-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الاستمتاع بتصيد أخطاء الآخرين.. اضطراب يدمر علاقاتهم

نسيبة علال
  • 739
  • 0
الاستمتاع بتصيد أخطاء الآخرين.. اضطراب يدمر علاقاتهم

يسعى الإنسان دائما إلى لبس تاج الوقار، والظهور في هيئة الكامل المثالي داخل المجتمع. فالطبيعة البشرية تصعب على السواد الأعظم منا تقبل الانتقاد وإظهار النقائص. لذا، نجد الكثير من البشر يعملون على تطوير أنفسهم دون انقطاع، فيما يبدو للبقية أن إظهار عيوب الغير قد يجعله يبدو الأفضل والأكمل، فيقضون العمر كله يتصيدون أخطاء الناس وهفواتهم.

المشاهير أكثر عرضة لمصيدة الأخطاء

سيدات يبنين ثقتهن في النفس على عيوب النجمات

تشير الأخصائية في علم النفس، الأستاذة نادية جوادي، إلى أن من بين أكثر الظواهر الشائعة التي خلفها الانفتاح بفضل التكنولوجيا، أن الأشخاص أصبحوا أكثر مقارنة لأنفسهم بغيرهم. وهذا الأمر ولد لدى البعض اضطرابا، يجعلهم دائمي البحث عن أخطاء الآخرين ومشاكلهم الجمالية ومطباتهم، ليقنعوا أنفسهم بأنهم أفضل حالا، في وقت لا يمكنهم إحراز النجاح، أو الوصول إلى مراتب الآخرين واستقرارهم.. الغريب في الأمر، أن هذه الفئة من الناس، لا يجدون حرجا في إظهار تعطشهم وفضولهم إلى الإساءة إلى الآخرين.. في المقابل، لا يتوقفون عن مدح أنفسهم. أماني، 32 سنة، صاحبة مركز للعناية الجسدية، تقول: “أجد متعة غامرة في التعرف على المشاكل الجمالية التي تعاني منها النجمات والمشاهير، فهذا يشعرني بأنني أفضل منهن، ويزرع فيّ الثقة بالنفس أكثر، عندما أعرف أن مغنية مشهورة من أغنى أغنياء العالم، تعاني من مشكل الشعر الزائد على الوجه، أو أن صاحبة أكبر مراكز التجميل في العالم العربي، تعاني من عيوب خلقية جمالية، ولا تخجل من إظهارها على مواقع التواصل.. كله يجعلني أتصالح مع نفسي، وأحب جسمي وجمالي.. أشارك هذه الصور مع زوجي دائما، لأثبت له الأمر”.

تسلق أخطاء الآخرين لا يجعلك أفضل

الحرص على إظهار الشريك أو أي طرف آخر في موقع المخطئ الناقص، واتباع أسلوب العتاب الدائم والإساءة إلى سلوك الآخرين، يجعل الشخص الذي يعاني من هذا الاضطراب ربما يشعر بالإنجاز والتفوق. لكنه، يفقده علاقاته الاجتماعية، في الكثير من الأحيان. فبدل أن يقوّم أخطاءهم وهفواتهم، يصر على إبرازها وتضخيمها، فقط حتى يمنح لنفسه فرصة إظهار ما يراه قِيما في شخصيته ومميزات. تقول السيدة حكيمة: “منذ تعرفت على زوجي، اكتشفت أنه يركز فقط على أخطائي وسلبياتي، وينبهني إليها دائما، ثم يستمر في تعداد فضائله وشيمه.. مثلا، يصفني بأنني بخيلة وأحتفظ براتبي طويلا، دون أن أصرف منه الكثير، ثم يفتخر هو بإنفاقه على بعض التفاصيل التي هي في الواقع ليس لها أي منفعة، حتى يداري على تبذيره، ينعتني بالبخيلة، كذلك الأمر بالنسبة إلى جميع مناحي الحياة. وهذا، ما يجعلنا في نفور دائم، وأحيانا، نصل إلى الطلاق، لكننا نتراجع من أجل ابنتنا”.

كيف أتجاوز المصيدة؟

العيش في علاقة سامة مع أي طرف، سواء الشريك أم الأخ أم حتى أحد الوالدين، قائمة على التركيز الدائم على السلبيات والأخطاء، تستدعي أن يظل الإنسان في موقع المدافع عن أفعاله وسلوكاته، من أكبرها إلى أبسطها. وهذا، أمر مرهق بالفعل، يحذر الأخصائيون من الوقوع في شراكه. ولعلاج هذا الاضطراب لدى الأشخاص المهمين في حياة الفرد، يجب عليه التصرف وفق استراتيجية الهجوم، لا الدفاع والمسايرة. تقول الأخصائية النفسية، ن. جوادي: “وضع حدود أمام الشريك، لا يحق له تجاوزها، ورسم هيكل للحريات الشخصية من غير المسموح تدخله فيها، من أهم الخطوات التي تجعل الفرد يتخلص من المصيدة. فسلوكه وأخطاؤه تمثله لوحده. وهي جزء من شخصيته المستقلة المتصالح معها، المقتنع بها، ولا يحق لشخص آخر أن يتسلقها ليبدو أفضل. فتذكير الإنسان السلبي بأن ما يراه خطأ قد يكون بالنسبة إلى آخر هو الصواب. وما ينظر إليه على أنه عيب خلقي أو أخلاقي، قد يكون هو ما يميز الشخص، باستثناء القيم الدينية والإنسانية، التي تجتمع عليها البشرية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!