-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الافتتاحية: تخطي راسي …

الشروق أونلاين
  • 2329
  • 0
الافتتاحية: تخطي راسي …

قادة بن عمار

يبدو أن الجزائريين كتب عليهم أن لا يعيشوا صيفا ممتعا ومريحا مهما كانت الظروف والإمكانيات طالما أنهم سيظلون إلى إشعار آخر مطاردين من الأوبئة والأمراض المنقرضة، وملاحقين بأخبار حوادث المرور وأعداد الغرقى في السواحل…لتضاف إلى قائمة الكوارث الصيفية – من جديد – الحرائق… وما أدراك ما الحرائق..ما تنشره وسائل الإعلام هذه الأيام عن مئات الهكتارات التي أكلتها النيران، وعن إجلاء عديد سكان الأرياف والمناطق النائية من منازلهم ومزارعهم خوفا من ألسنة اللهب، جاء ليعيد إلى الواجهة مرة أخرى الحديث عن مشكلتنا مع غياب ثقافة تسيير الأزمات والاختفاء في كل مرة خلف فرضيات القضاء والقدر والمكتوب.. وشعارات “تحتمت وإحنا ناس مومنين..” وغيرها من الكلمات التي يردّدها المسؤولون دوما في كل مرة يحدث فيها مكروه لهذا الشعب أو يصيبه وباء أو مرض، حتى وان كانت أسبابه بشرية.

الحرائق التي ما تزال مشتعلة في عديد الولايات حتى كتابة هذه الأسطر، عزّزت أيضا رصيد الخوف لدى الجزائريين وعمّقت شعورهم المحبط بغياب مؤسسات قوية تحفظ حياتهم أو تعوض لهم خسائرهم.. كما أنّ الفرق بين ما يحدث في اليونان أو دول أخرى تحفظ كرامة الإنسان، وما يحدث عندنا، هو فرق شاسع يشبه الفرق بين فصليّ الصيف والشتاء.. لاشك أن الحرائق ليست مصيبة الجزائريين وحدهم في هذا العالم، فما يحدث عند غيرنا يجعلنا نحمد الله كثيرا أن ربعه لو أصابنا لاختفينا من سطح هذه المعمورة، لكن ما لا يمكن فهمه أبدا هو تعمد المسؤولين عدم التفكير في وزارة خاصة لمكافحة الكوارث بدلا من وزارات “خلق” الكوارث التي أنجبتها الحكومات المتعاقبة..

كما أصبح لزاما على هؤلاء الذين لا يظهرون على شاشة التلفزيون سوى ليعظّموا أجر الشعب في مصائبه المتلاحقة..عليهم التحرر من فكر “الحملات ذات المنفعة العامة” لمكافحة الحرائق والأوبئة وتحميل الشعب المسؤولية وحده عن الأسباب والنتائج معا، كما أن صيف الجزائريين لن يكون مريحا أبدا “ولا شتاؤهم” طالما استمر تفكير معظمهم بعقلية…. تخطي راسي وتفوت!!

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!