-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الاستخفاف وكثرة الانتقادات.. من هنا تبدأ أغلب الخلافات الجذرية والمستدامة

نسيبة علال
  • 383
  • 0
الاستخفاف وكثرة الانتقادات.. من هنا تبدأ أغلب الخلافات الجذرية والمستدامة

هناك أسس ثابتة تبنى عليها العلاقة الزوجية، تأتي المودة والاحترام المتبادل على رأسها، ثم تثمين الشريك وتقديره سرا وعلانية لضمان السعادة ومتانة الرباط، ووجود بعض السلوكيات الخاطئة في العلاقة كالاستخفاف بمشاعر أو قدرات الشريك والسعي للتقليل من قيمته ومهاراته، يمكن أن يهدد الزواج ويؤثر على جودة المشاعر.

سلوك وراثي أم نابع عن اضطراب نفسي

الانتقاد المستمر للشريك، عقبة في وجه استمرار الزواج

بجدية واضحة، أو في سياق المزاح، كثيرا ما نجد أزواجا ينتقدون باستخفاف ويتنمرون على شكل الشريك، قوامه، ملابسه، خلقته.. أسلوب حياته، بما فيه من نشاطات وهوايات، حتى يتحول الأمر إلى عادة سامة تقتل كل ما هو جميل في العلاقة. تقول ابتسام، 30 سنة، سيدة مثقفة عاملة وأم لطفلين، على قدر من الجمال يجعلها امرأة متكاملة نوعا ما: “غيرة زوجي تجعل منه شخصية هجومية، فبقدر ما أبذل من جهود لإرضائه ومحاولة التوفيق بين مسؤولياتي اللامتناهية بقدر ما يزيد من انتقاداته الهدامة لي، ويستمر في جعلي أشعر بالنقص والتقصير، حتى إنني إذا بذلت مجهودا أكبر في فترة معينة لأكون ربة بيت، أما وطباخة ممتازة، انتقد طعامي وشغلي وتربيتي، أو تقصيري في الجانب العملي”.

حول هذا تشير الأخصائية في علم النفس والمجتمع، الدكتورة مريم بركان، إلى أن هناك عوامل تدفع الشريك ذكرا أو أنثى، إلى التقليل من شأن الطرف الآخر وبخسه قدراته، التي بعضها وراثي نتيجة العقلية السائدة في المجتمع وأخرى نابعة من شخصية الفرد والاضطرابات التي يعاني منها، كانعدام أو نقص الثقة في النفس، التعالي والشعور بالأفضلية أو العكس.. الشعور بالنقص وعدم الكفاءة والفاعلية”.

هذا ما يمنعني من بذل جهد لإرضائها وإسعادها

بالنسبة إلى فيصل، فإن استخفاف زوجته المستمر بمهاراته يعد سببا كافيا لجعله يعرض عن بذل مجهود مشابه في قادم المرات، ما يخلق خلافات بين الطرفين أحيانا، يروي الشاب بعض المواقف: “إذا كانت حزينة أو متضايقة، كثيرا ما أبادر بإسعادها والترويح عنها بطريقتي، مرة أعددت لها كعكة شوكولا منزلية وكانت ناجحة، لكنها استمرت في إيجاد عيوبها، من يومها قررت عدم المبادرة وبذل المال والجهد للطبخ، كذلك الأمر، في ما يخص مشروعنا إذ كلما طرحت فكرة أو قمت بأي تغيير، وجدتها تهاجمني وتعتبر أفكاري فاشلة، مع أن فكرة إنشاء مزرعة إنتاجية هي فكرتي بالأساس”.. فيصل يعترف بأن زوجته تستخف به، لأنها تراه غير كفء نظرا إلى مستواه التعليمي مقارنة بها، وكذلك بتقييم حياة الريف البسيطة التي نشأ عليها.

الاستخفاف والاستهزاء على الملإ هل يتقبله الشريك؟

بحسب خبراء في علم النفس والعلاقات، فإن سلوك الاستخفاف أو الاستهزاء والتحقير بين الزوجين، يكون أشد وطأة وضررا عندما يتم الأمر أمام الأطفال، العائلة الكبيرة والمعارف، أو حتى أمام الغرباء، حيث يصنف كإهانة بالغة يتلقاها الشريك، ويمكن أن يتحول إلى مصدر خلاف دائم.. لهذا، ينصح الخبراء بوضع حد لهذا السلوك عندما يظهر لأول مرة، في حين يعتبره بعض الأزواج مزاحا يجب التعامل بجدية مع الوضع، تقول الأستاذة مريم بركان: “يمكن التزام الصمت الحازم وعدم مجاراة الشريك إذا حاول التقليل من شأنك أو الاستخفاف بك وبقدراتك، مع اتخاذ موقف صارم وطلب الكف عن ذلك، مع اللجوء إلى الحوار بعد كل موقف مشابه، ليفهم المتسبب في الضرر إلى أي مدى كان قاسيا ومجحفا ويطلع على حجم الأذى الذي سببه”، هو أسلوب حضري ينوب عن رد الضرر بالضرر، وهو فعال في الكثير من العلاقات، مثلما اعتادت عليه لينا، 31 سنة: “كان زوجي يتنمر على كل ما أقوم به، بدأ الأمر بضحك هستيري على مظهري بالمكياج أو الملابس الجديدة، وانتقادات لاذعة ومدمرة لأطباقي التي أطبخها، أما إذا حدث وتكلمت معه عن بعض المواقف التي تحصل معي في العمل، فعادة ما يجعل مني أنا السخيفة الساذجة التي يسهل الاعتداء على حقوقها، كان الأمر يحدث بيننا فقط، فلم يكن يزعجني، حتى انتبهت إلى أنه يتخذ منه مادة لحكايات مضحكة ومثيرة للشفقة مع الأقارب والأصدقاء، فقاطعته مرارا، وناقشته بحدة بعد كل واقعة، حتى أقلع عن ذلك”، تؤكد لينا أنه يمكن للمرء أن ينتزع احترام غيره له ولو بالتهديد والقوة، لكن لا يجب أن ينزل إلى مستوى سلوكه إذا كان دنيئا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!