-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الافتتاحية: بيت العنكبوت

الشروق أونلاين
  • 1267
  • 0
الافتتاحية: بيت العنكبوت

عبد الناصر

بينما تصر دول عربية وإسلامية عديدة على أن تولّي وجهها شطر قبلة البيت الأبيض في طقوس المأمور الذي لا يشرك بأمريكا أحدا، تصر أمريكا على أن تجعل بيتها الأبيض “شفافا” تكشف من خلاله عن حقائق تحاول الكثير من الدول إخفاءها على الأقل على شعوبها.فصفقة الأسلحة التي باشرتها الولايات المتحدة الأمريكية مع دول خليجية وإسرائيل رفضت فيها كوندوليزا رايس أن تبقى سرية كما كانت في السابق عندما ساعدت أنور السادات عام 1977 بعد معاهدة كامب ديفيد وساعدت صدام حسين بعد عودة الخميني إلى إيران عام 1979.. فإلى زمن غير بعيد كانت قضية أي دولة عربية من المحيط إلى الخليج هي فلسطين، وأي تسلح إنما لمواجهة إسرائيل ولا أحد الآن امتلك الشجاعة لشرح أسباب دخول أمريكا في مفاوضات متقدمة لأجل توريد ما قيمته ثلاثة عشر مليارا من السلاح إلى مصر وصفقات مماثلة لدول الخليج العربي إلى الآنسة كوندوليزا رايس التي أعلنتها صراحة بأن الهدف من تسليح هاته الدول العربية الإسلامية التي توجد بها أقدم حضارة وأطهر بيوت الدنيا ومهبط الأنبياء إنما لأجل الوقوف في وجه حزب الله الذي لا ذنب له سوى أنه صمد في وجه إسرائيل وجعل الأمة تتنفس نصرا بعد أن تعاطت إلى حد الثمالة خمس هزائم على مدار نصف قرن.

وحتى عندما منحت أمريكا معونة مالية للفلسطينيين قالت على المباشر إنها اختارت أصدقاءها وتجاهلت أعداءها في غزة، في الوقت الذي أعلنت إسرائيل وسط هذا الزخم من السلاح والمال المتهاطل على أصدقاء أمريكا عن إنجازها القريب لمحطة نووية بالنقب من تمويل أمريكي كردع لأصدقاء أمريكا الذين وصفوا حزب الله بالمغامر، وراهنوا على خسارته الحرب في الصيف الماضي وهدية أخرى وليست أخيرة لإسرائيل التي لم تجد أمريكا أي حرج عندما طمأنت تل أبيب على مسمع “أصدقائها” العرب بأن ما تقدمه لبعض دول المنطقة من مساعدات عسكرية لن يرجّح أبدا الكفة التي كانت ومازالت وستبقى دائما لصالح صديقة العمر إسرائيل..

أمريكا انتقلت إلى مرحلة تسمية الأشياء بحقيقتها وجعلت بيتها الأبيض في واشنطن شفافا، بينما الذين حاولوا بناء بيوتهم من ضباب اتضح أنها جميعا أوهن من بيت العنكبوت.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!