الشروق العربي

الاعتذار عند بعض الأزواج.. هل ينقص من شخصيتهم وهيبتهم؟!

الشروق أونلاين
  • 13766
  • 6

تطول سنوات الزواج بين الزوجين، وتطال كل الأقفاص الذهبية العديد من المشاجرات، فتطغى أثناءها قوة الشخصية لدى كلا الطرفين، ليؤدي ذلك إلى ضعف نسبة الاعتذار لدى كليهما وتتأرجح الاحتمالات بين شعور بالاهانة وصراع لتملك السلطة على الطرف الآخر، وهكذا تحصد العديد من الأسر اليوم حصاد كل ذلك بدخولها في دوامة من المشاكل التي لا تنتهي في ظل المشاحنات داخلها والامتناع عن لفظ كلمة آسف.

الاعتذار تقليل من الهيبة الشخصية عند البعض

آسف، أعتذر، أطلب السماح”، كلمات مستعصية على الكثيرين، رغم مفعولها الساحر في إزالة الأخطاء، إلا أنها قد تكون انتقاصا من الكرامة وإذلالا عند بعض الأزواج، حتى ولو جاءت بعد طول جدال، وفي هذا يرى أحمد 39 سنة والذي التقيناه أمام محطة القطار في حسين داي أن اعتذار الرجل لزوجته لفظا يشعره بالحرج، بالإضافة إلى أن الاعتذار للمرأة  في حد ذاته يجعل هذه الأخيرة تفتح كل صفحات الماضي، وتظهر في ثوب الضحية، وعلى المعتذر تحمل كل ذلك وإلا سيرتفع ميزان آثامه.

أما ياسين 42 سنة، فيقر بأنه لم يعتذر لزوجته أبداً طوال أكثر من عشر سنوات، على الرغم من حبه لها، فطلب السماح منها يولد له شعورا بالضيق والضعف، لذلك يفضل تناسي تلك الأمور التي اختلف عليها مع زوجته وطي صفحاتها، ويضيف قائلا “الحمد لله زوجتى اعتادت على الأمر”.

في حين تقول أسماء 26 سنة أن بعض المشاكل تبدأ من عناد أحد الزوجين، ومن يفتعل المشكلة يجب أن يبادر بطلب المسامحة سواء كان الرجل أم المرأة، فاعتذار الزوج لزوجته ليس جرما، خاصة إذا أخطأ.

شعور بالإهانة لدى النساء

و لأن الزوجة امرأة حساسة، فعدم اعتذار زوجها منها في حال أخطأ في حقها، قد يؤثر عليها ويولد لديها إحساسا بالغمط والغضب ‏إلى درجة شعورها بالنقص، وفي هذا تقول كريمة 34 سنة، والتي التقيناها ونحن في طريقنا إلى رويسو بأن المرأة تشعر بالإحباط إذا أخطأ زوجها معها ولم يطلب العفو، فكلمة اعتذر لن تكلف الرجل شيئاً، بل تزيد تقدير زوجته له، لكن للأسف رجال كثر لا يعلمون شيئا عن كيفية التعامل مع زوجاتهم، على عكس المرأة التي لا تدخر جهدا في سبيل ذلك.. إلى ذلك، تقول نسرين 35 سنة، والمتزوجة منذ أكثر من خمس سنوات، أنها عانت خلالها الأمرّين مع زوجها الذي كان دائما ما يجرح مشاعرها، ولا تسمع منه ولا كلمة تعبير عن أسفه، فيما قام به في حقها على مر تلك السنين، الأمر الذي جعل منها زوجة قاسية، وتعامله وكأنه غير موجود في حياتها.

في حين ترى سمية أن الاعتذار واجب على الطرفين، فمن المهم أن يبادر المخطئ بتقديم الاعتذار للطرف الآخر، لتعزيز مبدأ التقدير والاحترام، رغم أن الرجل عادة ما يرفض الاعتراف بخطئه، عكس المرأة التي تكثر من طلب السماح من دون مناسبة، ما قد يسبب لها صدمة في حال رفض زوجها الاعتذار منها.

الامتناع عن الاعتذار يؤدي إلى دوامة من المشاكل

فالاعتذار من الصفات النبيلة التي تعبر عن التقدير والاحترام، وعندما يكون ذلك بين الأزواج فإنه يقضي على كثير من المشاكل، وينزع فتيل الخلافات الحادة التي تهدد استقرار الأسرة وتساهم في إنقاذ الحياة الزوجية، وفي هذا ترى عائشة 40 سنة، أنه لكل منا أخطاؤه وزلاته، فأحيانا يكون الاعتذار هو أسرع الحلول للتكفير عنها، وهو ما تبادر به، وحدث مع زوجها، حيث كانت تود أن تحضر إحدى الحفلات إلا أنه رفض بسبب ارتباطه بالعمل، مما جعلها تنفعل وترفع صوتها، لذلك تركها وغادر المنزل، ولولا اعتذارها لما كانت مع زوجها اليوم.

أما أحلام 28 سنة والتي التقيناها أمام المكتبة الوطنية بالحامة، فتقول أن الاعتذار لا يجدي مع البعض، فهناك من تأخذه العزة بالإثم ولا يستجيب لأي اعتذار، وهذا الشخص لابد من مواجهته بقسوة، لأن الاعتذار سيكون بمثابة ضعف أمامه.

في حين ترى حميدة 31 سنة، أن طلب الصفح يجب أن يكون متبادلا بين الطرفين، وتردف “لا بأس أن أعتذر لزوجي إن كان هو أيضا يفعل ذلك إذا أخطأ، أما إذا عكس ذلك، فلا أعتذر له مهما كلفني الأمر”.

مقالات ذات صلة