-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الافتتاحية: توازنات قاتلة

الشروق أونلاين
  • 1184
  • 0
الافتتاحية: توازنات قاتلة

محمد يعقوبي:yacoubim@ech-chorouk.com

ما قام به السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة يشبه إلى حد كبير الدور الذي دأبت على القيام به أمريكا لمحاربة القضايا العربية والاسلامية بإستعمال حق الفيتو، والمؤلم في موقف السفير الفلسطيني “الذي تحرك أكيد بإيعاز من سلطة عباس” أنه لأول مرة يحدث تحالف فلسطيني إسرائيلي لمحاصرة وإجهاض قرارات لصالح الشعب الفلسطيني.فقد إجتمعت مصالح حكومة أولمرت مع مصالح حكومة عباس لبتر شأفة حماس، فأجهضها المشروع القطري القاضي بإعلان قطاع غزة منطقة منكوبة، ولأن عباس حسبها بمنظور حزبي ضيق فقد قرأ هذا المشروع على أنه فك للحصار على حماس وإمدادها بعناصر الحياة عندما تتدفق المساعدات الانسانية على القطاع وتتوافد اللجان الانسانية للوقوف على الواقع المأساوي للشعب الفلسطيني، ولذلك حدث لأول مرة تحالف فلسطيني ­ إسرائيلي لإجهاض مشروع في صالح الفلسطينيين، الأمر الذي دفع حماس للدعوة إلى محاكمة هذا السفير الذي يشتغل ضد مصالح بلده.

حسابات عباس لم تتوقف عند هذا الحد فقد أحكم قبضته على المعابر بتواطؤ مصري وخنق المئات من الفلسطينيين الذين يموتون كل يوم على الحدود مع مصر، والسبب واحد ووحيد تهدف من خلاله حكومة عباس تشديد الخناق على حكومة حماس ووضعها في موقف حرج شعبيا ودوليا ودعوة الشعب الفلسطيني “ضمنيا” إلى الثورة على هذه الحركة وإعلان الولاء الحكومة الضفة. ولا يبدو أن السفير الفلسطيني في الأمم المتحدة وحده من يشتغل ضد المصالح الفلسطينية، بل من الواضح أن حكومة عباس كلها قد عقدت العزم على تجويع وتركيع الشعب الفلسطيني في غزة من أجل الثأر من هزيمة فتح أمام حماس..

والسؤال المطروح، صحيح ثمة ثأر بين فتح وحماس، ولكن ما ذنب الشعب الفلسطيني، ولماذا يعاقب عباس سكان قطاع غزة على ما يعتبره جرائم قامت بها حماس؟ ولماذا يتفاوض بسلاسة وتفاؤل مع الجزارين الاسرائيليين ويصد عن محاورة حماس؟ مهما تكن الأخطاء التي إرتكبتها حماس، لا يمكن تبرير التواطؤ الفلسطيني ضد سكان قطاع غزة، لأن الثورة التي يريدها عباس ضد حكومة حماس قد تحدث ولكن ضد حكومة فياض، وبعد أن شاهدنا حركتين تقتتلان على السلطة قد نشهد “إذا ما إستمر تواطؤ عباس” شعبان يقتتلان على اللاشيء، فيخسر الجميع وتربح إسرائيل.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!