-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الاندماجيون الجُدد!

الاندماجيون الجُدد!

ليس عيبا أن يدعم الجزائريون المقيمون في فرنسا مرشح الرّئاسة الذي يرعى شؤونهم، ويرفض الخطاب المتطرف ويدعو إلى التّعايش واحترام الأقليات، وليس عيبا أن تتجاوب الجزائر وتساند المرشح الذي يخدم مصالحها، لكن العيب كله في الأصوات التي لا ترى مستقبلا للجزائر إلا بارتباطها بفرنسا.

وآخر هؤلاء الذين انسلخوا عن جلدهم، الصّحفي كمال داود الذي بات يسبِّح بحمد فرنسا منذ أن نال جنسيتها وأصبح لا يرى مستقبلا للجزائر إلا في كنفها، وهو ما قاله صراحة في آخر تدوينة له على تويتر “فرنسا ليست فقط فرنسا، والجزائر بحاجة إلى فرنسا التي تتقدَّم إلى الأمام”.

لا ندري من هي فرنسا المتقدِّمة التي يحدّثنا عنها كمال داود، هل هي فرنسا التي دمّرت بلدنا واغتصبت أرضنا لمدة 132 سنة، ونهبت ثرواتنا، وقتلت نساءنا وأطفالنا، وأهانت شعبا كاملا، ونكّلت به وجوّعته وجهّلته، وغيّرت لغته وكادت تغيِّر دينه، أم هي فرنسا المعاصرة التي لا زالت ترفض على لسان مسؤوليها الاعتراف بماضيها الإجرامي في الجزائر بل تمجّده وتفتخر به وتكرّم الخونة من الجزائريين الذين ساعدوها في قتل أبناء جلدتهم؟

قد نجد المبرّرات للاندماجيين الأوائل الذين تعلّموا في المدارس الفرنسية وتشرَّبوا الثّقافة الفرنسية فنادوا بإلحاق الجزائر بفرنسا، لكن ما هي مبرّرات الاندماجيين الجدد الذين درسوا في الجزائر المستقلة، لكن قلوبهم ظلت معلقة بفرنسا فتراهم يسبّحون بحمدها و”يقبّلون” التّراب الذي يدوس عليه الرّئيسُ الفرنسي المرشح إمانويل ماكرون؟

هذا الأخير الذي يقدسه الاندماجيون الجُدد سبق له أن نفى وجود أمة جزائرية قبل الاحتلال الفرنسي، وشكك في تاريخ الجزائر، وراوغ طويلا في موضوع الماضي الاستعماري في الجزائر، وما تراجعُه خلال الأشهر الأخيرة إلا لاعتبارات انتخابية معروفة، ومع ذلك يبقى الأنسب للجاليات العربية والإسلامية بما فيها الجالية الجزائرية ليكون رئيسا لفرنسا في العهدة المقبلة في مقابل المتطرّفة ماري لوبان التي تحسّن موقعها في كل انتخابات مستفيدة من تنامي اليمين المتطرف في فرنسا.

على كاتب رواية “ميرسو.. تحقيق مضادّ” وأمثاله الذين يحاولون تحقيق مصالح شخصية بالطعن في الدين الإسلامي والهمز واللمز في بلدهم، أن يعلموا أنهم سيبقون أجانب وعربا في نظر الفرنسيين، وعلى جميع المستلبين أن يعودوا إلى وصية أحد الخونة الجزائريين الذين تعاونوا مع الاستعمار وهو الضابط الجزائري في الجيش الفرنسي الكولونال بن داود الذي أهانه جنرالٌ فرنسيٌّ بعد تقاعده وتجاهل مصافحته كغيره من الضّباط في إحدى الزيارات التفقدية، وفي الغد وُجد الكولونيل بن داود ميِّتا والمسدس عند رأسه مع ورقة مكتوب عليها هذه العبارة “إخواني تذكّروا هذا جيدا، حتى لو كنتُ الكولونيل بن داود، فسوف أبقى عربيا” أو بعبارة أخرى “العربي عربي ولو كان الكولونال بن داود”.. فهل يعتبر كمال داود بما حدث لسلفه؟

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!