-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الانتخابات هنا.. والحملة هناك

الشروق أونلاين
  • 1061
  • 0
الانتخابات هنا.. والحملة هناك

عبد الناصر

قد يأتي على الإنسان العربي، حين من الدهر يشتاق فيه إلى انتخابات ينجح فيها الزعيم بنسبة 99.99% كما كان يحدث ومازال في كثير البلدان العربية.. اشتياق نابع من كون الانتخابات الحالية والقادمة أصبحت بأيدي أجنبية هي التي تختار الرئيس أو الملك وتباركه وتضمن له حملة انتخابية على مقاسها وبأمواله.. أو لنقل بأموال شعبه.وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية التي قلبت الحكم في العراق وحكمت على الرئيس بالشنق وتقوم حاليا بتغيير “حجاج” مكان “ابن يوسف” و”بن يوسف” مكان “حجاج..” إذا كانت هي قد اقتنعت بهذا الخيار في الخليج وفي دول عربية استراتيجية، فإن كثير الساسة العرب أصبحوا يدركون بأن الكرسي لابد أن يأتي من الخارج، وما يهمهم هو إرضاء فرنسا أو أمريكا أو حتى الصين وإيران لأجل اقتطاع ركن أو زاوية من قصر الحكم.. فما يحدث في لبنان حاليا هو نموذج في طريقه إلى التعميم من ساسة بعضهم يقيم في الخارج ويأخذون بالنصائح ويطبقون الإملاءات حرفيا من دون نقصان ويسخّنون حمى الحملة الانتخابية في الخارج، وتبدو مشكلة لبنان بدرجة متطورة من التعفّن، ففرنسا تغرس أنفها وإيطاليا تسرح بلسانها وأمريكا تأمر وألمانيا تطالب.. حتى مصر بلسان سفيرها في بيروت أثنت على السيد وليد جنبلاط واعتبرته رجلا “عظيما”.

اللبنانيون لم يقتنعوا فقط بضرورة تدويل قضيتهم، بل أصبح لكل طائفة جذرا في الخارج ونقلوا الآن حملتهم الانتخابية إلى الضفة الأخرى وتحوّل في الآونة الأخيرة سفراء الدول الأجنبية في بيروت إلى وزراء خارجية إن لم نقل وزراء “لبنانيين” ينشطون أكثر من أهل لبنان من الذين ورثوا رئاسة أحزابهم من آبائهم وأجدادهم مثل الحريري وجنبلاط والجميل وفرنجية، وورثوا رفقة كل اللبنانيين دستورا فرنسيا يقسم “التورتة” حسب الطوائف وأيضا حسب الراعي الجديد لهذا الدستور الولايات المتحدة الأمريكية… إذا كان هذا شأن لبنان البلد الصغير الذي لا يمتلك بترولا ولا غازا، فإن حال بقية البلدان العربية هو بالتأكيد أكثر تعقيدا وهي الآن في طريقها لأن تقضي على “المرض” الذي لازمها لعقود طويلة عندما كان الرؤساء ينتزعون الحكم بعلامة 99.99%، ولكن بطريقة “داويني بالتي كانت هي الداء..” أي القضاء على “الحمى” بـ”السرطان..”

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!