداية.. أعلم مدى حزنك الشديد على ما يدور في فلسطين وقلوبنا معهم جميعا..

– كلنا في نفس الحزن، والكل يعلممدى محبةالشعب المصري لوطنهم الثاني فلسطين، ونرى بأعيننا مدى هذا الحب.

الشروق: كفنان عربي غنى ولايزال يغني للقضية الفلسطينية، كيف ترى حالة التصعيد الإسرائيلي ضد سكان قطاع غزة؟

– ليس جديدا على الاحتلال ما يقوم به من أفعال، فلسطين شعب محتل منذ 75 عاما، ومجازر الاحتلال منذ ذلك الوقت لم تتوقف، والأزمة كلها الاحتلال، والموضوع ليس عملية طوفان الأقصى وما تم بعدها، لكن العدوان الإسرائيلي هذه المرة، بالفعل، الأكثر دموية على الشعب الفلسطيني الصامد الصابر في أرضه، الذي يدافع عن حقه، الذي أدار العالم له ظهره، وأصبح يرى بعين واحدة فقط.

 الشروق: برأيك، هل الفن له دور في نصرة القضية والتعريف بها؟

– طبعا بالتأكيد، وأنا من أكثر الناس الذين عملوا على ذلك، وأنا بصفتي فنانا عربيا، عملت على ذلك، لكوني ابن مصر، وقدمت كثيرا من الأعمال الفنية التي تتحدث عن القضية.

 الشروق: كيف ترى الأوضاع فى الأراضي الفلسطينية في ظل حالة التصعيد؟

– لا يوجد أسوأ من الصورة التي نراها، فالوحشية التي تتعامل بها سلطات الاحتلال مع المواطنين العزل من كل شيء لا يمكن وصفها، فقد استهدفوا المستشفيات والمرضى، أي حديث قد يصف ذلك؟! فقد قتلوا الطفل والشيخ والطبيب والمسعف، والمرأة والجدة.. فهو احتلال أظهر من هو المجرم والإرهابي، أين من ينادي بحقوق الإنسان، وأين مجلس الأمن؟.. فهم ظالمون، وهذه المجزرة أمام أعينهم، ولا يستطيعون حتى الكلام.. وهناك مثل مصري يلخص هذا الكلام وهو: «يا فرعون إيه فرعنك»، وهو ينطبق على إسرائيل، فلا يوجد ردع لها.

 الشروق: ما رسالتك إلى أهلك؟

– لا توجد رسالة، لكنهم علمونا وعلموا العالم معنى الصبر والصمود، وأنا لم أر مثل صبر الفلسطيني وصموده الأسطوري، الصبر الذي تراه والصمود، رغم الشهداء الذين استهدفوا أمام أعين العالم، وأمام كاميرات التليفزيون، تجد الشعب صابرا، وصامدا، فهل مثل هذا الشعب يعرف الهزيمة؟.. والله هذا الشعب لن يهزم، فهو صاحب الحق.

أذواق الناس تغيرت والبعض لم يستطع التعايش أو تقبُّل الفن الهابط

الشروق: اختفاء شركات الإنتاج من السوق الغنائية من أهم المتغيرات على الساحة.. ما مدى تأثير ذلك على الفنان، وعلى الغناء بشكل عام؟

– هذا شيء غير سليم بالمرة، فالفنان يجب أن يكون فنانًا ومبدعًا فقط، والتاجر يجب أن يكون تاجرًا فقط، فأنا مع التخصص، ومعظم الفنانين القدامى فشلوا في الإنتاج لأنفسهم، فالمجال يعاني فعلًا.

الشروق: لمَ قلّ إنتاجك الغنائي في السنين الأخيرة، وما سبب الغياب؟                   

-الأحداث المتلاحقة التي مرت بالوطن العربي، في السنوات العشر الأخيرة، جعلتنا دائمًا في حالة ترقُّب للأحداث.. وجعلت أذواق الناس تتغير كثيرًا، بالإضافة إلى أن الاختلافات الجوهرية في طريقة السمع وطريقة التلقي أثّرت علي وعلى العديد من الفنانين من أبناء جيلي سلبًا، كما أن الظروف الإنتاجية التي نمر بها سبب أيضًا في ذلك.

الشروق: وبِمَ تفسر حالة الحنين إلى الأغاني القديمة؟ 

– أفسره بأن البعض لم يستطع التعايش أو تقبُّل الفن الهابط، وأن هناك من يرفض ما يتم تقديمه الآن وما يتم نسبته ظلمًا إلى الأغاني الشعبية، في حين إن الأغنية الشعبية كانت دائمًا أغنية جميلة، بها ألحان مميزة وكلمات جيدة، وتغنيها أصوات أكثر من رائعة.

الشروق: في الوقت الذي ظهرت فيه كان هناك هجوم على الأغنية الشبابية على عكس ما يحدث الآن.. هل ظُلمت أنت وأبناء جيلك؟

– لا، لم نُظلم، على قدر ما يجب أن يدفعنا هذا إلى الاجتهاد أكثر ومحاولة المواكبة، ولكن بطريقة جيدة وتطوير ما نقدمه حتى يتماشى مع الذوق العام.

الفنان موهبة في المقام الأول وبجانبها الأشياء الأخرى

 الشروق: حصلت على الدكتوراه في الموسيقى في قمة نجوميتك وانطلاقك..برأيك، هل يجب على الفنان أن يكون متخصصًا أكاديميا؟

– أنا، عن نفسي، كنت أفضل أن أدعم موهبتي بالدراسة، وكنت من البداية أرغب في استكمال دراستي وصقل نفسي فنيا بالعلم، ولكن، هذه ليست قاعدة، فالبعض يختلف معي في ذلك، ولا أنكر أن هناك العديد من الناجحين اعتمدوا على موهبتهم فقط من دون تخصص.

 الشروق: لو نذكر منهم…يقاطع ويرد

– إطلاقا..

الشروق: قدمت خلال مشوارك أغلب الألوان الغنائية وتنقلت بينها بسهولة وبنجاح.. هل يعود ذلك إلى الموهبة أم إلى الدراسة؟

– الدراسة بالفعل ساعدتني كثيرًا على فهم الأنواع والألوان الموسيقية المختلفة، وأن أستوعب الألحان التي بها نقلات وأقدمها، وكان من الممكن أن تكون صعبة على عدد من الفنانين، ولكن الفنان موهبة في المقام الأول وبجانبها الأشياء الأخرى.

 لو فكرت سابقًا في السينما لصنعت تاريخًا سينمائيا لا يقل عن تاريخي في الغناء

 الشروق: حققت أغنيات التسعينيات نجاحات كبيرة بالنسبة إليك وإلى جيلك، ما السبب في ذلك…  هل من الممكن أن تعيد توزيعها مرة أخرى أو تقديمها بشكل جديد؟

 – في فترة التسعينيات، كان الوضع مختلفاً تماماً..في الكتابة والتلحين والأغنيات.. وكنا نقدم عملاً مميزاً، والجمهور كان يقابله بترحاب كبير، ويدخل القلوب مباشرة. لذلك، نجحت تلك الأغنيات، وظلت حتى وقتنا الحالي، ونافست أغنيات الوقت الحالي أيضاً وبشدة، ولديّ الرغبة في إعادة تقديم بعض أغنيات تلك الفترة بشكل مميز، دون تخطي الأمور القانونية للصناع بالطبع.

الشروق:طيب.. هل تُغيِّر في الكلمات والألحان التي تعرض عليك أم تتقبلها كما هي؟

– بالطبع، أغير فيها حتى أطوع الأغنية على شخصيتي، فأضيف على الجمل اللحنية ما أراه مناسبًا، وأغير فيها ما أجده أفضل، أما الكلمات، فعندما أعترض على بعض الألفاظ بحسب رؤيتي، أستبدلها بعبارات أخرى أكثر تعبيرًا وبنفس المعنى.

الشروق: لمَ لم تخض تجربة التمثيل حتى الآن مثل أغلب المطربين؟

-عُرضت علىَّ قديمًا الكثير من الأعمال، وحتى الآن مازلت أتلقى بعض العروض، ولو كنت فكرت في هذا الاتجاه سابقًا كنت صنعت تاريخًا سينمائيا لا يقل عن تاريخي في الغناء، ولكنني قررت التركيز في شيء واحد فقط، وكنت أرى أن الغناء هو البطل في هذا الوقت وكان هو هدفي وطموحي وهوايتي، لا أعرف هل كنت على صواب أم لا، ولكنني- الحمد لله- أشعر بالفخر لما قدمت، لأن هذا الاختيار أتاح لي الفرصة للتفرغ تمامًا للغناء وتحقيق النجاح فيه، وحاليًا عندما أجد المشهد الغنائي غير مشجع، من الممكن أن أجرب أشياء أخرى، وهناك بالفعل العديد من الاتفاقات، ولكن لم يدخل أي منها حيز التنفيذ، حتى إن أحدها كان مشروعًا سينمائيا مع «مصطفى قمر وحميد الشاعري وهشام عباس»، وإذا أخذنا خطوات فعلية، سيتم الإعلان عن ذلك مباشرة.

الشروق: كفنان له تاريخ أضاف للأغنية العربية الكثير..برأيك،كيف يجدد الفنان من نفسه ويواكب التغيير مع المحافظة على شخصيته الفنية؟

-الجرأة في الإنتاج، وهذا سيحدث قريبًا إن شاء الله، فأنا أحضر لعدد من الأغاني، ومن المقرر أن أطرحها قريبا، إما تباعًا أو سأضمها إلى ألبوم حسب الأفضل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!