-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الارتفاع الجُنوني للأسعار.. لماذا؟

وجيدة حافي
  • 1280
  • 0
الارتفاع الجُنوني للأسعار.. لماذا؟

من منا  ليس غاضبا من هذا الإرتفاع الجنوني للأسعار، كل شيء زاد لهيبه وأصبح من المحرمات السبع، وهذا قبل أيام من حلول رمضان، شهر الرحمة والغُفران، لكن وكالعادة فهو لبعض التُّجار والنُّفوس المريضة فُرصة للربح السريع على حساب جيب المُواطن البسيط الذي لم يجد ما يشتريه بحُكم أن كل شيء أصبح من الكماليات بسبب هذا الغلاء.

اللحوم الحمراء لم تعد في مُتناول الجميع وتجاوزت ألفيْ دينار، والبيضاء ضالة الكثير من الجزائريين ستدخل كذلك قائمة المواد الممنوعة إذا ما بقيت أسعارُها ترتفع باستمرار، البيض لم يسلم من الزيادة إذ وصلت صفيحة من ثلاثين بيضة إلى 600 دينار، مُشتقّات الألبان نفس الشيء، فمن أين سيحصل المُواطن البسيط على كفايته من البروتين الحيواني، إذا ما قاطع جميع هذه المصادر؟ وهل تعويضها بالنباتي سيكون كفاية لحاجيات جسمه، طبعا إذا استطاع شراءها لأنها هي الأخرى لا تُبشر بالخير؟

فعلا بلغ السيل الزُّبى والاحتقان بين المواطنين وصل إلى درجة كبيرة، والكل يتساءل عن السبب وراء هذه الزيادات العشوائية لبعض التُّجار والتي وصلت إلى 50 دينار كفائدة في بعض المواد، لسان حالهم يقول “الله غالب.. من فوق”، تاجر التجزئة يتهم بائع الجُملة، وهذا الأخير يتهم الفلاح والمربّي الذي بدوره يُرجع السبب إلى الغلاء.

وفي وسط هذه الحلقة من الإتهامات يبقى الضحية هو الأجير الذي ينتظر راتبه بفارغ الصبر ليتمكن من إعالة عائلته وتوفير إحتياجاتها الأساسية، راتب حسب شهادات كثير من الموظفين لا يكفي لشهر رغم الزيادات الأخيرة، والإستدانة عنوان المعاملات عند البقّال وتاجر الخُضر والجزار سواء في رمضان أو خارجه، ففي الماضي البعيد كانت الرحمة والبركة تتصدر الحياة، الكل يُساعد في إعالة الفقير والمحتاج، أما الآن فسُبحان الله يتفاخر بقلي وشوي اللحم وجاره جائع لا يجد ما يسدُّ به رمق عائلته، نعم حقائق نعيشها في الألفية الجديدة، رغم الدعوات والنصائح للوقوف بجانب المحتاجين ومُساعدتهم، فإلى أين نحن مُتجهون بهذه الأسعار التي أصبحت فعلا  كارثية، الكل بات يشتكي ويأمل خيرا في رمضان لعل وعسى الأمور تنخفض وينتعش البيع عند التُّجار ويتنفس المواطن الصعداء.

صحيح أن الغلاء مس كل الدول بدرجات مُتفاوتة، وكل الشعوب تندد بهذه الزيادات في كل المجالات، وتطالب بوضع حد لكل من تسبَّب في هذه المشاكل، ففي بريطانيا العُظمى حسب التقارير الإعلامية نفدت الطماطم  وبعض الخُضر من المحلات، والمتواجد قليل جدا مُقارنة بالطلب، إلى درجة أن كل شخص يأخذ حبّتين فقط ليتسنى للجميع الظفر بهذه المادّة ذات الفائدة العظيمة، والبريطانيون الآن يُطالبون حُكومتهم بإيجاد حل سريع لهذا النفاد، وعدم الإعتماد على إسبانيا والمغرب، بغرس كميات مُعتبرة وكافية في مزارعهم حتى لا ينتظروا صدقة من أحد، وهم مُحقّون في هذا المطلب العالمي الذي نُطالب به جميعا كدول شمالية وجنوبية، فالمتغيرات الجديدة تجعل كل دولة تتحرك بسرعة لتحقيق الإكتفاء الذاتي لشعوبها، وإعتماد تقنيات زراعية جديدة تتلاءم والتغيرات المناخية.

ونتمنى من السُلطات العُليا التدخل ومُراقبة الأسواق والمحلات هذه الأيام وفي الشهر العظيم، والإكثار من الأسواق الخاصة بها لكسر شوكة التُجار المضاربين والمتفنّنين في التلاعب بالأسعار دون رحمة أو شفقة، مع العقاب الشديد لكل من يُخالف القانون، وتوعية المواطن والتأكيد له على أن السلع مُتوفرة، ونحن والحمد لله مُقارنة بدول جارة في بحبوحة وخير، فلماذا التكديس والتخزين والرمي بعد ذلك في المزابل أكرمكم الله؟ لنترفع عن مثل هذه الأشياء ولنضع اليد في اليد كل من منصبه ومركزه ومسؤوليته لنبني بلدا مُتطورا من كل النواحي، ورمضان كريم للجميع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!